ورد في سفر التثنية / 20 من العهد القديم ...
حين تقرب من مدينة فادعها للصلح ... إن أجابتك فشعبها يُستعبد لك للتسخير ... وإن لم تسالمك وإذا دفعها الرب إليك ... فاضرب جميع ذكورها بحد السيف .. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل المدينة تغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك ... أما مدن هؤلاء الشعوب فلا تستبق منها نسمة ما ... بل تحرمها تحريما ... الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ... كما أمرك الرب إلهك .. لكي لا يعلّموكم أن تعملوا حسب أرجاسهم التي عملوها لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم
انهم يدمرون التاريخ .. يسعون الى تغييرنا من الداخل ... يحولوننا من بشر اسوياء الى حيوانات طائفية بغيضة ..
جنبا الى حنب .. خطوة بخطوة ... مع كتب التاريخ المشوه التي يريدون له ان يمسح ماضيهم الشنيع ...
كم امقت احاديث الطوائف ... لكن من الاستحالة اخفاء فيل وراء اصبع ... لا بد من العودة للتاريخ لنفهم الحاضر ونستطيع بناء مستقبل خال من خطايانا .... هذا المستقبل الذي لن يحميه الا دماء أولئك الجنود البواسل الذين يعمدون ترابنا بالدماء وهم يسعون لحماية حضارتنا ... انه الفرق الابدي بين قوة الحضارة التي تحميها جيوشها .. وحضارات القوة التي تبنيها الجيوش
يخطئ ويهين فكره وذاكرتنا .. كل من يعتبر أن الحرب على سورية وفيها / بمفهومها الطبيعي لا السايكس بيكوي / ابتدأت منذ عامين او مع بوسطة عين الرمانة في لبنان السبعينيات .. ومذنب بحق هذه البقعة -التي كتبت تاريخ الانسان الاول- من يتجاهل حقيقة ان هذه المنطقة لم تهدأ يوما وكانت أبدا حربا بين كل القوى العظمى /حتى التي قامت على أرضها/ للسيطرة على طرق الحرير وعاصمتي توزيعه وصياغته في حلب ودمشق .. ذاك الحرير الملتبس في عصرنا هذا بسواد النفط و رائحة الغاز ..
فالحرب بدأت بعد خروج محمد علي باشا الذي أعاد طرح موضوع الدولة الموحدة القوية للمرة الأولى منذ قرون .. وفشل نظرية الامبراطورية العثمانية كحام للمصالح الاستعمارية الغربية في المنطقة .. الامبراطورية التي كان يسميها الغربيون يومها برجل أوروبا المريض .. ويبطن هذا الاسم في طياته أكثر مما يظهر ..
ذلك الرجل المريض الذي عمد خلال أربعمئة عام الى سياسة التجهيل لتسهيل السيطرة .. مقتبسا سياسة الفراعنة المصريين مع شعوبهم فحصر العلم والقوة والمال بيد النخبة القليلة وحول الشعوب الى قطعان من العبيد الجهلة يسيرهم كاهن في معبد او شيخ في مسجد .. عمد خلالها الى نسف مدارسنا ونتاجنا الحضاري الذي استند الى ما قدمته عشرات الحضارات السابقة من اغريقية ورومانية وفارسية و و و ... فحرّم لغتنا ولم يسع لاستبدال تراثنا بأي افكار حتى انه أغلق المدارس التاريخية في المنطقة واستبدلها بدورات محو الامية الفاشلة في حلقات الكتّاب .. ترك الشعوب لتجهيلها / فلحت فرنسا خلال احتلال ربع قرن من تعليم الجميع الفرنسية وفرضها على ثقافتنا المعاصرة لكن السلاطين لم يحاولوا حتى ان يعلموا الشعوب التي احتلوها التركية / ...
لم يتوقف هذا المد التجهيلي الا مع رجالات الفكر القومي العربي في جيله الاول من بطرس البستاني الى الكواكبي اللذين نبعت نظرياتهما من رحم مذابح أواسط القرن التاسع عشر في دمشق و جبال لبنان فانتهاء برجالات الثورة العربية الكبرى الذين شكلوا الجيل الثاني من مؤسسي الفكر القومي العربي ..
