الاشتباكات تتراجع بالغوطة الشرقية...الجيش يحبط محاولات المسلحين التقدم نحو مركز الشهباء..محاولة لزعزعة استقرار الحجر الأسود

أما في العاصمة وبينما حاول فلول المسلحين تعكير صفو الحياة التي بدأت تدب في حي الحجر الأسود تواصلت عودة الأهالي إلى أحيائهم التي طهرها الجيش خلال الشهر الماضي جنوب العاصمة، على حين تراجعت حدة الاشتباكات في الغوطة الشرقية، وأعلن الجيش منطقتي قدسيا والهامة آمنتين بعدما طهرهما من المسلحين.

وفي التفاصيل، صدت وحدة للجيش هجوماً شنه المسلحون على منطقة القصر البلدي في مركز مدينة حلب من جهة حيي المشارقة وبستان القصر خلف سوق الهال وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم، بالترافق مع صد حاجز أمني هجوماً آخر في منطقة السبع بحرات القريبة من مركز المدينة نفذه المسلحون المتمركزين في باب النصر وباب الحديد عبر شارع السجن في المدينة القديمة ولقي 8 منهم مصرعهم.
وألحقت القوات المسلحة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد أثناء تصديها لاعتداء نفذه المسلحون على ثكنة هنانو التي كانت تحوي مقر التجنيد العام وسبق للقوات تطهيرها في وقت سابق من الشهر الفائت، ومن المفترض أن تعود الثكنة لمزاولة مهامها كمركز للتجنيد قريباً بعد تطهير المناطق المحيطة بها وإعلانها منطقة آمنة ما عدا الجهة الجنوبية للثكنة التي قدم منها المسلحون في محاولة يائسة منهم لتعويض خسارتهم في الأحياء الشرقية المتاخمة والتي تقدمت وحدات الجيش نحوها واستولت على مستديرة الصاخور الإستراتيجية في أول عملية برية شرق حلب.
ونفى مصدر عسكري سيطرة المسلحين على ثكنة هنانو، معتبراً أن ما تبثه وسائل الإعلام المغرضة عار تماماً عن الصحة.

ونفذت وحدات الجيش عمليات نوعية في أحياء الصاخور والشعار وكرم الجبل بمنطقة العرقوب وسيف الدولة والزبدية والمشهد دكت فيها مقار وتجمعات للمسلحين وقضت على العشرات منهم، كما قامت بعمليات أخرى مشابهة في بلدة عندان شمالي المدينة استهدفت أوكار للمسلحين.
وفي الريف، لاحقت الجهات المختصة مجموعة مسلحة في بلدة الحلبية بالسفيرة كانت تعتدي على المواطنين وتقوم بعمليات قتل وخطف، وأسفر الاشتباك عن القضاء على معظم أفراد المجموعة، عرف منهم متزعمها راغب محمد الصفدي وأحمد حسين العلي وخيرو اللامي وكامل العلو الإبراهيم، حسبما ذكر مصدر رسمي لوكالة الأنباء «سانا».
في دمشق، أطلق مسلحون متسللون النار على الحواجز المنتشرة بحي الحجر الأسود في محاولة منها لزعزعة الاستقرار، الذي ساد المنطقة بعد تطهيرها من المسلحين وعودة جزئية للأهالي. وتمكنت العناصر الموجودة على الحواجز من ردهم على أعقابهم حسبما قالت مصادر أهلية لـ«الوطن».
وأشارت المصادر، في المقابل، إلى تواصل عودة الأهالي إلى منازلهم بالحجر الأسود، حيث بدأت الحياة تدب من جديد في أسواق وشوارع الحي، بينما ذكرت مصادر أهلية في حيي القدم والعسالي بدمشق أنه «سُمع أصوات رشقات متقطعة لإطلاق نار ليل (أول) أمس».
كما تواصلت عودة الأهالي إلى قسمي التضامن الغربي والشرقي بعد تطهيره من المجموعات المسلحة، وإن سمع بين الحين والآخر أصوات إطلاق نار متقطع في القسم الشرقي من الحي.
وفي ريف العاصمة، ذكرت وكالة الأنباء «سانا» أن وحدات الجيش «تمكنت من تطهير منطقتي قدسيا والهامة من الإرهابيين.. وأعلنتهما منطقتين آمنتين». وفور انتهاء العمليات وإعلان تطهير مدينة قدسيا وبلدة الهامة، بدأ الأهالي بالعودة إليهما، لتفقد منازلهم، حسبما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن».
وذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن حدة الاشتباكات تراجعت عموماً في الغوطة الشرقية أمس مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطقها، الأمر الذي رده مراقبون إلى احتمال إفساح المجال أمام شركة الكهرباء لإصلاح الأعطال في الشبكة.
وذكر وزير الكهرباء عماد خميس أول من أمس في تصريحات لوكالة «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت محطة تحويل توتر عال بالقرب من الشيفونية في الغوطة الشرقية ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن عدد من قرى محافظة ريف دمشق»، مشيراً إلى أن «العمل الإرهابي الذي استهدف محطة أوتايا أدى إلى تخريب وإلحاق الضرر في جزء منها»، كاشفاً عن قيام «الإرهابيين بسرقة بعض معداتها ومنها أجهزة تحكم».
وأكد خميس أن الوزارة تسعى بالتعاون مع الجهات المختصة لإصلاح الأعطال في المحطة وإعادة المسروقات لوضعها بالعمل من جديد.
وفي الغوطة أيضاً، شهدت بلدتا أوتايا والشيفونية اشتباكات متقطعة، على حين سمعت أصوات إطلاق النار من محيط مدن وبلدات المليحة وجسرين وزبدين ودير العصافير، وتمكنت وحدات الجيش من دخول بلدة شبعا على طريق المطار.
في الغضون، تواصلت العمليات العسكرية في منطقة عرطوز البلد، بالريف الدمشقي.