العدو البريطاني ...بقلم : مضر جلال خيربك

العدو البريطاني...

بقلم: مضر جلال خيربك

فيما يخص الأزمة السورية من غير الممكن نسيان أزمة الإخوان المسلمين، وبالتالي نعود فكرياً لأيام القائد الخالد حافظ الأسد...

إذ إن الأحداث التي تعصف ببلدنا الغالي قد حُضِّر لها منذ عقدين من الزمن، أي مباشرة بعد انتهاء الأحداث التي جرت مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حيث انتصرت سوريا الوطن بقيادة الرئيس حافظ الأسد على مؤامرة صهيونية رجعية أداتها عصابة الإخوان المجرمين العميلة...

فالقائد الخالد أحكم قبضته النارية على أماكن انتشار هذه العصابة المجرمة، وأطلق باليد الأخرى عمراناً في كل المحافظات والمدن السورية، الأمر الذي أدهش الغرب وجعلهم في حيرة من أمرهم، سيما وأنهم لم يقدروا على توقع أي حركة مقبلة قد يقوم بها الرئيس الأسد...

فقد كان شخصاً استثنائياً في زمن غير عادي، مُشَمِّراً ناصحاً، مُجِدَّاً كادحاً، داعياً إلى سبيل الوحدة الوطنية والعربية، ذو حكمة وعِلم وحِلم وتقدير وذو بصيرة بعيدة.عمل طوال سِنيِّ حياته، على كشف المؤامرات الدولية والإقليمية، وإحباط مشاريع الإمبريالية والرجعية، ونسف كل الاتفاقات التي من شأنها شق الصف العربي، ومنع تقدم مشاريع عملاء الصهيونية في المنطقة.

كان يعلم كل العِلم أن المنطقة مقبلة على أحداث وفتن عظيمة، فبعد انتهاء أحداث فتنة الثمانينيات، أخذ القائد الأسد بتوعية الشعب السوري والجماهير العربية، مؤكداً على ضرورة التكاتف والتعاضد ضد أمراء الفتن وعملائهم، وأن السبيل الوحيد لوأد الشياطين في فتنهم، هو الترابط الشعبي السوري والعربي، واللحمة الوطنية الضرورية دائماً للحفاظ على بلدنا وأمنه ومواطنيه...

فلم يخلو خطاب له من الإشارة الواضحة للمؤامرة العالمية التي تحاك ضد سوريا وشعبها خصوصاً، وضد الأمة العربية عموماً، فكان يقول: (إن الظروف القاسية المحيطة بوطننا، والتحديات التي نواجهها، والمعركة التي لا مَفَرَّ لنا من خوضها، تُحتِّم على كل فرد منا أن يتحلى بأكبر قدر من الشعور بالمسؤولية، وأن يكون رائده خدمة مجتمعه وشعبه وأمته).

وفي أزمة اليوم: قد فغرت فاغرة العملاء، ونجم قرن الشيطان الوهابي، فأطلع رأسه من مغرزه هاتفاً بأصحاب النفوس الآثمة، فألفاهم لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، ثم استنهضهم فوجدهم خِفافاً، وأحمَشَهُم فألفاهم غِضاباً، فدعاهم لشق الوحدة الوطنية ظناً بقدرتهم على أن يُورُون وَقدَتَها، ويُهيجون جمرتها، فاستجاب المجرمون لهتاف الشيطان السعودي الغوي، وحاولوا إطفاء نور الوحدة الجلي.

وبالتالي.. قد تعرَّى الليل عن صُبحِه، وأسفر الحق عن مَحضِه، ونطق زعيم الوحدة الوطنية، وخَرُست شقاشق شياطين الفتنة، وانحلت عقد الفتنة والشقاق...

من هنا علينا أن نستوعب جيداً حجم المؤامرة المحاكة ضدنا، بحيث نكون كالبنيان المرصوص، وكالصنو من الصنو والذراع من العضد، وأن لا نسمح لأحد بالتدخل بشؤوننا، ولا نستمع لأبواق الفتنة الداخلية منها والخارجية، ولا نلتفت للأكاذيب التي تُبثُّ عبر الفضائيات الإجرامية العميلة وبمقدمتها قناة الجزيرة الموزية التي تحرض على الاقتتال، وتروِّج لعملاء الكيان العبري، وتبرر بكل صفاقة ما تقوم به قوى الاحتلال الصهيوني والأمريكي والبريطاني والتركي، من إرهاب وقمع وقتل متعمد للمواطنين الأبرياء العزَّل، وارتكابهم مجازر رهيبة يندى لها جبين الإنسانية في لواء الإسكندرون والجولان وفلسطين ولبنان والعراق.