أتت سايكس بيكو ففصلت شمال بلاد الشام عن جنوبها تلتها جريمة غورو في افراغ سورية من احد ابعادها الديموغرافية .. بفصل لبنان قسرا بعد مهازل التهجير في القرن التاسع عشر .. وفي الواقع كان يرمي لفصل منفذ دمشق التاريخي الابدي الى البحر في بيروت وصيدا خانقين درة الشرق من سبع الاف عام صناعيا وتجاريا
أكملت جمعية الاتحاد والترقي المهمة الاوروبية .. بمجازر السريان والارمن والاكراد والاشوريين
الضربة الثالثة كانت اقتطاع لواء اسكندرون .. تغيير ديموغرافي برعاية تركية هجرت شرائح واسعة من اهل اللواء في كل الاتجاهات .. والاهم خنق حلب العاصمة الشرقية الاقتصادية الثانية بحرمانها من مرفئها الابدي في الاسكندرون عبر انطاكيا وهو ما ألزم حكومات الاستقلال وما بعده انشاء مرفئين بديلين في اللاذقية وطرطوس لم يربطا بمركزي الصناعة الأبديين الا مؤخرا / طريق دمشق اللاذقية وحلب اللاذقية / .. وراجعوا جغرافيا تضاريس المنطقة لتفهموا كيف فكر السوريون القدماء ...
في زيارة لزكي الارسوزي للساحل السوري في اوائل الستينيات من القرن الماضي وخلال احدى المحاضرات الثقافية التي القاها ساله احد الحاضرين وانقل السؤال بالحرف ... تتشدقون بالقومية العربية ايها البعثيون وقد حللتم حزبكم على طريق الوحدة مع مصر عبد الناصر ... والان نعيش الانفصال بعد تجربة فاشلة لثلاث سنوات ومازلتم تصرون على تعميم افكار القومية العربية علينا ... أجابه يومها واستفاض في الشرح وختم بجملة حفرت في ذاكرة من كانوا هناك انقلها ايضا بالحرف ... يا صديقي ارتكب الغرب خطأين عبر التاريخ الحديث, اولهما انتصار الثورة البلشفية اللينينية على الملشفية الماركسية في روسيا ... والثانية دعم الماركسية الالمانية التي استترت بها فاشية قومية لتقف في وجه المد الشيوعي فخرج الاثنان عن السيطرة الغربية ... الخطأ الثالث الذي لن يرتكبه الغرب مهما جرى ولو كلفه الأمر سيولا من الدماء هو أن يتحد العرب .. احذر يا صديقي من انهم يزرعون كره بعضنا لبعض في قلوبنا ليستثمروا في أحفادنا
سمع الخالد حافظ الاسد نفس الكلمات من كيسنجر في السبعينيات يوم فشل في ان يدفع سورية لسلوك درب مصر السادات ... واطلق نظريته الشهيرة بان على هذه المنطقة ان تدخل في حرب دينية لالف عام .. تلك النظرية التي بدأت من القاعدة الطائفية التي زرعها الغرب في جبل لبنان اواسط القرن التاسع عشر ... استدرك الاسد بدأ تطبيق النظرية وعلم ان المستهدف الآن هو نفسه من استهدف وهجر من مئة عام على طريق زرع فتيل بين الطائفتين المسلمتين الرئيسيتين ... رمت سورية بكل ثقلها لايقاف الانهيار وكلفها ذلك ما كلف ... حمت الوجود المسيحي في لبنان لانها بحمايته تحمي تاريخ الشرق المتعايش ومستقبله المراد له التشظي بين عمامات سود وبيض .. هذا الوجود الذي استمات الاميركيون في العراق مكملين مهمة قديمة لتدميره وما جرى في الموصل و بحق الاشوريين على امتداد الارض العراقية المتجاهل نفطيا المستدرك
ثقافيا
أقول ما أقول .. ولست منطلقا في كلامي هذا من أي خلفية قومية او دينية .. بل ملتزما حياد الراغب بالحقيقة المجردة لا الثقافات المُلقّنة المُقولبة .. فقد اقتضت أيامنا السوداء هذه التذكير بضرورة حياد البحث قبل طرحه.
أؤمن بأن الكانتونات الثقافية في منطقتنا التي رعتها " الحضارات الفرعية " كلاً على حدا .. من بلاد الشام والرافدين الى وادي النيل .. فالحضارة اليمنية التي احتوت كلا من حضرموت والحجاز حيث لم تتبع الأخيرة يوما لصحراء النجديين وليس انتهاء بقرطاج و حضارات شمال إفريقيا .. هي الخزان الأوحد فكريا للثقافات والمصالح المشتركة ضمن هذه الكانتونات التي تشكل باجتماعها حضارة أمّاً لم تتحد إلا تحت راية بني أمية والعباس .. فليست كل أصابعنا متماثلة وإن تشابهت التجارب وتمازجت الثقافات الشعوب ...
