الجيش العربي السوري يكمل ما بدأه في تشرين التحرير عام 1973 ...بقلم : سلوم عبدالله

الجيش العربي السوري يكمل ما بدأه في تشرين التحرير عام 1973

بقلم: سلوم عبدالله

(( العرب جثة هامدة ..ولن تتحرك المواقف إلا إذا تحركت الجثة الهامدة..وهذه الجثة لن تتحرك ))

هكذا صور هنري كسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق قبيل حرب تشرين التحريرية في معرض تطميناته للإسرائيليين بعدم شن حرب من طرف العرب، لكن الجثة الهامدة تحركت و خرقت نظرية الأمن الإسرائيلية القوية و بتر الذراع الطويلة .

ففي تشرين تم التخطيط لكل شيئ، ولم يترك تقدير المواقف للمصادفة، وكان العقل العربي السوري هو المعني بالتخطيط هذه المرة وليست العواطف.

((ومن المعروف علميا و عسكريا أن معرفة العدو شرط أساسي للإنتصار عليه...))

وفي مقاربة بين تشرين الماضي وتشرين الحاضر نجد أن هناك قواسم مشتركة عديدة و أهمها:

إسقاط الدرع القومي و العربي المتمثل بسورية و حلف المقاومة، كما نجد أن الدول الكبرى هي ذاتها التي كانت تحاول النيل من سورية و المتمثل في الوقت الحاضر بـ ( حلف الناتو ككل، الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر، إيران زمن الشاه)، خيانة مصر و توقيعها صلحا منفردا و إنسحابها من الحرب .

معركة سورية اليوم تشبه إلى حد كبير معركة الماضي .. تكالب دولي عربي غير مسبوق، تخطيط عمره عقود تلت خسارتهم تشرين الماضي، حملة إعلامية مرعبة، تجنيد عرب و أجانب ( القاعدة، الأخوان المسلمون) كلها صناعة صهيوأمريكية عربية هدفها إسقاط سورية و حلفائها ( المقاومة)

روسيا و الصين و إيران و المقاومة اللبنانية.

في استعراض لمراحل الأزمة السورية نجد أن الحقد الذي يكنه العرب المتصهينين و الصهاينة الغرب، حقد دفين خرج لتدمير سورية عقولها و قوتها العسكرية و موقعها الإستراتيجي

حاول الغرب التعلم من أخطائهم السابقة فإبتكروا خطة جديدة تحت مسمى (الربيع العربي) وهدفه الأول و الأخير الغاء الوجود السوري العربي على الخارطة العالمية السياسية و العسكرية

تونس و من ثم ليبيا و مصر و اليمن ... كلها تمهيدا لإكساب لعبتهم مصداقية في سوريا عن طريق زرع فكر الثورة و التحرير في عقول السوريين ، وصل مرادهم الى سوريا فإختلطت الأمور عند بعض السوريين في بداية الأمر وصدقوا أن هناك ثورة تختبئ تحت مطالب شكلية (حرية – الغاء قانون الطوارئ الذي لايعرفون ما هو أصلا) وتدريجيا وصلو الى مرحلة المطالبة بإسقاط النظام ومنه تحولت مطالبهم الى عمليات مسلحة وكانت البداية مع مجزرة جسر الشغور ومنها بدأت العمليات التخريبية التي طالت البنى التحتية و خطوط السكك الحديدية و سرقة النفط و تفجير أنابيب

وتخريب مدن و خطف مدنيين و قتلهم او المطالبة ب (فدية) ...

لم يكتفو بتلك العمليات فقط , بل ذهبوا الى المطالبة بالتدخل الخارجي لإسقاط سوريا و شعبها و جيشها، فسارع الغرب الى تزويدهم بأحدث الأسلحة ، و أسلحة قيد التجريب أيضا أرسلوها كي يستعملها المسلحون ضد الشعب و الجيش السوري

ومن الناحية العسكرية :

عبر تأمين خبراء من القوات الخاصة الأميركية والبريطانية يعملون مع المقاتلين السوريين المعارضين للنظام في مجالات التدريب، والتسليح، والتخطيط، والإشراف على هجمات المعارضين السوريين التي تُشنّ لاحتلال مدن ومناطق في سورية.

وعبر تأمين المرتزقة (شركات تؤمن مقاتلين خبراء ولكنهم مرتزقة تدفع مرتباتهم قطر والسعودية) وعبر السماح بانتقال الجهاديين العرب من كل أصقاع الأرض إلى سورية بتسهيل من العاملين مع المخابرات الأميركية. وأما البريطانيون الذين يشاركون في هذه الفعاليات مجتمعة عبر قوات خاصة وخبراء ورجال مخابرات ميدانيين، وعبر مختصين بالحرب الإلكترونية والنفسية فيبدو ان الحماس نفسه الذي أدى سابقاً في العراق إلى إرتكاب الجيش البريطاني لجرائم حرب لم يحاسبهم عليها أحد.

أما استخبارتيا:

عبر وضع الإمكانيات الأميركية والبريطانية الهائلة في المجال الاستخباري البشري والإلكتروني في خدمة مقاتلي المعارضة السورية والمرتزقة المتعاونين معهم. وكان من أكثر نتائجها ظلمة هي

إغتيال أبرز العقول العسكرية و الأستخباراتية السورية وذلك بمساعدة عملاء الداخل :

إغتيال الشهداء القادة :

العماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية

العماد داوود عبد الله راجحة نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع

العماد اصف محمود شوكت نائب وزير الدفاع

إغتيال العالِم الدكتور نبيل زغيب وزوجته وأولاده:

الدكتور زغيب جاء كونه أحد خبراء الصواريخ في مركز الأبحاث العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية، ويحمل دكتوراه في هندسة المحركات الصاروخية وتوجيهها

على الرغم من مرور 39 عاما على الحرب التي خاضتها الدولة العبرية ضدّ كل من سورية ومصر ، الا انه حتى اليوم لم يتمكن قادتها من الاقرار بأن اسرائيل كانت على قاب قوسين او ادنى من الانهيار التام بفعل المباغتة التي احدثها الجيشان المصري على الحدود الجنوبية، والسوري على الحدود الشمالية.

مصر الشقيقة بقيادة الأخوان تعيد سيناريو كامب ديفيد بعد ان كانت على وشك شراكة سورية في نصر تشرين في 1973 وتعلن أنها ستكون طرفا في تخريب سوريا بإرسال عبيدها و تجنديهم كي يموتو و يقتلو في سورية

أما اليوم فالعالم بأسره سيعترف بالهزيمة التي مني بها في سوريا أمام الجيش العربي السوري و من ورائه شعب سوريا المقاوم و على رئسهم السيد الرئيس بشار حافظ الأسد

أخيرا : النصر في هذه الحرب الكونية على سورية يحقق أهداف تشرين و الهزيمة تلغي نتائج إنتصار تشرين 1973

» نيسان ... ربيع الجيش العربي السوري - خاص توب نيوز: سلوم عبدالله
» الجيش العربي السوري وافخاخ الثعالب ...حسم سريع في دمشق ..تقرير : سلوم عبدالله
» الصمود السوري ...بقلم : سلوم عبدالله
» سر الحسم بين إدلب و دير الزور...بقلم : سلوم عبدالله
» فجر آذار وشمس التصحيح... بقلم : سلوم عبدالله