«سرايا المختار» البحرينية في مقابلة حصرية عبر «الخبر برس»: معلومات وحقائق تكشف للمرة الأولىالبحرين – (خـــــــــاص)
في الرابع عشر من شهر فبراير عام 2011 خرج شعب البحرين في ثورته السلمية حاملا الورود كاشفاً الصدور العارية التي قابلها نظام الحكم لقبيلة آل خليفة بالرصاص وإرتكاب المجازر من كل ألوية الأجهزة العسكرية مستعينين بقوات الإحتلال السعودي والإماراتي التي أختبأت هذه القوات الغازية تحت عنوان “درع الجزيره” وبعد فشل كل هذه القوى المحتلة من إخماد وهج الثورة عقدت قبيلة آل خليفة المحتلة للبحرين صفقات بمئات الملايين من الدولارات لإستئجار مرتزقة الدرك الأردني الذين تدربوا خصيصاً على قمع الإحتجاجات والتنكيل بالشعوب في مشهد إحتلال مركب بإستجداء محتل لقوات إحتلال أخرى وبإجرائات مافيا لا تحظى بشرعية الأمم المتحدة ولا المنظمات الأممية.
وقد شهد شعب البحرين منذ دخول هذه القوات المحتله في ١٣ مارس ٢٠١١ انتهاكات لا تعد ولا تحصى أبرزها حرق ممنهج للقرآن الكريم وهدم المساجد وهتك الاعراض وإراقة الدماء وبالرغم من ذلك إستمر شعب البحرين بمنهج السلم والذي يتبناه بعض العلماء والجمعيات السياسية في البحرين بينما تتخد التيارات الثورية في البحرين المتحالفة تحت إسم “قوى الحراك الثوري” منهجا ثنائياً يجمع المقاومة المشروعة والسلمية القرآنية بحسب توصيف هذه التيارات.
وبإنغماس نظام الحكم في البحرين بقتل الشعب الأعزل برز عنوان آخر في الآونه الاخيره أثار الجدل كثيرا. وهو: “المقاومة الاسلامية في البحرين” عنوان تُطرح تحته عدة إستفهامات.. هل هنالك فعلا كفاح مسلح في ثورة البحرين؟! مع موقف بعضاً من الجهات السياسيه والعلمائيه المعارضه بشده لهذا النهج، وعلى جانب آخر هنالك أيضاً أطراف سياسية وعلمائية لها ثقل تؤيد نهج المقاومة الإسلامية التي أثبتت وجودها وصدقيتها بالرغم من التهميش والتغيب الممنهج ضدها.
تمكن مندوب “الخبر برس” في البحرين بعد جهد كبير ان يقابل احد ابرز الجهات التي تتبنى هذا النهج وهي سرايا المختار البحرانية.
من هي سرايا المختار:
فصيل بحراني يتبنى منهج المقاومة الإسلامية تأسس سنة 2012 وأطلق أول عملية معلنة له بتاريخ 23 فبراير 2013 الذي أصيب فيها احد مرتزقة الحكم في عينه بسهام تٌقذف بقاذف محلي صنعته “المختار” بنفسها.
تطورت عملياتها لتصل للعبوات الناسفة في منتصف عام 2013 وأستمرت بشكل متواصل حتى أعلنت في بدايات عام 2014 عن تصنيع سلاح مختار 1 الذي أصبح علماً من أعلام أدوات الدفاع المقدس.
الجدير بالذكر أن قيادتها مجهولين ولا يُعرف الأمين العام لها ويرفض الاخوة في السرايا الافصاح او الكشف عن أي احد من قيادييها الذين بلا شك قد عرف شعب البحرين قوة خطابهم ورميهم حتى أصبحت لدى كثير من البحارنة الوعد الصادق بالنسبة لهم.
نص المقابلة الحصرية التي أجرتها “الخبر برس” مع سرايا المختار داخل الأراضي البحرينية:
يشرفنا ويسعدنا أن نرحب بالأخوة الأعزاء في سرايا المختار ونتقدم بخالص الشكر لقبولكم هذه المقابلة بصدر رحب.
س1 :
يعرف الجميع بأن شعب البحرين من أكثر شعوب الخليج ثقافة وأقدمهم حضارة وأحتراماً للتعايش السلمي فمالذي دفعكم لتشكيل –سرايا المختار- ؟
ج1 :ما تفضلتم به صحيح، فنحن كنا أهم ميناء بحري في المنطقة منذ القدم وتتوافد علينا الأمم والحضارات من شرقها وغربها وكنا بلد العلماء حتى سميت البحرين بـ ” النجف الصغرى ” لكثرة المجتهدين والفقهاء بل حتى كنا نساعد دول الخليج بمختلف الخبرات والمهن فقابلوا إحساننا لهم بإرسال جيوشهم تحت مسمى “درع الجزيرة” لقتل شعبنا وإحتلال أرضه فكان من الطبيعي لنا أن نؤسس –سرايا المختار-.