احموا مسيحيي الشرق فهم صمام الامان الرئيسي الذي تسعى ماما امريكا من الموصل الى جبل لبنان مرورا بالحسكة و حمص و ريفهما لنزعه من ارضنا التي باتت قنبلة استكمل بناؤها مكملة حلم فرنسا وبريطانيا محققة لطموح الصهاينة الذي غص في قلوبهم مسيح الشرق وفيضانات عذراء الشرق
ورد في العهد القديم في سفر إرميا ... ملعون هو من يمنع سيفه عن الدم
يتبع,,,,,
------------------------------------------------
ملخص تاريخي يتوجب ايراده
سنتجاوز للاختصار معا جروح التاريخ التي اراد بعص شذاذ الافاق دملها بالاكاذيب عما فعله العثمانيون يوم دخولهم لسورية ومذابح حلب ومعرة النعمان واللاذقية ودمشق وما اكمله سليمان اللاقانوني بحق كل من سولت له نفسه على رفض الاحتلال و سنغض النظر معا عن مفهوم الغرب لحمية المستضعفين ولن نبدأ بشرح مصير أقوام الزولو او الهنود الحمر و ثوار اسكتلندا وايرلندا ولن نصل الى فييتنام وكوريا والعراق وافغانستان و و و ........ سنتجاوز كل ترهات التاريخ وكل ما نراه في قصص الشعوب ونقصد سوية مضارب التاريخ بحيادية الباحث
بدأ التنافس الاوروبي على اقتسام التركة العثمانية قبل أن يتوفى الرجل المريض ..
فرانسوا غيزو, سفير فرنسا السابق إلى لندن, قد لخصَ الاعتبارات الجيو- سياسية السائدة في البلاطات الأوروبية التي برأيه اتبعت سياسة وزير الخارجية البريطاني لورد بالمرستون عام 1840, كما يلي:
"هناك, في أعماق أي وادٍ, وعلى قمة أي جبل من الجبال اللبنانية, يعيش أزواج ونساء وأطفال يحبون بعضهم البعض, ويتمتعون بالحياة, سوف يتعرضون للذبح غداً لأن اللورد بالمرستون قد قال لنفسه, وهو جالس في القطار الذي يقله من لندن إلى ساوثامبتون: يجب أن تنتفض سوريا, أنا بحاجة إلى انتفاضة في سوريا, وإن لم تنتفض سوريا, سأكون رجلاً غبياً. "
استغل الاوربيون / الفرنسيون والانكليز خاصة / الخلل المرعب الذي انتجته الامبراطورية العثمانية بسياساتها الحمقاء اقتصاديا وطائفيا ضد الطبقات الفقيرة في جبل لبنان فاستنسخت التجربة الألمانية خلال الحروب الدينية -خسرت ألمانيا وقتها ثلاثين بالمئة من تعدادها السكاني- فأُشعلت انتفاضة فلاحية من احدى الطوائف ضد اقطاعيي الجبل من طائفة اخرى بقيادة لجنة سرية في دير القمر في أيار 1845، فبدأت موجة من المذابح والمذابح المعاكسة بين الطائفتين، ووقف الباب العالي العثماني متفرجا، ولكن الثورة قمعت قبيل خريف 1845، ووضع نظام جديد للحكم بمشاركة القناصل الأجانب، وهو المطلوب لتحقيق أهدافهم, ركز كل طرف على مجتمع محلي عمل على استغلاله: فقد كان الفرنسيون حماة الكاثوليك, بينما دافع الروس عن الأورثوذوكس, وكان البريطانيون رعاة الدروز, والعثمانيون أنبياء الاسلام الجدد.
وهنا كانت الطامة الكبرى ... بدأت تدخلات القناصل في كل التفاصيل حتى ان احد المؤرخين كتب ان قنصلي بريطانيا وفرنسا خلال العشاء سوية كل يوم .. كانا يتبادلان هدايا زفاف ابناء الفلاحين المقدمة اليهما .. ليعملا في الصباح على تأجيج الأحقاد بدعم هذا الطرف او ذاك .. في نفس الوقت كان العمل جار على قدم وساق في نجد والحجاز لخلق البعبع الوهابي عبر خلق وإحياء اسرائيلياتٍ في الدين الاسلامي بيد صهاينة آل سعود و أزلامهم من مشرعين للشياطيين
اشتعلت الانتفاضة مجددا عام 1858 وانفجرت الامور عام 1860 .. ابتدات الحرب الحقيقية الطاحنة التي دمرت كل شيء.. الورش, المناسج, المناطق الزراعية, القرى الفقيرة, لم تسلم من الحرب والابادة, والاهم تم تدمير النسيج الاجتماعي .. واستمرت الامور بالاشتعال تحت اشراف فؤاد باشا الوالي العثماني للمنطقة حينها, وإمتدت الأحداث إلى دمشق حيث حصلت مذبحة ضد تجار الحرير وحرفييه الذين تركزوا في باب توما، بعلم ومساهمة من الجنود والطورانيين الأتراك .. راح ضحية تلك المذابح ما يقارب العشرين الف مدني حتى آب 1860 في دمشق وحدها.
