صمت الطيار أسقطت شعارات جبهة النصرة.. ووقاحة آل سعود حولتها إلى «ثوار»محمود عبد اللطيف – عربي برس
لم يكن متوقعاً أن يكون حدث سقوط طائرة مروحية سورية في منطقة دير سنبل بريف إدلب شمال سوريا قادراً على فضح أقنعة قناة مثل العربية بشكل أكثر من خلال تسميتها التنظيم المصنف إرهابياً من قبل مجلس الأمن نفسه على إنهم “ثواراً”، و سقوط الشعارات “الإسلاموية” التي يرفعها عناصر جبهة النصرة من خلال تسجيل بثه عناصر التنظيم للطيار السوري الأسير لدى النصرة وهم يحالون إجباره على شتم الرئيس السوري بشار الأسد.
حينما تنشر قناة العربية صورة لعناصر من جبهة النصرة وهم يقومون باستعراض “عضلاتهم” من خلال اعتقال طاقم المروحية السورية التي نفذت هبوطا اضطرارياً ولم تسقط بدليل إن طاقمها بقيوا أحياء، وبالتالي يفترض السقوط المدوي أن يحدث إنفجاراً يودي بحياة من فيها، وإن كانت المروحية قد تعرضت لأضرار فادحة تصل درجة التدمير إلا إن هذه الأضرار مما توضحه الصور التي نشرتها جبهة النصرة نتجت عن الهبوط الفاقد للشروط الفنية، فلا المكان كان مناسباً والسرعة العالية للمروحية أثناء هبوطها أدت إلى تحطم أجزاء كبير منها بعد ارتطامها بصخور المنطقة كما هو واضح في الصورة، ولم تختبأ الحكومة السورية وراء إصبعها كما تفعل الدول الداعمة للإرهاب في سوريا، إذ أعلن رسمياً عن هبوط الطائرة اضطرارياً، وأعلن عن فقدان الاتصال بالطاقم الذي قالت صفحات موالية لجبهة النصرة إنها تعتقل أربعة منه فيما أعدمت خامساً والسادس مفقود.
العربية من خلال نشرها لصورة النصرة وهي تستعرض الطاقم الأسير، أسمت عناصر التنظيم ثواراً ثم عادت لتبدل الصورة المرفقة بالمقال الذي نشرته و تزيح من هذا المقال، كل الصور التي تظهر راية “جبهة النصرة” في حين إن الأخيرة –أي النصرة- نشرت تسجيل فيديو لمجموعة من عناصرها وهم يحاولون إجبار الطيار “يوسف النجار” على شتم الرئيس السوري دون جدوى، فالأخير بقي صامتاً برغم الضرب المتكرر له ونزول الدم من مناطق عدة من رأسه.
الثابت من الحدث إن السعودية تتخلى رسمياً عن التزامها الحذر بالتعامل العلني مع جبهة النصرة أو سواها من التنظيمات الإرهابية في سوريا خشية من المساءلة القانونية الدولية لمثل هذه الممارسات خاصة بعد قرارات مجلس الأمن الأخيرة ذات الصلة، لكن قناة العربية بوصفها الذراع الإعلامي الطويلة لآل سعود في توجيه الرأي العام السعودي خصوصاً، والعربي عموماً حولت ثلة من الجهاديين والقتلة إلى ثواراً، وهو فعل ليس بالجديد على منهجية صناعة الموت من قبل السعوديين، لكن الوقاحة أن يأتي في وقت تحاول فيه قناة الجزيرة القطرية أن تدعم من خلال تقاريرها تنظيم داعش على إنه متمكن من المناطق التي ينتشر فيها، مما يدفع للتساؤل عن مدى وقاحة كل من أسرتي آل سعود وآل ثاني حكام قطر في التنافس على تزعم وإدارة الجماعات التكفيرية، خاصة وإن النصرة يطيب لها أن تسمي نفسها “فرع القاعدة في بلاد الشام”.
ثم كيف لجماعة تدعي القتال باسم الإسلام أن تجبر أسيراً على التلفظ بالشتائم، وأي عرف إسلاموي ذاك الذي تستند إليه هذه الجماعة، وكيف يمكن أن تتلافى النصرة مثل هذه الفضيحة العلنية لكونها مجرد مجموعة من القتلة لا أكثر..؟.
وبالتالي، كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن الدعم الإعلامي الكبير من قبل السعودية وقطر لكل من داعش والنصرة في وقت تؤكد قرارات هذا المجلس على وضع الدول المخالفة لقوانينه ذات الصلة بمنع التعامل مع التنظيمات الإرهابية، تحت الفصل السابع.
وقاحة قناتي الجزيرة والعربية في التعامل مع جبهة النصرة وتنظيم داعش تكشف أكثر عن عمق التورط السعودي في الحرب المفروضة على سوريا، بالتالي هل سيحاول السعوديون أن يماطلوا المجتمع الدولي من خلال توظيفهم للنفط من أجل الحفاظ على مكانتهم في المملكة، من خلال إشغال العالم بتأزيم الملف السوري عن حله، وأي تبرير يمكن أن تخرج به العربية غير كلمة “خطأ فني”، وبعد أربع سنوات هل تمتلك السعودية أو قطر رقماً لعدد الأخطاء الفنية القاتلة التي ارتكتبها كل من قناتي الجزيرة والعربية بحق الشعب السوري..؟.