عاصفة الحزم تضرب البحرين ونظام آل خليفة بدأ بـ«تصفية» المعارضينالخبر برس (خــــاص)
ليس من باب الصدفة أن يتّخذ النظام البحرينيّ القمعيّ إجراءات وحشيّة ضدّ المعارضة السلميّة، وهو الذي يمتلك سجلًا حافلًا بالانتهاكات اللاإنسانيّة.
مستغلًّا انشغال العالم بأحداث العدوان السعوديّ والتحالف الخليجيّ على اليمنّ، وجد نظام آل خليفة فرصة تعدّ ذهبيّة له من أجل الانقضاض على المعارضين داخل البحرين. فـ«عاصفة الحزم البحرينيّة» لم تعد مقتصرة فقط بعدوانها على اليمن، بل تمدّدت على شاكلة «داعش» لتضرب البحرين بأيادي مرتزقة أجانب جنّسوا ليقمعوا الشعب الأصليّ؛ هي عاصفة مرادفة للعدوان على الشعب اليمنيّ، ولكن دون الحاجة لضربات جويّة، فالخصم المعارض سلميّ، يتكوّن من جموع من المثقّفين والحقوقيّين سلاحهم كلمة حرّة وصرخة حقّ.
تحرّكت عاصفة الحزم البحرينيّة بعد أن قدّم الملك البحرينيّ الطاعة للسعوديّة وشاركت بلاده بالعدوان السعوديّ ضدّ الشعب اليمنيّ، ليتفرّغ إلى «الانتقام» من شعبه ومن المعارضين لاستمرار حكمه، متستّرًا بأحداث اليمن التي تشغل العالم فتخفي فضائح القمع والقتل التي تحصل في البحرين.
لكنّ توقّعات الملك وأعوان النظام البحرينيّ لم تكن في مكانها، حيث صار كلّ مواطن بحرينيّ وسيلة إعلاميّة تنقل حقيقة ما يجري، من خلال تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعيّ، أو عبر نشر صور القمع التي تحصل، ما اضطرّ بنظام آل خليفة إلى اعتقال أبرز المعارضين السلميّين من أجل إرهابهم وضمان بقاء سلطات القمع على رأس سلطتها المغتصبة. وبهدف إرباك المعارضة البحرينيّة أكثر أقدم النظام، خلال الساعات الماضية، على خطوة شديدة الغباء تمثّلت باعتقال رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان الحقوقيّ البارز «نبيل رجب»، بتهمة: «نشر أخبار وتغريدات عن تعرّض سجناء جوّ للتعذيب»، كان قد نشرها رجب في وقت سابق.
فضيحة سجن جوّ كانت الأكثر تداولًا بين عموم المعارضين، بعد أن قام حقوقيّون ووسائل إعلام معارضة بعرضها، وإيصال صرخات أهالي المعتقلين، وآخر مستجدّاتها من داخل السجن بحسب الأهالي، كانت عبارة عن إبادة جماعيّة يتعرّض لها السجناء خصوصًا في المبنيين 4 و6، حيث لم تعد الزنازين تستوعب الأعداد الهائلة من المعتقلين، ما أجبرهم على النوم في الممرات، إضافة إلى شتّى أنواع التعذيب التي تمارسها مرتزقة من جنسيّات عربيّة وباكستانيّة تعمل في أجهزة النظام، وحرمان المعتقلين من العلاج، هذا وقد شكّلت العاصفة الرمليّة التي تضرب الخليج معاناة جديدة للمعتقلين المرضى، سيّما بعد أن قامت سلطات النظام خلال الأيام الماضية بنقل عدد من المعتقلين إلى خيام نصبت بساحات السجون العامّة، حيث كشفت مصادر إعلاميّة عبر «الخبر برس» أنّ من نقلوا إلى هذه الخيام هم المعتقلون الذين يعانون من مشاكل صحيّة، غالبيّتها أمراض صدريّة كالربو وضيق التنفّس.
سياسة النظام الأخيرة، هل هي انتصار أم بداية هزيمة؟
سابقًا تحدّثنا عن تخبّط لدى سلطات البحرين من الناحية الحقوقيّة، ومخالفة الأعراف والقوانين الدوليّة، ولكنّنا اليوم سنتحدث عن التخبّط الحاصل داخل المملكة نتيجة خيارين أخطأ نظام آل خليفة بارتكابهما؛ الأوّل: المشاركة بقتل الشعب اليمنيّ عبر انضمامه إلى التحالف الخليجيّ وشنّ العدوان السعوديّ على اليمن، ما يضعف التأييد الشعبيّ له عمومًا والخليجيّ خصوصًا، حتى من الطائفة السنيّة، سيّما من المجنّسين من أصول يمنيّة الذين يشغلون مناصب رفيعة في مؤسّسات الدولة العسكريّة حيث تواردت أخبار شبه مؤكّدة عن تحضيرهم لانقلاب عسكريّ انتقامًا من عدوان البحرين على بلدهم الأم.
الثاني: أتاحت مشاركة البحرين في التحالف العربيّ الفرصة أمام الشعب اليمنيّ لإعلان تأييده صراحة لمكوّنات المعارضة ضدّ نظام جاء يقتل أبناءه، ليمتزج الدم اليمنيّ والدم البحرينيّ المعارض.
هي إذن عاصفة حزم بنظر النظام البحرينيّ ضدّ اليمن والمعارضة السلميّة، لكنّها تبدو عاصفة نهاية حكم مستبدّ.
(كلمة الخبر برس)