شكراً قطر...هذا هو مفتي لبنان القادم
2012-10-03 03:54:30
على بعد سنتين من الآن، لن يعد بمقدور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني تبوأ كرسي دار الإفتاء الأولى بسبب بلوغه سن التقاعد وفق المرسوم الإشتراعي 1955، والمعدل في تسعينيات القرن الماضي، والذي ينص على إحالة مفتي الجمهورية إلى التقاعد بعد بلوغه سن 72 عاماً، وبالتالي ستتجه الأنظار إلى معرفة من سيخلف قباني في الموقع الديني الأول للطائفة السنية في لبنان.
أمين دار الفتوى الشيخ أمين الكردي (المحسوب على تيار المستقبل) بدأ يعد العدة منذ الآن لتولي مسؤولية قائمقام دار الإفتاء لحين إنتخاب مفتي جديد للجمهورية ، وهو على غرار سلفه يطمح بأن يكون المفتي الجديد فكما هو معروف فإن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى إتخذ قرارا في العام 1989بتعيين قباني قائمقام دار الإفتاء أثر استشهاد المفتي الشيخ حسن خالد، وتولى المسؤولية إلى أن انتخب مفتيًا في العام 1996.
طموح حيازة لقب "سماحة" مفتي الجمهورية اللبنانية لا يقف عند الشيخ الكردي فقط، فرئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان يعتبر في قرارة نفسه أنه مرشح كفوء لحيازة المنصب، لكن ما بين طموحات الكردي، ودريان تلوح من بعيد علامات الرجل القادم بقوة على صهوة هيئة علماء المسلمين في لبنان للتصدي لهذه المهمة، فالشيخ حسن قاطرجي يعمل ليل نهار منذ سنين خلت في سبيل الوصول إلى اليوم الذي تشرّع فيه دار الإفتاء ابوابها إحتفاءا بالمفتي الجديد.
الشيخ حسن قاطرجي الذي تحول بين ليلة وضحاها من رئيس لجمعية دينية(جمعية الإتحاد الإسلامي) غير معروفة على نطاق واسع، إلى رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان التي تضم في صفوفها مئات المشايخ، يبدو أنه عقد العزم على خلافة المفتي قباني مستفيدا من جملة ظروف "أموال قطرية تدفع بسخاء، وتوزع بدقة متناهية، فكل قرش يصرف في مكانه الصحيح، ضعف منافسيه وتشتتهم، وعدم قدرتهم على المواجهة بسبب عدم إمتلاكهم حيثية دينية كالتي اصبح يمتلكها الشيخ قاطرجي، والأهم عدم قدرة تيار المستقبل على مشاكسته أقله في الوقت الحالي بسبب الحالة الدينية، والشعبية التي اصبح يحيط نفسه بها، ما قد ينذر بمواجهة قادمة معه، لأن المستقبل الذي يعتمد على التمويل السعودي لن يروق له تمكن شيخ قطري التمويل من تبوأ سدة رئاسة الطائفة السنية الدينية.
الجماعة الإسلامية لن تتمكن هي الأخرى من مواجهة طوفان الشيخ قاطرجي، والمدد القطري خلفه، فالجماعة غير مقبولة اصلا في اوساط دار الإفتاء، إضافة إلى ان أهل بيروت لا يناصرونها البتة، بل ويكنون لها كرها لا يمحوه الإنفتاح الذي يحاول قادتها إظهاره بين فترة، وآخرى، وسبب هذا العداء يعود إلى تعلق أهل العاصمة بالرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي خاص صولات، وجولات من الصراع مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وعندما دخل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري المدينة فاتحا، فضل أهلها الإنتقال نحو الحضن الغربي على اللجوء إلى كنف الجماعة.
ثلاثة أهداف وضعها الشيخ حسن قاطرجي على جدول أعماله: نصرة الثورة السورية في المرحلة الأولى، ثم التفرغ لمهاجمة سلاح المقاومة، وختامها يكون مسكا مع الفوز بكرسي دار الإفتاء التي ستسقط حصرا بيده بعد نجاحه في تحقيق الهدفين الأوليين الذين رسمهما لهيئته، أما وقد حقق نجاحا منقطع النظير في مساندة إخوانه الثوار في سورية بحيث تفوق في كثير من المراحل على الأحزاب اللبنانية المناوئة للنظام، فإنه بدا يحضر لشن حملته على سلاح المقاومة مستفيدا من وجود حوالي 300 خطيب مسجد في صفوف هيئة علماء المسلمين في لبنان على جهوزية تامة لتلقي إشارة الشيخ إيذانا بفتح المعركة من على منابر المساجد.
الدعم القطري للشيخ قاطرجي لم يقف عند التحويلات المالية، فالمنابر الإعلامية أصبحت مكرسة لإحتضان المفتي الآتي من بعيد، وبحسب مصادر خاصة فإن قطر طلبت من تلفزيون القدس الذي تمتلكه حركة حماس إستضافة الشيخ حسن قاطرجي بشكل اسبوعي لإعطاء دروس دينية، وتلقي إتصالات مباشرة وإصدار فتاوى من اجل تعزيز دوره، وحضوره على الساحة اللبنانية.
جدير بالذكر ان الشيخ قاطرجي شرع بإنشاء مشروعا ضخما في منطقة عرمون، وأنشا مؤسسة اسماها مؤسسة الأقصى للوقف، والتراث بعد أن إستحصل على رخصة لها من المحاكم الشرعية السنية، لأنه، وكما هو معروف لا يجوز لأحد ان يقيم مركزا للأوقاف بدون موافقة المحاكم الشرعية.