عام 1860 قرر نابليون الثالث إرسالَ حملة من 6,000 جندي فرنسي مع ما يماثلهم من الاوربيين إلى مواقع الاقتتال في جبال لبنان لوضع حدٍ ﻠ "المجزرة", التي اشعلها بيده, مع موافقة القوى الأوروبية الأخرى, كلف الامير عبد القادر الجزائري بايقاف ما يجري في دمشق في نفس العام, ادعى فؤاد باشا العثماني حسن نيته فاستتر باعدام سبعة وخمسين متورطا ومئة و عشرة من العسكر التركي وحكم على اربعمائة شخص بالاشغال الشاقة.
خلال الفترة التي تلت التدخل في سنة 1860, وسعت فرنسا تأثيرها الاقتصادي على لبنان إلى درجة أن 50% من سكان لبنان كانوا يعملون في إنتاج الحرير الفرنسي.
في سنة 1914 تلاشى هذا القطاع الاقتصادي عندما قررت الصناعة الفرنسية التخلي عن الموردين اللبنانيين و نظم الحلفاء البريطانيون والفرنسيون حصارَ السواحل السورية من خلال منع إدخال الشحنات الغذائية إلى البلاد التي كانت تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب, وذلك بهدف تشجيع المقاطعات العربية للقيام ضد ‘الحكومة المركزية’ في اسطنبول التي كانت حليفة ملك ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. وقد نتج عن ذلك مجاعة لم يسبق لها مثيل: فقد ذهب ضحيتها 200,000 إنسان في المناطق الوسطى وشمال الجبال اللبنانية, و 300,000 إنسان في بقية أنحاء سوريا, ويذكر التاريخ هنا البطريرك غريغوريوس حداد الذي باع ورهن أملاك وأوقاف الكنيسة الكثيرة في سورية ولبنان ليشتري بها طعاماً للمحتاجين من كل الاديان دون تمييز كما تاريخ سوريا قبل تدخل ابناء الشياطين، باع مقتنيات وأواني الكنائس الذهبية والفضية التي تجسد تراث البطريركية الروحي، ليطعم الجياع. وعندما نفدت الأموال رهن الصليب الماسي الذي أهداه إيّاه قيصر روسيا نقولا الثاني، عند صائغ دمشقي بألف ليرة عثمانية.
بدأت حملات التهجير المقنع من عام 1860 من دمشق الى لبنان ومنه الى العالم الجديد / أمريكا اللاتينية / طبعا من غير المنطقي ان نقول ان من هناك هم لبنانيون فقط / وهذه الكلمة لم تنفصل يوما عن امها السورية قبل 1920 بلسان غورو / ومن غير المنطقي لدولة تعدادها اليوم 4 مليون ان يكون فيها اكثر من 12 مليون مغترب .. ولتبيان ما حصل فلنراجع أسماء أدباء المهجر
اما مجازر العصر الحديث بيد جمعية الاتحاد والترقي
1895: مجازر ديار بكر وطور عابدين راح ضحيتها أكثر من 15 ألفا من الأرمن و الأكراد.
1909 : مجزرة أضنة 30 ألف أكراد وأرمن على يد الجيش العثماني.
1914 – 1916 : مجازر السريان 600 ألف في منطقة جبال طوروس وجبل آزل, في نفس الفترة مذابح السفر برلك في جبال اللاذقية
1915 – 1916 : مجزرة الأرمن الكبرى مليون وربع المليون أرمني في مناطق ديار بكر – ارمينيا – اذربيجان – شمال العراق – شمال حلب – الأناضول – اضنة – طور عابدين – طوروس
.
1916 – 1920 : مجازر السريان والاشوريين حيث استشهد ما بين 400 – 500 الف سرياني في سهل اورميا ، وتعرف بمذابح سيفو.
1914 – 1923 : مذابح البونتيك واستشاهد أكثر من 350 ألف يوناني و تشريد عشرات الآلاف