أمريكا تحضر لهجوم على سوريا بـورقة «غاز الكلور»منذ صدور القرار رقم / 2118/ في السادس من الشهر الحالي، والذي يقضي بإدانة استخدام غاز الكلور في سوريا تحت الفصل السابع، بدأ المعارضات الخارجية على المستوى السياسي و الميليشيات المسلحة في الداخل السوري بالعمل على ترويج أخبار عن استخدام غاز الكلور من قبل قوات الجيش العربي السوري في مناطق مختلفة من سوريا خاصة في ريف إدلب.
وضمن هذه الأجواء كان التصريح الأمريكي بأن سوريا التزمت بتنفيذ الاتفاق حول ترسانتها الكيميائية بنسبة 100%، وهو تصريح تلى تصريحات عدة من المسؤولين الأمريكيين التي تغازل من خلالها واشنطن الدولة السورية، فتارة تركز المخابرات الأمريكية على ضرورة التعاون الأمني ، وتارة يركز وزير الخارجية الأمريكية جون كيري على ضرورة “التفاوض مع الحكومة السورية” لحل الأزمة في البلاد، لكن هل يؤمن جانب الأمريكيين..؟.
منظمة هيومن رايتس ووتش، أطلقت تصريحاً موارباً، تتهم فيه المسلحين بارتكاب الميليشيات المسلحة بارتكاب جرائم حرب ولكن في الوقت نفسه هاجمت الدولة السورية بذات المفردات المعتادة، واتهمتها بارتكاب جرائم حرب.
المسألة في عمقها توحي بأن الأمريكيين الذين أبدوا بعضاً من المرونة تجاه الملف السوري وجهوا لاتخاذ هذا القرار ليكون مظلة قانونية للتدخل البرّي ضد الدولة السورية حين نضوج الفكرة، بمعنى آخر يتم اتخاذ القرار، تبدأ الميليشيات المسلحة بارتكاب جرائم باستخدام غاز الكلور من خلال استهداف مناطق يتواجد فيها مسلحون أيضاً، ولكن من فصائل أخرى، ليصار إلى تجميع بعض الصور والفيديوهات التي يمكن أن تقدم إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن من قبل أمريكا على إنها “أدلة على استخدام سوريا لغاز الكلور” ومن خلال القرار المذكور يتم طرح شرعنة العدوان على سوريا تحت مظلة هذا القانون.
الثابت إن الدولة السورية لا تستخدم السلاح الكيمائية لأنها بغنى عن وضع نفسها في مواجهة اتهامات غير منطقية، فالمنطق لغة لا تحتاجها أمريكا في توجيه اتهاماتها ضد سوريا، والتجربة أثبتت إن واشنطن لا يؤمن جانبها من قبل السوريين بطبيعة إن الدولة السورية رقم صعب في معادلة الشرق الأوسط الكبير ويجب تحليله إلى مجموعة من الأرقام الأقل تعقيداً من خلال تقسيمها.
الأدلة المفترضة التي ستكون أوراق أمريكا في الهجوم السياسي من خلال ملف “غاز الكلور” في وقت لاحق، هي مجموعة من المواد الإعلامية السلسة الاستخدام والسهلة التوظيف من قبل وسائل إعلام توالي المسلحين، خاصة القطرية والسعودية منها، وهذه الوسائل الإعلامية مكشوفة الدور والحيلة ولا يمكن التطرق لدورها أكثر من اللازم، فالمال القطري صنع حقائق ناسبت في وقت طويل الرأي الإسرائيلي والأمريكي في سوريا، وخدمت أعداء سوريا بكون هذه القنوات أصلا تنتمي مالا وفكراً لدول الخليج، بالتالي يمكن القول إن أمريكا أستصدرت القرار وبت عما سبقه من استخدام المسلحين للأسلحة المحرمة دولياً بكل أنواعها، ومن ثم عملت على تصنيع أدلتها المزيفة، وهي تنتظر أن ترفض شروطها المطروحة على الطاولة في كواليس السياسية لتحدد ساعة الصفر وتبدأ الهجوم على سوريا بورقة “غاز الكلور”.