أوهام جديدة تسقط من حلب... غالب قنديل

أوهام جديدة تسقط من حلب

غالب قنديل

يتوهم الكثيرون أن منعطفا كبيرا ونوعيا في الحدث السوري بات على وشك الوقوع انطلاقا من حلب وهو الانطباع الذي يتكرس لدى كل من يتابع الحملات الإعلامية المكثفة حول سورية والتي جرى تطوير أدواتها باعتماد أكثر تركيزا وتوسعا على الوكالات العالمية بفعل السقوط المشين للقنوات الفضائية المتدخلة وانكشاف أكاذيبها.

أولا: لا شك أن حشودا جديدة من التكفيريين الأجانب ومتعددي الجنسيات دفعت إلى حلب وريفها لشن موجات من الهجمات توعدت بها أشتات المعارضات السورية خلال الأيام القليلة الماضية وكانت النتيجة الواقعية والميدانية هي أن الجيش السوري المدعوم من أهالي المدينة وريفها استطاع صد الهجمات واحتوائها وهو ينتقل فعليا إلى شن هجوم معاكس وبالتالي فالانطباع الذي حاولت أدوات المخطط المعادي أن تولده عبر عشرات التقارير والأخبار التي تستهدف النيل من معنويات الشعب والجيش تهاوى بقوة الوقائع التي يعرفها أبناء حلب والقرى المحيطة بها عن كثب.

ثانيا: من الواضح أن جميع حملات التهويل والتباكي الهستيري على أسواق حلب ومحاولات تعميم الكلام عن تدخلات مصرية أو تركية في سورية كل ذلك أريد به ستر المأزق الحقيقي الذي دخلته الهجمة على سورية ومعالجة الانهيار المعنوي الذي تعيشه العصابات الإرهابية بفعل رفض الناس للتعايش معها ومطالبتهم ببسط سلطة الجيش في مناطقهم فذلك هو عند السوريين شرط الأمان والحياة الطبيعية التي يفتقدونها منذ اندلاع الأحداث قبل سنة ونصف.

ثالثا: يكثر الكلام بالتوازي مع موجات التصعيد المفلسة في إقلاعها عن المبادرات السياسية وعن اللجنة الرباعية التي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران ويبدو واضحا ان كلا من اردوغان ومرسي وعبدالله بن عبد العزيز مصممون على الغاية التي تفاهموا عليها منذ بداية الأحداث وهي تدمير القوة السورية والتحضير لتصفية قضية فلسطين وبكل أسف فعلى الصكوك بصمة قيادة حماس الجاهزة والمشكلة ستكون مع الجمهور ومع القواعد المقاتلة تماما كما كانت بعد توقيع ياسر عرفات لاتفاقية أوسلو.

رابعا: الموقف الإيراني واضح وحازم فسورية هي قلعة المقاومة والتحرر في المنطقة والنيل منها ممنوع وكل صيغة سياسية للحوار أو التفاوض مشروطة بالنسبة لطهران ودمشق معا بوقف الدعم العسكري والمالي والسياسي للعصابات الإرهابية والمتآمرون الثلاثة مرسي واردوغان وعبدالله بن عبدالعزيز ينفذون المشيئة الأميركية ومن يديروهم ويدير ضباطهم المتورطين هو رئيس المخابرات الأميركية الذي أنشأ غرف العمليات في تركيا أما التابع القطري فهو الملحق المالي والإعلامي الذي يجري استعماله عند اللزوم.

خامسا: القبول باللجنة العربية كان بطلب أميركي بسبب المأزق والعجز الكامل عن تطوير الحرب العالمية ضد سورية وبالتالي فان الخطوط مع إيران لم تكن لتفتح لولا الموافقة الأميركية التي تلقتها القاهرة والرياض وأنقرة والأشهر القليلة القادمة سوف تشهد محاولة للتأثير في المعادلات السورية على الأرض عبر مزيد من السلاح والمال وعبر استمالة الملك الأردني للتورط في الحرب على سورية ولكن الحصيلة ستكون هي نفسها فالشعب السوري هو الذي يقرر التوازنات الحاكمة لجولة الصراع الجديدة، والشعب السوري يقف خلف دولته ويلتف حول جيشه وينظر إلى الرئيس بشار الأسد كقائد وطني مقاوم هو الأمل الحقيقي لبناء الدولة الحديثة الحرة أما مشاريع الوهم العثماني وهلوسات الأخوان المسلمين وفساد النفط وشيوخه وأمراءه وملوكه فذلك لم يجلب إلى سورية إلا الويل وهو أمر بات يدركه جميع السوريين ويتصرفون عليه ولذلك يقول الخبراء أن قادة المنطقة والعالم سيفركون عيونهم كثيرا عندما سيحاولون التعرف من جديد على وجه سورية بعد انتصارها في هذه الحرب الكونية.

سورية ستنتصر بقد\ة شعبها على الصمود باستقلالها الاقتصادي والمالي ولأنها دولة منتجة غير تابعة للغرب وبتحالفاتها الوثيقة في منظومة المقاومة والتحرر إقليميا ودوليا والمؤشرات الظاهرة تدل على ذلك بكل وضوح مهما حاولت منصة العدوان الإعلامي ان تعمم الأكاذيب في محاولة للنيل من معنويات السوريين شعبا وجيشا وقيادة.

» مرحلة جديدة في مصر : غالب قنديل
» هل من يالطا سورية جديدة ؟ - غالب قنديل
» أوهام بائدة ورهانات خاسرة – كتب ناصر قنديل
» كتب ناصر قنديل : مصر تسقط ليفي
» درس لبناني من غزة>>>غالب قنديل