هذا الأمر كان من أولويات القائد الرمز حافظ الأسد، فقد كانت قضية لواء الإسكندرون والجولان وفلسطين تتربع على قمة اهتماماته، وحاول جاهداً لم الشمل العربي لاسترجاع الأرض المغتصبة، وهذا الأمر هو أيضاً من أولويات القائد المناضل بشار الأسد، يُضاف إليها قضية العراق المُحتل.

وقد عبَّرت العديد من جمهوريات ودول العالم عن استنكارها لما تعرَّضت وتتعرض له دمشق من فتن ومؤامرات رخيصة، وأعلنت وقوفها لجانب سوريا الصامدة وشعبها المقاوم، وأكدت على ضرورة التفاف العرب واجتماعهم على كلمة واحدة: المقاومة...

فما بال الدول العربية لا تتحد!!...

وما لها ألا تتعظ!!...

أوليست الولايات المتحدة الأمريكية: راعية الشر والإرهاب والقتل والاحتلال في جميع أرجاء العالم!!...

أوليست إسرائيل: كيان إرهابي غاشم!!...

أوليست بريطانيا: دولة إرهابية مستعمرة وأم القتل والاحتلال والتهجير لشعوب العالم عبر العصور!!...

أوليست هي من خلقت الولايات المتحدة الأمريكية، وصدَّرت للأمة العربية ما يسمى بدولة إسرائيل!!...

أوليست بريطانيا: من أذاقت شعوب العالم الويلات والثبور منذ القِدَم وحتى اليوم!!...

حتى الدول الأوروبية لم تسلم من الشر البريطاني، فهذه الدولة الإجرامية المستعمرة كانت من أهم مفتعلي الحرب العالمية الأولى والثانية...

ألم تستعمر بريطانيا نصف العالم وصولاً إلى القارة الأمريكية غرباً، وإلى الهند شرقاً، وإلى رأس الرجاء الصالح جنوباً، ووضعت أساس التقسيم في الوطن العربي وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط!!...

إلى متى ستظل الدول والشعوب العربية في سباتها، وإلى أي مدى ستسمح لطغاة العالم بالتفرد بقرارات الكرة الأرضية!!...

فيا عجباً!!... أولسنا نحن العرب من وضعنا أساس العِلم والاكتشافات والنظريات الخالدة التي تستخدمها الآن ضدنا القوى الغاشمة!!...

لقد أخذوا من عندنا العِلم والثقافة والحضارة وكل ما هو جيد وراقٍ، وأعطونا كل ما هو سيء وهابط، فسوقوا عندنا الرذيلة وانحطاط الأخلاق، وأدخلوا إلى مجتمعنا مفاهيم وقيم غريبة وبعيدة كل البعد عن مفاهيمنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وزرعوا الفتنة في كل شبر من الأراضي العربية، ونهبوا خيراتنا ونفطنا ومعظم ثرواتنا الباطنية، حتى الرمل أخذوه من الدول العربية وصنَّعوا منه الزجاج لأبنية مدنهم...

باختصار... بريطانيا المجرمة تتربص بنا الدوائر، وتتوكف الأخبار، فهي تريد إعادتنا لمرحلة مطابقة لفترة العصور المظلمة في أوروبا، حيث كانت شعوبهم هناك تعاني الجهل والتخلف والذل والاستعباد والجوع والمرض والفقر والتهجير والقتل والتدمير والإبادة...

إلا أن سوريا ستظل آمنة ثابتة ملتحمة بقيادة سيد الوطن الرئيس بشار حافظ الأسد حماه الله ورعاه، الذي لن يدع سبيلاً لاستشراء وباء الفتن في وطننا، ولن ينكفئ حتى يطأ صِمَاخ الفتنة بأخمُصِه، ويُخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله والوطن، مجتهداً في إرساء اللحمة الوطنية، قريباً من جميع المواطنين.

حفظ الله سوريا وشعبها وجيشها وقائدها...

» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك
» كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك
» باب الحارة!!!!! بقلم : مضر جلال خيربك
» سلخ لواء الاسكندرون... (4)بقلم : مضر جلال خيربك
» ساحة الاسديين ..بقلم : مضر جلال خيربك