س2 :آلا يعتبر هذا التأسيس مخالفاً لرؤية العلماء لديكم الذين يصرون على الخيار السلمي؟
ج2 :نحن في سرايا المختار نعمل بالمقاومة الدفاعية والجهاد الدفاعي لدى الشرع المقدس لا ينتظر فتوى أو أمر أو قبول أو رفض .. يقول الله تعالى “وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” في هذه الآية المباركة يعلمنا الله ويرشدنا بأن السلمية هي مشروطة أمام العدو فقط إن هو جنح للسلم وشعبنا البحراني العظيم مارس سلمية منقطعة النظير، ففي حين ان جسد الإستشهادي البطل “أحمد فرحان” ينقل للمركز الصحي ودماغه بأكمله ملقى على الأرض كان شعبنا يقدم الورود والأغصان الخضراء لمن تسبب بذلك ولأكثر من عام من إراقة الدماء وإزهاق الأرواح بشكل جعل منا أن نساق لمسالخ آل خليفة كالأضاحي فكان الأوجب والمقبول شرعاً وفطرة أن نعمل بتكليفنا الشرعي القرآني ونضعه فوق أي إعتبارات أو إجتهادات سياسية عاملين بسلمية إسلامية المنصوصة بالقرآن والعترة ع لا سلمية إستسلامية التي هي محض قناعات شخصية أو تكتيكات وضعية قد تصيب وقد تخطئ.
س3 :
وهل حقق مشروعكم صون الدماء والأرواح؟ فكما نعلم ان الحال في تردي ويزداد سوء تلو سوء..!
ج 3 :
علينا أن نعلم ان العدو الخليفي بات حذراً الأن من قتل الناس بشكل مباشر ومعلن كما السابق في بداية إنطلاق الثورة فإما يقتلهم بالغازات أو بالغدر غيلة دونما إعلان منه كالشهيد “يوسف الموالي” الذي قُتل غرقاً والشهيد ” العرادي والبصري” اللذان قُتلا بعد إستهداف سيارتهم بقنبلة غاز سام من سيارة تابعة لمليشيات آل خليفة المقنعة، والشهيد حسين شرف الذي أحرق حياً والشهيدين أحمد وعلي اللذان قتلا بعبوة حارقة في سيارتهم، كل هذا الغدر يحدث لأن العدو يدرك أن هناك مقاومة لن تتفرج أمام جرائمه وسترد بالشكل الموجع والمناسب في قلب صفوف مرتزقته. ومن الطبيعي لعدو جبان غادر أن ينتقم من عموم الناس بشتى السبل لديه فطالما هناك عدو لن يتوقف العدوان ولن تتوقف المقاومة.
س4 :متى كانت بداية أنطلاقتكم؟
ج4 :
هذا سؤال مهم وحان وقت الإجابة عنه ليعرف عموم شعبنا من نحن ومتى كانت إنطلاقتنا، فنحن إنطلقنا بمشروع المقاومة الإسلامية تحت أسماء وبدونها أيضاً في مراحل معينة، وكانت عملياتنا في اواخر عام 2011 وغالبها قد كانت عمليات معقدة وسرية جداً، شملت رصد وتعقب كبار ضباط أجهزة التحقيق والإرهاب للعدو، فحينها لم تعد شقق دعارتهم ولا مواخيرهم آمنة وهذا السبب الأساس لأختفائهم الأن من هذه المواقع لشدة الصفعة التي وجهناها لهم أنذاك.
س5 :هل هذه المعلومات لأول مرة تخرج للإعلام؟ وماذا بعد ذلك؟
ج5 :نعم هي لأول مرة تخرج لكم وما قبل وبعد ذلك لن يكون بالأخير.
س6 :
ولكن كعمليات نوعية ومعقدة مثلما تفضلتم بها لما لم يعلن الحكم عنها ولما لم نرى حتى رد فعل معلن منه؟!
