طلاب الشهادات في اللاذقية يقدمون امتحاناتهم على وقع الرصاص

عربي برس- سرجون الصالح- اللاذقية

لا شيء غريب في محافظة اللاذقية فالمواطنون هناك وخاصة في بعض مناطق الريف الملتهبة فيها ألفوا صوت الرصاص والقذائف التي يطلقها المسلحون ويرد عليها بالمثل إن من قبل عناصر الجيش العربي السوري النظامي.
لكن في هذه المرة أزيز الرصاص وصوت القذائف يختلط مع صرير أقلام الطلاب في منطقة الحفة، كل ذلك يعكر صفو المشهد العام في المنطقة ويؤثر على الطلاب الذين كانوا يتقدمون بامتحانات الشهادة الثانوية والإعدادية، والحصيلة دائماً قتلى وجرحى من الطرفين إضافة إلى الذعر الذي انتشر كالنار في الهشيم بين الطلاب وأهاليهم.
فالعنف في تلك المنطقة أصبح الحاكم الرئيسي لرقاب المواطنين جميعاً موالين كانوا أم مناصرين للنظام السوري والسبب تكاثر المسلحين كالبكتيريا في تلك المنطقة وتوغلهم في كثير من قرى وريف الحفة وكرهم وفرهم المتلاحق على قوى الجيش وحفظ النظام في المنطقة .
المواجهات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي اندلعت منذ يومين ومازالت مستمرة امتزجت بصراخ الطلاب الذين لا ذنب لهم على حد قول أحدهم والذي انسحب من الامتحان قبل نهاية المدة متذمراً من صوت الرصاص الذي كان يطغى على تركيز الطلاب أثناء الامتحان، "عمر" طالب شهادة ثانوية يتساءل ما ذنبه وزملاؤه كي يحرموا من تقديم مادة العلوم التي تعتبر أساسية بالنسبة للفرع العلمي لذا فهو بفكر ملياً بالانسحاب من الامتحان وتأجيله إلى السنة القادمة وعوضه على الله.
لكن زميله "محمد" قال ما الذي يضمن بأن تكون الأوضاع في السنة القادمة أفضل من الأوضاع هذه السنة لذا فهو لن ينسحب من امتحانه تاركاً الأمر للدولة (إن بقيت على حد قوله) كي تتصرف وتعيد الأمور إلى نصابها.
المواجهات بين ميليشيا الجيش الحر وقوات حفظ النظام في اللاذقية أسفرت عن سقوط ضحايا بصفوف المدنيين والجنود السوريين إضافة إلى خسائر كبيرة في صفوف ميليشيا الجيش الحر وجرح العشرات نقلوا إلى مشافي مدينة اللاذقية.
أحد المدنيين الجرحى قال إن تبادلاً لإطلاق النار بدأ مقابل أحد الحواجز العسكرية بمدينة الحفة لحظة مروره ، مضيفاً أن الحاجز تعرض لثلاث قذائف وأصيب هو والجرار الذي كان يقوده وقد قدمت تعزيزات لمؤازرة عناصر الحاجز، لكن القصة بدأت عندما أقدمت مجموعة كبيرة من عناصر ميليشيا الجيش الحر التي تسللت إلى المدينة من مناطق شتى على احتلال منطقة الحفة بالكامل، منذ ساعات الصباح الباكر وأقدموا على حرق مقر شعبة حزب البعث، ومديرية منطقة الحفة "، مشيراً إلى عناصر مديرية المنطقة استسلموا مباشرة دون أية مقاومة، فهرع رجال الأمن السوري إلى مناصرتهم والرد على المسلحين.
ونتيجة لانعدام الأمن هناك وغياب الأمن السوري فترة من الزمن جابت سيارات المجموعات المسلحة شوارع الحفة ، وقامت بترويع المدنيين من خلال خطف بعض المدنيين ورفع علم الإمارة الوهابية للمرة الثانية هناك ما اضطر الجيش السوري إلى التدخل بعنف هذه المرة لإنقاذ المدنيين وبعض عناصر الأمن الذين كانوا محاصرين حيث ألقى القبض على أمير الحفة "سعيد طربوش" مع عدد كبير من معاونيه ومقتل أعداد كبيرة من المسلحين إضافة إلى القبض على بعض المقاتلين العرب من أصول تونسية ويمنية حيث جرح بعضهم أثناء الاشتباكات.
عدد كبير من أهالي منطقة الحفة الذين يقفون على الحياد في الصراع بين الجيش العربي السوري وميليشيا الجيش الحر حملوا النظام السوري مسؤولية ما يجري في منطقتهم حيث كان عدد كبير منهم قد غادر أو أرسل النساء والأطفال إلى خارج المدينة التي كانت كل الدلائل تشير إلى قرب اندلاع أعمال عنف فيها على خلفية تجول عناصر مسلحة في المنطقة وإفلاتها من قبضة عناصر الأمن السوري إضافة إلى تجمع عدد كبير من المسلحين في الحفة وقرى بابنا وجنكيل وصولاً إلى كنسبا، ويتساءل "محمود" لماذا لا تقوم وحدات الجيش بالحراسة الجيدة للمناطق الحدودية؟ وإذا كانت تقوم بواجبها بشكل جيد فكيف يتسلل المسلحون إلى منطقتنا ويعيثون فساداً فيها ويحرمون أولادنا من التقدم لامتحاناتهم؟.
ورغم أن مديرية التربية في اللاذقية نقلت المراكز الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي في منطقة الحفة إلى مراكز جديدة في المدينة، إلى أن هذا الإجراء لم يرض طلاب تلك المنطقة وأهاليهم، حيث تقول "سميعة" والدة إحد الطالبات ماذا سيفيدنا نقل المراكز إلى المدينة إذا كان الأمن معدوماً في منطقتنا... هل سيتمكن أولادنا من الدراسة تحت وقع الرصاص وأصوات القذائف؟؟!!.