أموال «عاصفة الحزم» الإعلاميّة.. وصلتالخبر برس (خــــاص)
من مبدأ «الرصاصة تقتل ولا تحرّر» باتت عاصفة الحزم أو العدوان السعوديّ على اليمن بحاجة إلى تحرير العقول، وبرمجتها على الطريقة الخليجيّة، ومن مبدأ العروبة وإنهاء وصاية إيران ومنع التمدّد الفارسيّ وخطر الشيعة الرافضة على الخليج، بدأت عاصفة الحزم الإعلاميّة بشراء الكثير من الأصوات الإعلاميّة لمناصرة عدوانها على اليمن.
بهدوء، وصلت أموال عاصفة الحزم إلى جيوب بعض المؤسّسات الإعلاميّة العربيّة بالإضافة إلى محلّلين سياسيّين، وصولًا لبعض الصحافيّين والمواقع الإخباريّة الذين كان لهم حصّة لا بأس بها منها، شرط أن تبقى صورة العدوان كما تريدها السعوديّة. «التمرّد الحوثيّ»، «المليشيات»، «الرئيس الشرعيّ»، «التمدّد الإيرانيّ» وغيرها، هي العناوين المراد استعمالها خلال الفترة الحاليّة مع إضافة بعض المواد للتحليل، وإظهار المملكة السعوديّة بمظهر المنتصر.
المسؤولون في العدوان السعوديّ على اليمن لم يكتفوا بتوزيع الأموال على المؤسّسات الإعلاميّة، بل ذهبوا لأبعد من ذلك، بإعطاء أولوية كبيرة وتقديم دعم واسع لشبكات التواصل الاجتماعيّ، من خلال فرق تعمل بـ«طريقة»، تظنّ المملكة، أنّها الأفضل، تقوم على توزيع أدوار إعلاميّة شاملة لهذه الفرق، ففريق يهتم بنقل أخبار عن الانتصارات وسير المعركة، وثانٍ يعمل على مهاجمة الأصوات التي تسعى لمحاربة العدوان السعوديّ، وتكذيب جميع صور الضحايا من الأطفال والمدنيّين ونسبها إمّا لسوريا أو لفلسطين، في حين يعمد الفريق الثالث إلى انتحال أسماء شيعيّة عمومًا، وحوثيّة خصوصًا ويقوم بنشر تغريدات فيها عبارات تؤيّد إيران مع بعض السباب والشتم بحقّ الصحابة من أجل تحريض الطرف الآخر.
مع هذا قد يتساءل البعض: أين هي الأموال الإيرانيّة الداعمة؟ وهل السعوديّة فقط من تدفع للمؤسّسات الإعلاميّة؟
لا يخفى على أحد تمويل الجمهوريّة الإسلاميّة لبعض القنوات والأصوات الإعلاميّة، الذين لم يخفوا ذلك بدورهم، لكنّ الفرق يبقى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لم تسعَ بدعمها يومًا «للتحريض الطائفيّ» كما يسعى البعض. لن نولي اهتمامًا كبيرًا في هذا المقال عبر “الخبر برس” عن الوسائل الإعلاميّة المقصودة، وهو ليس موجّهًا ضدّ أيّ وسيلة إعلاميّة، وللسعوديّة وإيران الحقّ بدعم أي مؤسّسة إعلاميّة لأهدافهم، لكنّ الخطورة، وهي المراد إبرازها هنا، تكمن في توجيه البعض على مواقع التواصل الاجتماعيّ لكافة المسلمين خصوصًا، ولكلّ إنسان من أيّ طائفة كان.
المعركة سياسيّة وليست طائفيّة، ولجوء بعض المغردّين على مواقع التواصل الاجتماعيّ، منتحلين صفة أيّ مذهب، إلى التطاول على الشيعة أو السنّة، لا يعني أنّهم يمثّلون الطائفة التي يتكلّمون باسمها، إنّما يمثّلون جهة داعمة.
وإلى من يحارب صور الضحايا وخصوصًا من الأطفال والمدنيّين، ويسعى إلى تنفيذ رغبات السعوديّة بنسبها إلى سوريا أو فلسطين؛ لن نذكّرك بأنّ «الساكت عن الحقّ شيطان أخرس» وبمدى حرمة هذه الأعمال، لكنّنا نريد أن نلفت انتباه مشغليك إلى أنّ الشبكة العنكبوتيّة هي من أدوات عصر السرعة، والجرائم التي تحصل على أيدي السعوديّ بحقّ الأطفال، تنتشر عبر الآلاف لا بل مئات الآلاف من وسائل الإعلام العالميّة!
(كلمة الخبر برس)