سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: عما تدافع روسيا في الاسد ؟ بقلم: روزانا رمال الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 6:12 pm | |
|
| |
عما تدافع روسيا في الاسد؟
خاص – روزانا رمال
توطدت العلاقات الروسية السورية بشكل لافت في السنوات الاخيرة و كان للرئيس السوري بشار الاسد ثلاث زيارات لروسيا اخرها عام 2008 بعد دعوة الرئيس ميدفيدف له فساهمت في اتساع افق و مجالات تعاون عديدة و عكست اتفاقات و مواقف متقاربة بين البلدين حيال العديد من القضايا العالمية و الاقليمية , ما ادى الى التنسيق حيال قضايا بارزة على المستويين الإقليمي والدولي إضافة لبذل الجانبين جهودا مكثفة للعمل على تعميق وتمتين العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها بهدف مزيد من التقدم بما يحقق مصلحة شعبي البلدين.
اندلعت احداث الازمة السورية التي انقسم المجتمع الدولي حول اتخاذ موقف موحد منها و كان لمواقف روسيا الحصة الاكبر تجاهها حيت تسلطت الاضواء على القيادة و الديبلوماسية الروسية من جهة و على و مراكز الدرسات الروسية و الاعلام الروسي من جهة اخرى فبرز التوحد و التماسك و الاصرار على دعم الرئيس الاسد في شتى المناسبات و الاجتماعات ما رسم العديد من علامات الاستفهام.
لفت ايضا راي روسيا الحازم و الثابت فاصبح محط جدل واسع في الساحات و المؤتمرات و المحافل الدولية و اخذ و رد خصوصا بين المسؤولين الروس و الاميريكيين ...فعن ماذا تدافع روسيا ؟ بالاحرى ...عما تدافع روسيا في سوريا ؟!
ان دفاع روسيا و التمسك بالرئيس الاسد ليس عبثيا مطلقا ! فروسيا في هذا الموقف تتمسك بالاتي
اولا: تدافع روسيا عن رفض الاحادية القطبية و الهيمنة الاميريكية على العالم و هي كسرت بذلك سيطرة الموقف الاميريكي على قرار الامم المتحدة و اضحت المدافع عن ديمقراطية الامم ..
ثانيا : في حديث " خاص " لم يكن مخصصا للنشر كشف ديبلوماسي روسي في احد دول المنطقة في بداية الازمة في سوريا عن ان هناك اتفاق بين عدة انظمة في العالم معظمها من الخط غير الحليف للخط الغربي الاميريكي على انه و بعد ما حصل في ليبيا فان روسيا اخطأت في موافقتها على التدخل العسكري فيها و قد تم تم اخراجها من ليبيا و الاضرار بمصالحها هناك و قال الديبلوماسي الروسي : بعد ما حصل في ليبيا و مصر و تونس و غيرها من يضمن ان الولايات المتحدة لن تسعى جاهدة للاطاحة بالنظام الروسي او الصيني او اي نظام لا يروق لها و يتعارض مع مصالحها بحجة الديمقراطية ؟؟ قد ياتي يوم و تقرر الولايات المتحدة ان تغيير النظام في الصين مثلا او روسيا و هذا غير مقبول استمراره بتاتا !
ثالثا: تدافع روسيا عن مصلحة حلف يمتد من ايران , سوريا ,العراق ,فنزويلا , الصين , الهند البرازيل جنوب افريقيا , الاكوادور وغواتيمالا , والاورغواي , و تنقض بالتالي ما يشاع عبر استعمال عبارة ان "المجتمع الدولي لم يعد يرغب ببقاء الاسد " فروسيا تقوم هنا بتمثيل صوت تلك الدول تحرص على الحفاظ على مصالحهم من خلال مواقفها و عبر الفيتو في مجلس الامن ايضا
رابعا : تدافع روسيا عن أن تكون سوريا ديمقراطية وحرة ولا تتطور الأزمة السورية إلى حرب بين الطوائف الدينية لما لها من عواقب تمزق شعوب المنطقة بانعكاساتها و تعتبر ان وجود الاسد ركيزة اساس للاستقرار .
خامسا : سوريا "نقطة تقاطع مشاريع انابيب نفط و غاز" بين شراكتين متقابلتين واحدة نفط و غاز من ايران و العراق نحو المتوسط و الثانية نفط و غاز من روسيا عبر تركيا و سوريا فالاردن فالبحر الاحمر بمقابل خطيي نفط متناقضين مع خطين اخرين :
* الاول من كازاخستان و تركيا الى "سابان " على البحر المتوسط في مشروع لامتداده عبر سوريا الاردن و البحر الاحمر
* الثاني خط اتي من قطر و السعودية عبر الاردن فسوريا فالمتوسط
لذلك فان الصراع على منافذ انابيب النفط و الغاز الى البحر الاحمر حيث التوريد الى الهند و الصين و المنفذ الثاني على المتوسط حيث تغذية السوق الاوروبي ....فمن يكسب سوريا يكسب حرب النفط و الغاز !
سادسا : روسيا تدرك جيدا ان الانتصار على سوريا لن يتم دون تفشي مرض التطرف و الاصولية في العالم الاسلامي فما بدا انه ظواهر قوية نسبيا في تونس و ليبيا و مصر سيصبح لوناً طاغيا في العالم الاسلامي اذا سقطت سوريا
هذا التطرف اذا طغى على العالم الاسلامي سينكسر الامن الروسي في الداخل بوجود جسم اسلامي كبير و فاعل ديمغرافيا في روسيا فتدافع روسيا هنا عن الامن الروسي ....
سابعا : روسيا تدرك ان عنوان التغييرات في اطار ما يسمى الربيع العربي يتم على قاعدة تفويض تركيا بالعالم الاسلامي من قبل الغرب و هذا له عنوان واحد بالمفهومين التركي و الغربي و هو ما يستخدمه اوغلو و اردوغان "العثمانية الجديدة" و" المدى الروسي الحيوي "
ثامنا : روسيا تدرك انه بعد حربي العراق و افغانستان و الفشل الاميريكي فيهما و حربي لبنان و غزة و الفشل الاسرائيلي فيهما ان ما يجري في سوريا هو الحد الفاصل لولادة يالطا جديدة و هي الاتفاقية التي اعقبت الحرب العالمية الثانية و جرى تقاسم النفوذ في العالم و تتطلع روسيا ان تكون اسيا حصتها بعد ما تم اخراجها من افريقيا
تاسعا : تدافع روسيا عن دورها الفاعل في سياسة المنطقة و تحديدا عبرالحفاظ على تواجدها على البحر المتوسط فسوريا هي القاعدة و الحليف الاوحد المتبقي لها بعد هيمنة الغرب على قرارات دول " الربيع العربي "
انهيار الاسد يعني انهيار آخر حليف لروسيا في المنطقة و في ذلك اهمية بالغة تحمل معنى رمزي يطال مكانة روسيا كقوة عظمى قد يظهر ان نفوذها يتلاشى .
روسيا لا تريد ان تترك الاسد في مواجهته مع الغرب ولا تريد ترك سوريا للغرب ايضا و هذا ما تعمل جاهدة من اجله !
|
| |
|