عصابات "التوحيد" حرقت الأسواق لمنع الجيش من التقدم ، وعصابات "الفاروق" توقع الجيش في كمين قاتل على طريق تدمر بفعل التواطؤ المالي لمافيات الأمن العسكري

استمرار المعارك في حلب وتجارها يتهمون عصابات "لواء التوحيد" صراحة بحرق الأسواق القديمة
02 تشرين الأول 2012 04:10 عدد القراءات 3257

عصابات "التوحيد" حرقت الأسواق لمنع الجيش من التقدم ، وعصابات "الفاروق" توقع الجيش في كمين قاتل على طريق تدمر بفعل التواطؤ المالي لمافيات الأمن العسكري

دمشق ، محافظات ـ الحقيقة (+ رويترز، أ ف ب ، أب): بعد يومين على جريمة حرق الأسواق القديمة في حلب ، أخذت تتضح ملابساتها شيئا فشيئا. وقد أصبح واضحا الآن أن عصابات عبد القادر صالح ، زعيم "لواء التوحيد "الأخواني، هي التي حرقتها لمنع تقدم الجيش باتجاه المنطقة، وفق ما أفاد به تجار المدينة لوكالات الأنباء. فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محافظ حلب وعن تجار المدينة ، على حد سواء، قولهم "انه لا وجود للقوات النظامية في داخل الأسواق، لكنها تقوم بإطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الأموي." وأضافوا القول "إن اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مسلحين متحصنين داخل احد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، قبل أن تتراجع حدتها بعد الظهر". وأوضحوا أن الأسواق المدرجة على لائحة «اليونسكو» للتراث العالمي منذ العام 1986، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في أجزاء منها فجر السبت الماضي. وأكدوا أن «الحرائق المفتعلة في سوق المدينة بحلب هي بسبب محاولة من قبل العناصر الإرهابية المسلحة إعاقة تقدم الجيش العربي السوري والتغطية على عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها المحلات في هذه الأسواق». وأضافوا ان «عناصر الإطفاء حاولوا فور اندلاع الحرائق الوصول إلى الأسواق المحترقة لإطفاء النيران، وأحد هؤلاء استشهد نتيجة استهدافه بطلقة قناصة المجموعات الإرهابية المسلحة".
من ناحيته ، أكد المحافظ غياب الإحصاءات الدقيقة عن حجم الخسائر والدمار "نتيجة عدم تمكن موظفي مديرية المدينة القديمة من الدخول إلى الأسواق بسبب استهدافهم من قبل قناصة المجموعات الإرهابية، لكن لا شك في أن السوق التي تعتبر عصب الحياة الاقتصادية أثرت بدرجة كبيرة على اقتصاد القطر".
وكانت عصابات "لواء التوحيد" اعترفت قبل يومين بأنها أقدمت على حرق الأحراش في أكثر من منطقة من حلب ومحيطها وإدلب "بهدف توليد الدخان الكثيف ومنع طائرات النظام من رؤية مواقعهم". وهو ما قامت به أيضا عصابات "الألوية التركمانية" في "الجيش الحر" بمنطقة ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم للواء اسكنرونة المحتل.

بالتوازي مع ذلك، استمرت المعارك بين الجيش السوري جهة و عصابات"لواء التوحيد" و " جبهة النصرة" من جهة ثانية، اللتين تقاتلان معا في إطار غرفة عمليات واحدة منذ أن جرى توحيدهما بمبادرة من "المجلس الوطني" و "إعلان دمشق" و المخابرات التركية قادها سمير النشار. وقد سجل يوم أمس سقوط أكبر عدد من عناصر "جبهة النصرة" في يوم واحد ، حيث أفيد عن سقوط 16 مسلحا من مسلحيها ، فضلا عن عشرات الجرحى . كما وسجل سقوط ما لا يقل عن عشرة من العرب والأجانب في صفوفهما ، تونسيين وليبيين ومن جنسيات أخرى.

كما وشهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات، لا سيما في حيي الصاخور وصلاح الدين . واعترف "مرصد حقوق الإنسان" الأخواني في لندن بأن مبنى المحافظة تعرض للقصف بقذيفة من قبل عصابات لواء"التوحيد"، الأمر الذي خلق حالة ذعر للموظفين واخرجوا من المبنى وقطع الرابط بين ساحة سعد الله الجابري والقصر البلدي، على حد تعبيره.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الاندبندنت "البريطانية أن قطر وتركيا أوقفتا توزيع شحنات أسلحة، بما فيها الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، على المعارضة السورية في الداخل وتحتجزها في الأراضي التركية بسبب التفرقة والخلافات بين جماعاتها.
وقالت إن "الموردين القطريين والأتراك ابلغوا ممثلي المعارضة السورية خلال مناقشات رفيعة المستوى بأن الأخيرة لن تحصل على الأسلحة الثقيلة ما لم تتفق على تشكيل قيادة متماسكة". وأضافت ان "أنقرة شهدت محاولة في أوائل آب الماضي لإقامة سلسلة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وسعى ممثلون عنها للحصول على أسلحة ثقيلة لتزويد مقاتلي المعارضة في حلب، بعد أن بدأت قوات النظام السوري باستعادة مناطق كانت خاضعة لسيطرة المتمردين".ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على النقاشات قولها ان الأتراك «كانوا يعملون بمثابة ميسّرين في حين احتكر القطريون تدفق الأسلحة، لكن الطرفين شددا أمام ممثلي المعارضة السورية المسلحة على أن الثوار في المدن الرئيسية، بدءاً من حلب، بحاجة إلى تشكيل مجالس عسكرية منظمة وإعداد خطة عملياتية منسقة".