ج6 :بالعكس، بعد هذه العمليات تم تطويق المواقع وإغلاق المنافذ وكانت تحضر لأول مرة سيارات مسرح الجريمة التابعة لجيش العدو المرتزق، وبالتأكيد العدو وقف مذعوراً منذهلاً كون التنفيذ في مواقع تعتبر حاضنة تماماً لمرتزقته وكي لا يربك صفوف مرتزقته كون أن هذه العمليات المعقدة هي أول ظهور حقيقي للمقاومة فراح يمارس جرائم الغدر ضد شعبنا التي هي واضحة جداً للعيان ونحن نعلمها جيداً ولا يمكن ان ينفذ العدو من المسؤولية إزاء ذلك.
س7 :لماذا توقفت مثل هكذا عمليات، ونلاحظ أن سرايا المختار آخذة بالتوسع من ناحية الأهداف والإستهداف..أي بشكل مختلف تماماً عما كنتم عليه في أواخر 2011 كما تفضلتم؟
ج7 :هي لم تتوقف ولكن تتبدل الإستراتيجة أحياناً، و مثلما علمتم عن هذه المعلومات بعد 3 سنوات تقريباً كذلك بالمستقبل القريب ستعلمون وسيعلم شعبنا عن ما هو اوجع من ذلك، وأما نمط إسلوبنا الحالي فهو إسلوب تعبوي لصالح المقاومة وأغلب عملياتنا ضد أفراد جهاز التحقيقات والإرهاب الوطني هي تحذيرية ولن يسلم احداً من المجرمين حينما نقرر الإجهاز عليهم.
س8 :سرايا المختار..أي هو تنظيمكم..نراه الأكثر رصيداً من حيث العمليات والمواقع هل يعني ذلك لنا أنكم مدعومون بقوة وأنه فعلا الشعب البحريني قد قرر المقاومة وترك السلمية؟
ج8 :إن توفيق الله وتسديده لنا متجلياً في أبهى الصور وكل تمويل التنظيم هو بجهود ذاتية من العناصر بالرغم من إعلاننا عن حملة لدعم المقاومة إلا أنها لم تنجح بسبب الوضع البوليسي الذي يعيشه الناس وهيمنة اجهزة الأحتلال على كل موارد دخلهم وتحركهم، وحينما يقدم أي شعب الشهداء فهو مستعد بكل تأكيد للمقاومة كي لا تذهب الدماء الزكية هدراً وشعبنا يأبى أن يكون ذلك.
س9 :قلتم أن الشعب قد اختار المقاومة ولكن ما هو تفسيركم لحملات التخوين الكبيرة ضدكم وضد المقاومة كمشروع؟
ج9 :الشجرة المثمرة هي التي ترمى، وهذه الحملات المسعورة قد دخلت مرحلة الإحتضار بسبب إصرار المقاومة على نهجها وإصرار شعبنا على دعمها وحمايتها، وهي خرجت بالأساس من الأدمغة المختلة لجهاز داخلية الإحتلال أملاً في إحراز نجاح يحسب لهم إلا أنهم فشلوا وفوجئوا بالقاعدة الجماهيرية للمقاومة التي كل من يخونها ويضعفها هو يخدم أجندة الإحتلال مباشرة.
س10 :
كلمة توجهونها تختمون بها حديثكم العطر؟
ج10 :
كلمة لشعبنا وكلمة لأصدقاء شعبنا، أما لشعبنا فنقول: سرايا المختار بكم عزيزة وتعتز وهي تعتبركم الرهان بعد الله ورسوله وأهل بيته الأطهار في دعمها وحمايتها والإنخراط في صفوفها والمقاومة عينها ساهرة ويدها قابضة للدفاع عنكم والثأر لكم حتى تحرير أرضنا بإذن الله.
وأما الكلمة لأصدقاء شعبنا فهي: أن شعبنا البحراني العظيم يرزح تحت حصار كوني لا مثيل له، حصار بحري وأرضي وجوي لأكثر من 8 جيوش انحرفت عن البوصلة الحقيقية والصحيحة ولا زال شعبنا يقاوم وصامداً وهو يأمل منكم المزيد من الإهتمام والدعم لثورته بشتى السبل الممكنة لنيل خلاصه من دنس إحتلال قراصنة آل خليفة بإذن الله تعالى. ونشكر لكم تفانيكم في إجراء هذا اللقاء المبارك ونتمنى لجميع الأخوة العاملين والأداريين في “الخبر برس” المزيد من التقدم الإزدهار ودعم مشروع المقاومة والتحرر في المنطقة.في الختام تتقدم أسرة التحرير في صحيفة “الخبر برس” اللبنانية بخالص الشكر مجددا للأخوة في سرايا المختار.لمن يريد الإطلاع على عمليات سرايا المختار بشكل موجز يجدها في مونتاج فجر التحرير: