كم كانت القراءة في الفكر الثوري عملا يشبه الاستحمام بالعطر .. كانت كتب الفكر الثوري والسياسي الكبرى والثقافة قوارير عطر ماان تفتحها حتى تسمع صوت
تكسر القوارير وينسكب العطر وضوعة الطيب بين أصابعك .. كنت أحس بعد قراءة تلك المطبوعات أنني تحممت بماء الورد وكنت أمارس العوم في بحر العطر .
وقد كانت بيانات أو مقالات الزمن الثوري القديم، زمن غيفارا وغسان كنفاني وأنطون سعادة، تشبه خمائل الحبق وأصائص الورود ..وأما المناشير المكتوبة على عجل على ورق رخيص فكانت تشبه لهب النار الزرقاء الصادرة عن الكحول المشتعل .. ماان تهز عيونك سطورها حتى يتضوع العبير المخلوط برائحة التراب المندّى بصدق المعاناة .. أو يشتعل قلبك لهبا أزرق كما لو كان سكب على ناره الكحول فيتنقى ويتطهر قلبك وعقلك.. باللهب الأزرق..
ولكن هذا الزمن ليس زمن الكتب السياسية الكبرى والثقافات ومقالات اللهب الأزرق، بل زمن الأثداء السياسية الكبرى المتدلية من صدر أميريكا في الدوحة واستانبول .. ووزمن أثداء آل سعود ومطبوعاتهم المريضة التي ترضع الناس نفايات الفكر الثوري وتقطر منها مياه آسنة سوداء برائحة الحظائر .. ولاينتابني الا شعور بالحاجة للاستحمام بعد كل قراءة لثوار اليوم الذين يهبطون علينا من حلمات هذه الأثداء القحباء .. ويهبطون عبر صحف وفضائيات تتدلى فوق رؤوسنا كثريّات الشيطان وأثداء الخطيئة من السماء ..
نجوب كل العناوين والسطور والمواقع العربية والثورية ولكن عبثا.. فلم تعد القراءة أو الاستماع للعرب ومثقفيهم الا رحلة عذاب موحشة في جهل المجهول المطلق .. ولم يعد الاصغاء للثورجيين يشبه الا التقلب في روث الحظائر والزرائب المغلقة..
في زمن الزرائب الثورية هناك حاجة ماسة في القراءة الشاملة للأحداث لأن نحاول القفز فوق هذه السواتر الاسمنتية العالية والقفز فوق الحظائر الثورية وروائحها التي ينشرها الاعلام الأسود ويحاصرنا بها كما لو كان هذا الاعلام هو خرسانات السور الاسرائيلي الذي يحيط بالضفة الغربية رغم أنف كل اسلاميي العالم ورغم كل قبضايات القاعدة والجيوش الحرة من ليبيا الى سورية التي لاتفكر في فتح ثقب بحجم المسمار في هذا السور .. فالربيع العربي (أو ربيع الزرائب) هو أول حرب في العالم تمت عبر السيطرة على عقل الخصم والعبث به وتخريبه وقطع الهواء النقي والماء والكهرباء عنه .. انها حرب النفس وحرب الصورة والكلمة التي لاترتدي ثيابا محتشمة بل خلاعية لتفتن الناس .. فتنسيقيات الصورة والكلمة هي التي فتحت الحصون الأخلاقية والوطنية ونسفت العقول وأطاحت بالدول وأذابت تماسك المجتمعات .. والنموذج السوري كاد ينجح في اتمام اللعبة السينمائية لكن شاءت الأقدار - وربما رغبة التاريخ - أن تقاوم مزارع الياسمين روث الحظائر الثورية .. يد التاريخ قررت التدخل الايجابي في محاولات العبث بمجريات الأحداث .. وشطبت الربيع العربي من سورية.. ومن لايصدق فليقرأ في دفتر المستقبل وفي ثوريات وعنتريات اسلاميي سورية الأخيرة..
قراءة عاقلة غير ثورية في الهجوم على مقر قيادة الأركان في دمشق عندما وقع الهجوم الأخير على مقر قيادة الأركان في دمشق اتصل بي أحدهم في الساعة الثامنة صباحا وعلى صوته أثر من حيرة وهو ينقل لي أن قيادة الاركان تتعرض للهجوم ولكنني قلت له على الفور انها عملية استعراضية وستنتهي بسرعة بالفشل .. وانصرفت الى شؤوني وكلي يقين مما أقول .. وقد قلت هذا لأنني أعرف أن الاستيلاء على هذه المقرات لايعني شيئا من الناحية العسكرية أولا فالمقرات الحقيقية ليست في تلك البنى العملاقة التي عرفناها وذلك منذ أن كانت هناك ملامح تدخل غربي على غرار ليبيا .. فرغم أن ذلك الاحتمال ظل ضعيفا لكن الاحتياطات لنقل المقرات الاستراتيجية التي يمكن أن تكون هدفا للقصف قد اكتملت ..وثانيا فان محاولة الاستيلاء عليها عمل غشيم لاينتمي الى صفة العبقرية العسكرية بل التهور الموتور..
وبالعودة الى عملية الأركان فقد تبين بعد وصول التفاصيل أنها وقعت في الصباح الباكر حيث لايحتمل وجود قيادات كبيرة .. كما أن العدد الذي نفذ الهجوم هو بضعة عشرات ..وهذا عدد لايكفي لاقتحام شقة في دمشق فيها ثلاثة أفراد مسلحين فما بالكم بمبنى قيادة الأركان السورية .. ولاأذيع سرا ان قلت ان السيطرة على أي نقطة في تلك المنطقة المحيطة بساحة الأمويين تتطلب على الأقل ألف مسلح .. لانها نقطة رمزية جدا ..ويشبه سقوط تلك النقطة في تأثيره النفسي والمعنوي مشاهد تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس في بغداد ..ولذلك فان التواجد الأمني السوري والعسكري في تلك المنطقة يشبه مايحيط بمبنى البنتاغون الأمريكي ويستحيل الاستيلاء على أية نقطة في محيط ساحة الأمويين .. والغريب أن قوى التحالف الشرير ضد سورية تعرف ذلك وتعرف أن ساحة الأمويين مدججة بالحراسة الثقيلة وأن الاستيلاء على كل متر مربع فيها سيكلف آلاف القتلى .. ولكن هذا التحالف يزج بالمسلحين الى موت مجاني من أجل كسب النقاط ..
غير أن من يتابع تعليقات الصحف العربية والاعلام الثوري على الحادث يشم رائحة الزرائب تصدر بقوة .. ويجد كيف تم النفخ بالعملية وترويج الشائعات الكبيرة ومحاولة التأثير على معنويات الناس من أن قلب النظام تعرض لطعنة نجلاء ولهجوم صاعق وأن النظام ارتج واهتز وأخذ بالمفاجأة على حين غرة .. وأن المزيد قادم ..وأن العملية هي جزء من ساعة صفر قادمة.. وقد تم عصر العملية اعلاميا حتى آخر نقطة لدرجة أن أحدنا يحس أن تلك العملية تشبه في قيمتها عملية تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك ..
لكن هذه المعركة البائسة في مقاييس التكتيكات العسكرية جاءت بتنفيذ بائس وتوقيت في منتهى الحماقة وعدم النضج لأنها كان يمكن أن تحقق الكثير في بداية الأحداث وليس الآن بعد الاحتياطات الدقيقة المتخذة وبعد انهيار بركان دمشق وذوبان ساعة الصفر وبداية الانهيار في حلب .. وهي عملية يمكن تنفيذها كل يوم بنفس الطريقة الفاشلة .. فلاتحتاج الا الى انتحاري مجنون ومجموعة مقاتلين تقول لهم قياداتهم أنها عملية على طريق النصر ..ولكنها في الحقيقة على طريق الهلاك الحتمي..
ومع هذا فمن الملاحظ أن عدد المسلحين الذين نفذوا الهجوم كان قليلا بالقياس لحجم الهدف وطموحاته .. وهذا ربما يشير الى أن المخططين يعرفون أن مصير المجموعة المنفذة هو الفناء حتما ولذلك تم الزج بعدد قليل والتضحية به .. ولكن اعتراض مكالمة بين أحد قادة المجموعات المسلحة منذ أربعة اسابيع في ريف دمشق التقطت شكوى من تناقص عدد المسلحين لديه بشكل مثير للقلق .. ومن بين تفسيرات تلك المكالمة أن أعداد المسلحين تتناقص بسبب تعرضهم لخسائر كبيرة بسبب الزج العشوائي لمقاتلين في معارك غير منظمة وغير متكافئة وفي معظم المواجهات مع الجيش السوري المحترف أمام مقاتلين عشوائيين تكون نسبة الخسائر لدى المسلحين كبيرة في كل معركة وتتراوح بين 20 - 30% .. وفي بعض العمليات النوعية للجيش العربي السوري ضد المتمردين كان معدل المتمردين المسلحين الناجين لايتجاوز عشرة بالمئة .. ولفت البعض الى أن تناقص الأعداد الكبير في بعض المجموعات قد يعود لانسحاب المقاتلين لأسباب كثيرة .. وفي أربع حالات موثقة على الأقل كان هناك تذمر من سوء أداء بعض القيادات الارهابية ميدانيا والذي تسبب بكوارث وخسائر لمجموعاتهم .. وهناك اعتقاد لدى بعض المقاتلين أن مجموعاتهم مخترقة فقرر بعض النافذين فيها الانشقاق بمجموعاتهم والعمل بشكل مستقل مما انعكس على أداء المجموعات الأصلية وقدرتها على الزج بأعداد كبيرة من المقاتلين ...
ولكن ماهي أحوال الحركة الاسلامية الآن في سورية كما يقول لنا ضجيجها؟؟ ان من يتابع التصريحات والتهديدات العالية النبرة ل"الاخوان المسلمين" السوريين ومحاولة استعراض القوة قد يصيبه الوهم أن ارتفاع النبرة والتحدي يعنيان تمكن المشروع من الاستحواذ على مفاتيح اللعبة في سورية .. لكن الحقيقة التي لاتحب المجاملات هي غير ذلك .. وهي أن قيادات الاخوان المسلمين والحركات الاسلامية العاملة في سورية لم تعد مرتاحة أبدا لتعثرها الشديد في انجاز الحلقة السورية وانشاء الزريبة الثورية في بلادالشام ولم تعد مبرراتها وشماعة أن النظام شرس وعنيف مقبولة لدى من ينتظرها بفارغ الصبر من القوى الداعمة الكبرى .. وصارت تنظر بقلق الى أنه سينظر اليها على أنها هزمت مرتين في سورية خلال العقود الثلاثين الأخيرة اذا لم تتمكن من الحصول على أي ثمن بعد هذه الحركة العنيفة .. وهناك حرج شديد وقلق يجثم فوق رؤوس الاسلاميين السوريين وهو أن الهزيمة الثانية الكبرى لن تعني نهاية معركة بل تعني خروج الاسلاميين نهائيا من المعادلة المستقبلية السورية .. وتخشى القيادات الاسلامية من اعداد بدائل وتعويم قوى أخرى وسط مثل اظهار آل طلاس بشكل أكثر وضوحا في جسم المعارضة ..
