المسلحون متعبون ويفرون في حلب ..والاوضاع متفجرة في غوطة دمشق الشرقية ودوما

المسلحون متعبون ويفرون في حلب ..والاوضاع متفجرة في غوطة دمشق الشرقية ودوما
وصلت تعزيزات جديدة لمؤازرة وحدات الجيش العربي السوري المنتشرة في حلب، في مؤشر على عزمه الإسراع في تطهير ما تبقى

من أحياء المدينة من المسلحين الذين نالهم التعب وبدؤوا بالفرار إلى مدنهم وقراهم في ريف حلب الشمالي وإلى غيرها من المحافظات، وذلك في حين عبرت اليونسكو عن قلقها بشأن ما أصاب السوق القديمة في حلب.

وشهدت غوطة دمشق الشرقية ودوما وبساتينها حملة عسكرية عنيفة هدفت إلى اقتلاع المسلحين من تلك المناطق.
وفي التفاصيل، علمت «الوطن» أن تعزيزات جديدة وصلت لمؤازرة الجيش الذي يخوض عملياته في حلب في مواجهة المسلحين الذين تلقوا ضربات موجعة طوال الشهرين الماضيين وخسروا العديد من مواقعهم على الرغم من إعلانهم «ساعة الحسم» أكثر من مرة، الأمر الذي عنى أن وحدات الجيش عازمة على الإسراع بتطهير ما تبقى من أحياء حلب وخصوصاً الشرقية منها في أسرع وقت ممكن.
وبدا واضحاً أن الإنهاك نال نصيبه من المسلحين الذين يحول عدم التنسيق بين ألويتهم وفصائلهم دون إحراز أي تقدم، وشهدت الآونة الأخيرة فرار مجموعات منهم تجاه بلداتهم وقراهم في الريف الشمالي بالتزامن مع عودة أعداد لا بأس بها من مسلحي إدلب وباقي المحافظات والذين قدموا في بداية معركة حلب لمساندة زملائهم بيد أن طول أمد المعركة وفشلهم في تحقيق مراميهم بالسيطرة على حلب أفقدهم ثقتهم بالنصر الموعود.
ولعبت الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح، والمقدرة بنحو 5 آلاف مسلح، دوراً كبيراً في زعزعة الروح المعنوية للمسلحين في حلب عدا عن تغلغل المقاتلين الأجانب ومنهم المحسوبين على القاعدة والذين يتلقون أوامرهم من قياداتهم فقط ناهيك عن الإدانات الدولية لانتهاكاتهم المتكررة لحقوق الإنسان وقتلهم أبرياء مدنيين من دون محاكمة أو إثباتات صريحة.
ويرى خبراء عسكريون ومراقبون لسير المعركة أن نقص ذخيرة المسلحين وانقطاع خطوط تمويلهم على يد القوات المسلحة سيحسم الحرب الدائرة لمصلحة الأخيرة التي اتبعت إستراتيجية احتواء لمطامح المسلحين ومنعم من السيطرة على أي هدف عسكري مهم بالتوازي مع شن هجمات مركزة على مناطق نفوذهم وتطهيرها الواحدة تلو الأخرى بحيث حصرت مراكز ثقلهم في الأحياء الشرقية فقط. ومما يساعد وحدات الجيش على الحسم وتحقيق النصر النهائي والذي يتطلب بعض الوقت، فقدان المسلحين لأي حاضنة لهم في أحياء المدينة التي رفض أهلها التعاون معهم باستثناء حي صلاح الدين الذي سقط أمام أول تقدم للجيش الراغب والقادر على الحسم لكن من دون تكاليف بشرية كبيرة في صفوف المدنيين، ما يعني أن المرحلة المقبلة ستحدد سقف ومدة الوقت اللازم للحسم.
وزاد من طين معركة المسلحين بلّة التوجه التركي نحو المزيد من ضبط الحدود أمام تحركاتهم بعدما بات فتحها على مصراعيها أمام حركة مرور السلاح والمسلحين يهدد الأمن التركي ويثير غضب السكان المحليين من انتهاكات وتجاوزات المسلحين داخل الأراضي التركية.
وعلى الأرض، اقتصرت الأضرار بعد سقوط قذيفتي هاون أمس على الطبقة 16 من القصر البلدي في مركز المدينة على الأضرار المادية ونشب حريق صغير تمت السيطرة عليه بسرعة، في الوقت الذي دمرت فيه وحدات الجيش حافلتين للمسلحين عند محطة الانطلاق القديمة في حي قاضي عسكر كما دمرت سيارات أخرى كانت تقلهم في باب الحديد والشعار وهنانو وقتلت أعداداً كبيرة منهم.
ونفذ الجيش عمليات نوعية استهدفت تجمعاً كبيراً للمسلحين في مدرسة الصناعة الخامسة بحي المرجة وأوقع قتلى بين صفوفهم.
وفي الريف، أوقعت عملية نوعية نفذها الجيش خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين بعد أن استهدفت مقراً وتجمعاً لهم في قرية الدانة بريف حلب.
وبعدما أكلت نيران المسلحين قلب حلب التاريخي وقلوب أصحاب المحال التجارية في السوق القديمة بالمدينة، اكتفت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو ايرينا بوكوفا بالتعبير عن قلقها لما جرى، داعيةً أطراف النزاع إلى المحافظة على مواقع التراث الإنساني العالمي في سورية، حسبما نقلت قناة «روسيا اليوم».
وفي دمشق، استهدفت حملة اعتقالات مطلوبين بحي الصالحية، على حين شهدت المدينة يوماً هادئاً بعدما طهرت قوات الجيش حيي برزة والقابون من المسلحين.
في المقابل، تفجر الوضع أمس بشدة في الغوطة الشرقية وخصوصاً في المزارع المحيطة بمدينتي دوما وحرستا وصولاً إلى مسرابا وبيت سابا وجسرين ومدينة المليحة وإلى الشرق منها حول بلدات بالا وبيت نايم.
وحصلت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة ودكت قوات الجيش أوكار المسلحين بمختلف المناطق السابقة واستخدمت سلاح الحوامات لملاحقة المسلحين الذين كانوا بسيارات تحمل رشاشات دوشكا، وشوهدت في القسم الشرقي من دوما أعمدة الدخان استمرت لعدة ساعات.
وذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن مدينة دوما شهدت أعنف حملة منذ بدء الأزمة في البلاد، فيما بدا مؤشراً على تصميم الجيش على القضاء على المسلحين في المدينة. ورجوا عبر «الوطن» قوات الجيش الإسراع في حسم المعركة بعدما أتعبتهم الأوضاع التي يعيشونها.
في هذه الأثناء، أوردت وكالة الأنباء «سانا» تقريراً من مدنية حرستا في الريف الدمشقي، أشارت فيه إلى تعاون الأهالي مع الجيش أثناء ملاحقة المسلحين في منطقة البساتين على أطراف عربين.
وذكر مصدر عسكري أن الجيش عثر في قنوات ري قديمة يرجح أنها تعود إلى العهد الروماني على أسلحة مختلفة، بينها إسرائيلي وبعضها الآخر تم تصنيعه في الولايات المتحدة أما البعض المتبقي فكان يحمل شارة «صنع في محمية تركيا»، وبين المصدر أن «هذه الأسلحة بمجملها كانت مخزنة في القناة بطريقة احترافية تدل على تلقي هؤلاء الإرهابيين تدريبات متقنة عن كيفية مواراة الأسلحة عن الأنظار».