الرّئيس محمد مرسي ظاهرة غريبة عجيبة

الرّئيس محمد مرسي ظاهرة غريبة عجيبة
Tuesday, October 02, 2012 - 12:31 PM
في القاهرة يجري الحديث بصورة شعبيّة بين النّاس أن الرئيس المصري محمد مرسي كأنّه رجل شارع.

والخبر المتداول هو أنّ السفير الجزائري قال: "جلست مع الرّئيس المصري محمّد مرسي لمقابلته لساعة ونصف. وفي خلال السّاعة والنّصف، قام إلى المرحاض خمس مرّات. وكنت أشعر أنّه لا يغسل يديه حتّى، وبعد المقابلة شعرت بالتّقيؤ ولا أريد السّلام عليه؟

هل صحيح أنّ حالة رئيس الجمهورية المصري محمد مرسي في حالة تدلّ على ذلك؟

كان هنالك ظاهرة أخرى على شاشة يو تيوب عندما قام الرّئيس المصري بحركة أمام رئيسة وزراء أستراليا واضعًا يده في مكان غير لائق. وهذا أعطى انطباعًا على شاشات تلفزيون العالم كيف يتصرّف رئيس جمهوريّة مصر مهما كان متضايقًا ومهما كان وضعه. ثم ظهرت صورة للرّئيس في إحدى الصّحف ونقلها التلفزيون الألماني وهو يضع يده في أنفه.

كلّ ذلك جعل الرّئيس المصري في وضع يتساءل النّاس هل يتصرّف في طبيعته هكذا أو يقوم بذلك عن قصد. الجواب أنّه لم يفعل ذلك عن قصد، وهو لا يتّبع البروتوكول والتقاليد. ومثال على ذلك، عندما جلس مع وزير خارجيّة فرنسا، ووضع رجله فوق الأخرى وبشكل أصبح الحذاء بوجه وزير الخارجيّة الفرنسي بشكل غير لائق. مما دفع بالعقيد في الجيش المصري مرافق رئيس الجمهوريّة بأن يتقدّم ويهمس في أذن الرّئيس المصري بأنّ المنظر بشع للغاية، وأنّ وزير خارجية فرنسا قد يقطع المقابلة ويترك مقعده إذا استمرّ رئيس المصري مرسي يجلس في هذا الشّكل ويضع حذاءه بوجه وزير خارجيّة فرنسا.

الأطباء في مصر يقولون إنّ انزعاج السّفراء والشّخصيّات من استمرار ذهاب الرّئيس المصري إلى المرحاض ناتج عن مرض البروستات وهو بحاجة إلى عمليّة جراحيّة كي لا يدفعه مرض البروستات للذهاب إلى المرحاض كل 10 دقائق. لكن الرّئيس مرسي لا يريد القيام بالعمليّة ويفضّل البقاء في هذا الوضع معتبرًا أنّ لا مرض ولا خطورة في وضعه.

أمّا اللافت للنظر أن الرّئيس المصري عندما قابل الصّحافيّات والصّحافيين من ليبيا، وجد صحافيّة جميلة جدًّا ضمن الوفد الصّحافي الليبي وقام بمسايرتها والتحدّث معها. وقال لها أمام الصّحافيين: "أريد أن تتغدّي معي اليوم مهما كانت ظروفك." وبالنّسبة للصحافيّة، تجد نفسها في حالة أن الرّئيس المصري يدعوها إلى الغذاء، وبذلك تستطيع أن تجلس معه وتطرح عليه أسئلة، وبذات الوقت تكون على علاقة جيّدة مع رئيس جمهوريّة مصر ويكون ذلك بابًا هامًا للتقدّم في مهنتها.

في اليوم الثّاني، نشرت الصّحف المصريّة في صدر صفحاتها الأولى صور الرّئيس المصري وهو يمازح الصّحافيّة الليبيّة ثم يمشي إلى جانبها أو تمشي إلى جانبه ويذهبان إلى القصر لتناول الغداء. وقالوا إنّ لدينا رئيس الجمهوريّة يجمع بين رئاسة الدّولة والشّعب البسيط الذي يريد أن يمزح ويتسلّى ويخرج عن التّقاليد والأصول.

الرئيس مرسي عفويٌّ جدًّا كرئيس جمهوريّة، وكان قد قال "أريد إسقاط النّظام السّوري بقوّة، ومصر مستعدّة لإرسال قوّة إلى سوريا لإسقاط النّظام السّوري". وقام بعد 15 دقيقة مستشار رئيس الجمهورية مصر بنفي هذا الكلام وقال إنّ رئيس مصر لم يصرّح أنه يريد اسقاط النظام، لكن ما وقع كان قد وقع، فالتلفزيون قام بالتصوير وكاميرات التصوير سجّلت كلام الرئيس مرسي.

ولدى إصرار الصّحافيين على سؤال لماذا هذا التّناقض؟ قال المستشار إن الرئيس مرسي لم يكن يعطي تصريحاً جدياً كرئيس، بل كان يعطي رأيًا شخصيًا. لذلك قال لهم انسوا الموضوع، المسألة لم تكن جدية، وأنا مكلّف من الرئيس مرسي لأقول أن مصر لا تريد اسقاط النظام السوري. والرئيس مرسي يتراجع بشأن تشكيل جيوش عربيّة والتوجّه الى سوريا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

كلام مرسي عن اسقاط نظام الرئيس الأسد أعطى انطباعاً أنّه رئيس غير راكز وغير موزون، ولا يجوز لرئيس دولة يسكنها 100 مليون نسمة، وأول دولة عربية، وبوابة افريقيا، أن يعطي تصريحاً بهذا الشكل.

وقد كتبت احدى الصحف المصرية ان الرئيس مرسي اعطى هذا التصريح بعد ان وصلته برقية عن ان العمال المصريين في سوريا جرى ضربهم من قبل القوى الشعبية للنظام السوري، وقد غضب غضباً شخصياً وردّ على ضرب العمال المصريين في سوريا، وطلب في مطلق الأحوال في سوريا ان لا عمل يقومون به بشكل متواصل وبمدخول جيد ان يغادروا سوريا الى إيران او السعودية او الأردن او العودة الى مصر.

هذا هو الرئيس المصري محمد مرسي بصفته الشخصية والسياسية، ولا شك انه ظاهرة بين رؤساء الدول العربية. فمثلاً في مؤتمر طهران للتضامن الإسلامي، وبعدما كان في موقف ضد إيران فجأة اقترب من الرّئيس محمود احمدي نجاد وشبك يده بيده. وقال له تعال نتمشى سوياً ومشوا لربع ساعة، مع العلم ان الوفود كانت تنتظرهم. وقد هاجم الرئيس مرسي إيران لأنها تساعد نظام الأسد.

الوقت مفتوح الآن امام رئيس مصر محمد مرسي، لكن هناك امر اكبر من ذلك ان محمد مرسي الذي هو رئيس حزب الأخوان المسلمين جعل الحزب يخسر من شعبيته، حتى ان عنوان جريدة الأهرام بالخط العريض "الإخوان المسلمون يسقطون بسبب الرئيس مرسي"، وهنالك تململ داخل حزب الإخوان المسلمين الذين يطالبون بأن يتنحى الرئيس من قيادة حزب الإخوان المسلمين.