تفاؤل سوري بحلّ سياسي مع الأسد

تفاؤل سوري بحلّ سياسي مع الأسدare

كمال ذبيان – صحيفة الديار

لم يعد الوضع في سوريا عندما اندلعت الازمة فيها قبل اربع سنوات هو نفسه اذ تغيرت قواعد اللعبة الاقليمية والدولية وتبدلت القراءة لما كان يجري واصبحت تتقارب او تتقاطع مع ما كان يعلنه النظام بأن ما يحصل من حراك شعبي ليس «ثورة» وان المطالب الاصلاحية التي رفعت يتجاوب معها النظام منذ الاشهر الثلاثة الاولى فعقد مؤتمر للحوار في حزيران من العام 2011 ترأسه نائب الرئيس فاروق الشرع وابلغ المؤتمرين من المعارضة الوطنية السلمية ان القوانين التي تطالب بها اقرت كقانون الاحزاب وإلغاء قانون الطوارئ الخ…
فالحل السياسي في سوريا كان دائما متقدما لدى القيادة السورية وفق ما ينقل زوار دمشق عنها وان الاوضاع تتجه نحو الافضل لجهة الحسم العسكري مع الجماعات الارهابية التكفيرية وان المعارك تدور معها من اقصى الشمال السوري الى جنوبه مرورا ببعض مناطق الوسط واحياء في دمشق وان الوضع الميداني يسجل تقدما للجيش السوري الذي بات مطلب المواطنين الدخول الى مناطقهم بعد اجراء مصالحات والقاء المسلحين للسلاح حيث انكشفت لهم المؤامرة ولم تعد القضية اصلاح النظام أو تغيير سلوكه او اجبار الرئىس السوري بشار الاسد على التنحي بل ضم سوريا الى «دولة اسلامية في العراق والشام» نصّب «ابو بكر البغدادي» نفسه خليفة عليها وطالب بمبايعته وهي غير الدولة التي ينشدها الشعب السوري الذي يريد التغيير من ضمن الدولة القائمة لا تدمير الدولة لمصلحة اخرى دينية تعود الى عصور سالفة من الجاهلية والتخلف.
فهذه العوامل ساعدت الدولة في سوريا ان تستقطب الى جانبها الشعب الذي عبر عن ذلك في الانتخابات الرئاسية الصيف الماضي والتي جددت للرئىس الاسد يقول الزوار وهو ما اعطى للمجتمع الدولي مؤشرات ان الحل لا يكون الا بحضور الاسد ومعه وعبره لما يمثل كرمز للدولة في كل مؤسساتها ووحدة سوريا التي ما زالت مدنها الاساسية تحت سلطة النظام باستثناء اجزاء من الحسكة والرقة ودير الزور وبعض الارياف لكن دمشق العاصمة السياسية وحلب العاصمة الاقتصادية اضافة الى كل الساحل السوري واجزاء كبرى من محافظات درعا والسويداء والقنيطرة التي يقوم الجيش بتحريرها من الارهابيين يؤكد مسؤولون سوريون لزوارهم ويعلنون ان المعركة العسكرية في نهاياتها وبدأ التحضير للحل السياسي اذ ثمة قناعات دولية واقليمية تكونت مع صعود تنظيم «داعش» والجرائم التي يرتكبها افراده ضد الانسانية وتمدد عملياته الارهابية على مساحة العالم فإن النظام السوري بات يجسد الدولة الاولى في العالم التي تخوض الحرب الفعلية على الارهاب وهي تحولت الى قبلة من سيواجهون هذا الارهاب الذي يضرب في كل مكان وبدأ يُرعب اوروبا وافريقيا ودول في آسيا بشرقها ووسطها وجنوبها كما يقلق الولايات المتحدة الاميركية وكندا وكذلك استراليا.
ولأن الارهاب المعولم يأتي الى سوريا ومنها ينطلق الى اربع اصقاع الارض فإن العقل الغربي بدأ يتعاطى مع الازمة السورية بغير ما كان عليه الوضع قبل اربع سنوات وتحركت اجهزة امنية اوروبية واميركية باتجاه دمشق تستطلع خطر الارهاب الذي يمارس على ارض الشام التي ردت القيادة السورية على دعوة بعض الدول للتنسيق الامني مع الاجهزة السورية ان يبدأ سياسياً وديبلوماسياً والممر الى الامن يكون بالسياسة على حدّ قول الزوار حيث تلقفت بعض الدول الشرط السوري وكانت شجاعة من وفد برلماني فرنسي زار سوريا وان كانت الحكومة الفرنسية وضعتها في اطار فردي الا ان لها معناها السياسي بعد ان كان ممنوعا الحديث عن النظام السوري او الكلام عن الرئيس الاسد ومعه، فجاءت مبادرة الوفد الفرنسي الذي سبقه اعضاء في مجلس النواب والكونغرس الاميركي وحضرت الى دمشق وسائل اعلام اميركية وبريطانية ولم تنقطع الاتصالات الالمانية – السورية فلماذا تتأخر فرنسا عن اللحاق بالركب الدولي حيث ان اعضاء في الوفد من الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم وتزامن ذلك مع زيارة لوفد برلماني باكستاني ترأسه رئيس مجلس الشعب وهذه الزيارة ايضا لها دلالاتها السياسية لما لباكستان من علاقات جيدة مع اميركا دوليا ومع السعودية وبعض دول الخليج عربيا وهو ما يؤشر الى انفتاح دولي على سوريا بعد ان فكت بعض الدول العربية الحظر فأعادت الكويت علاقاتها الديبلوماسية بفتح سفارتها في دمشق وسمحت للسفارة السورية بمزاولة الاعمال القنصلية، في وقت بدأت مصر تستضيف وزراء سوريين في مؤتمرات تعقد في القاهرة مع صدور مواقف رسمية وسياسية واعلامية ايجابية تجاه النظام السوري.
فكل هذه المعطيات التي يعرضها مسؤولون سوريون امام زوارهم تشير الى ان العام 2015 قد يكون للحل السياسي الذي تعمل روسيا عليه مع المعارضة التي ليّن اطراف فيها شروطهم وخففوا من مطالبهم محسوما دور الرئيس الاسد في الحل الذي اكد عليه موفد الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا وتركز عليه روسيا وايران ولا يمانع الرئىس الاميركي باراك اوباما ذلك بعد ان ادرك ان مرحلة اسقاط الاسد قد انتهت منذ الاشهر الاولى ولم تنجح في السنوات الاربع من عمر الازمة وهو يشير الى انه لا يريد حلا يشكل تحديا للرئيس السوري مما يعني ان ما صدر من خريطة طريق في جنيف – عام 2012 كمبادرة دولية للحل وافقت عليها اميركا وروسيا فرضت التطورات العسكرية والسياسية ان يسلك الحل السياسي خريطة طريق اخرى طالما ان العالم اصبح في موقع سوريا ومع نظامها في محاربة الارهاب.

» في سوريا: أمل جديد بحلّ سياسي
» في سوريا: أمل جديد بحلّ سياسي
» مصدر إعلامي: الرئيس الأسد لا يناقش المسائل الداخلية مع أحد غير سوري وشكل النظام السياسي شأن سوري
» زلزال الجندي السوري قادم .. تحليل سياسي لمواطن سوري
» بونتي: الأسد هو الشريك الوحيد للتوصل إلى حل سياسي