ولذلك ستستعر التصريحات النارية للاسلاميين السوريين مثل تصريح الشقفة العلني بالتصدي للهلال الشيعي والتهديد بالحسم وسيرافق ذلك قيام المجموعات المسلحة بعمليات استعراضية .. ولكن سيغش نفسه من لايعتقد أن اللعبة الرئيسية في الداخل السوري انتهت لصالح النظام بعد صموده الجبار 18 شهرا في معركة مصممة لتنجز في أسابيع قليلة .. والترقب يتركز الآن على التحولات الخارجية القادمة لامحالة .. القوى الخارجية الهامة في السيناريو السوري صارت الآن على يقين من انتهاء دور الاسلاميين في سورية والى أمد بعيد ..
ويشير المحللون في استنتاجاتهم النهائية الى خروج الاسلاميين من المعادلة المستقبلية السورية بسبب انفراد النموذج السوري الذي هزم الحركة الاسلامية المسلحة في الثمانينات .. ويكرر الحاق الهزيمة بها الآن .. ولكن دوي هزيمتها سيكون الآن أكبر بكثير من هزيمة الثمانينات .. ففي الثمانينات كان دعم الاسلاميين من بعض دول الجوار على العموم (العراق والأردن ومصر وقليلا من السعودية) .. لكن طبيعة الدعم الذي لاقاه الاسلاميون في هذه الأيام فاق التصور فهو من كل الجوار بمن فيهم اسرائيل والسعودية وتركيا والأردن ولبنان ومصر وتونس وليبيا وقطر ومستعمرات الخليج ومن كل دول اوروبة الغربية وأميريكا .. كما أن دخول الحركة الاسلامية عالم السياسة من باب الصفقات العريض مع الدول الكبرى يعني أنهم دخلوا بثقل لايضاهى وراهنوا بكل مالديهم من بيض في السلة ..
وهزيمتهم القادمة في سورية ستجعل المشروع الاخواني في بلاد الشام عموما ينفرد عن غيره بأنه انتهى الى غير رجعة والاقتناع أن نموذج الحكم الاسلامي غير قابل للحياة في سورية .. لأن هزيمتين ثقيلتين متتاليتين تعنيان أن المجتمع السوري ورغم مسحته الاسلامية القوية وتعاطفه مع الحركات الاسلامية فانه في تركيبته الاجتماعية غير قابل للتعايش مع الاخوان والتيارات الاسلامية كقوى سياسية في السلطة رغم كل الاغراءات التي حملها الربيع العربي وأهله وهدايا الحرية والديمقراطية .. وفي هذه الثنائية والخاصية للمجتمع السوري يحزم المشروع الاخواني حقائبه وينتظر قطار الرحيل بعد انتظار على المحطة دام بضعة عقود ..ان الفشل الثاني لايمكن الا أن يكون درسا قاسيا للمشروع الاسلامي في بلاد الشام .. وبذلك سيدشن الشقفة وطيفور عملية انتهاء الحركة الاسلامية الفاعل سياسيا في بلاد الشام..بسبب سوء التقدير والحسابات والأخطاء الرهيبة التي وقع فيها التنظيم وعدم معرفته الواضح لمفاتيح المجتمع السوري..وللمفاتيح الاقليمية..
ان محاولة التصعيد في دمشق وحلب والتهديد بالحسم وساعات الصفر لم تعد تقنع الكثيرين من المتابعين الغربيين الذين يشيرون الى حقيقة ناصعة وهي أن تصعيد لهجة الثوريين الاسلاميين في سورية ترافق مع استخفاف علني أمريكي بفكرة التدخل في سورية وترافق مع محاولات تركية اظهار نوع من التنصل من الورطة السورية اما بالعزوف عن الوعود الكبيرة أو بالانخراط في محادثات اقليمية أو بطرد الأسعد بطريقة لائقة أو حتى الايحاء بأنه خرج من الأراضي التركية .. فربما أعلن ذلك رغم ابقاء الأسعد في تركيا ..لكن مجرد الاعلان يعني أن الأتراك صاروا يفكرون جديا في خط الرجعة والمساومة ولديهم يقين كبير أن معركة سورية صارت في صالح الدولة السورية ..دون أدنى شك..
الاسلاميون السوريون يحزمون حقائبهم على تخوم حلب ويستعدون للسفر ويتركون لنا الخراب في مدننا والخراب في عيوننا ونفوسنا ..ويتركون خلفهم آثامهم وجثث قتلاهم .. وجثث المدن التي حاولوا اغتصابها ..ويتركون لنا بلدا جرحت عيناه وقلبه ورئتاه..فماذا يقال بعدما فعلوا؟؟
انني شخصيا لايهمني ماتخرب وماتحطم في بلاد الشرق .. ولست أبكي المدائن الشرقية التي شاخت وكبرت من كثرة الهمّ والتي شابت عماراتها من الأهوال وجرحت وجوهها الجميلة بالبنادق المجنونة الهائمة على وجهها .. وملأت خدود حيطانها الندوب والثقوب .. وغارت نوافذها المحطمة كعيون الجماجم ومحاجر العيون .. ولست أبكي الشوارع التي كانت لمشاوير العشاق و"لقاء الكف بالكف" فصارت معارض للجثث الممزقة .. ولست أحزن على المقاهي التي آنستها طويلا ضحكات الأصحاب وطقطقة أحجار النرد وغرغرة الأراكيل المنفعلة والتي صارت اليوم قطعا من قندهار وكهوف تورا بورا ..
مايحزنني هو أن كل معارضة العرب لم تكن معارضة وطنية عندما أغوت شعوبها بالكذب وساقتها الى دخول الزرائب الثورية والمهالك والحروب منذ العراق وحتى اليوم في مصر وأقنعتها أن الذئبة الأمريكية وضعت مولودا حملا اسمه الربيع العربي وانها ترضعه الحرية .. فياسبحان الله .. متى كانت الذئبة تضع حملا؟؟ ..هل تلد الذئبة الا ذئبا ؟؟ !! ..وهل تلد ذئاب الناتو مشروعا وطنيا عربيا اسلاميا ديمقراطيا؟ ؟ وهل تأكل الذئاب الذئاب؟
كم صارت متابعة الثوار العرب والقراءة في بيانات ثوار العرب ومعارضاتهم وصحفهم ومواقعهم الالكترونية عموما وأقلامهم أشبه بحقن الهيرويين وتعاطي الأفيون والحشيش .. بل لايشبه النوم في سرير ثقافة الربيع العربي الا النوم في سرير الرذيلة ثم الاغتسال بالطين والمستنقعات .. وشرب ماء الطمي والوحل .. ولم تعد القراءة في زمن الثوار الجدد الا وسيلة للتعرق الشديد .. ولا تفوح من كتاباتهم وبياناتهم ومؤتمراتهم الا رائحة أقدام الأمراء الصحراويين .. وآباط الأميرات الصحراويات المليئة بالديدان .. ولاينتابني الا شعور بالحاجة الى الاستحمام والوضوء بعد امساكي لصحيفة عربية أو منشورات العربان الثوريين من المحيط الى الخليج .. وحتى الاستماع لحديث الثورات ورجالاتها .. لأنها احاديث مبللة ببول العرب والأتراك والاسرائيليين وكل من يتبول على ثقافة الثورات الانسانية ..
كم يحاصرنا هذا الزمن .. زمن الزرائب الثورية .. وكم نحن بحاجة الى زمن طاهر آخر نعيش فيه .. وكم نحن بحاجة الى مظلة تقينيا هذا المطر الأصفر .. وأن نعود الى حقول الحبق وشواطئ العطر .. ومقالات اللهب الثوري الأزرق ..زمن تشي غيفارا..
فاستريحوا من عبء ثوار العرب وضجيجهم عند هذه الأغنية .. عن الثائر تشي غيفارا.. قد لانفهم الكلمات لكننا حتما سنحس المعاني ونشمّها ونحسها كاللهب الأزرق ..
https://www.youtube.com/watch?v=elAmlFy42b0&feature=related