العاصفة الناريّة آتية والجنرال سليماني سيرث الجنرال ثلجمفيد سرحال -صحيفة الديار
لم تحل العاصفة الثلجية القادمة من روسيا من دون استمرار استعار العاصفة النارية التي اطلقها الجيش العربي السوري ومحور المقاومة في درعا والقنيطرة والمطعمة بنكهة البارود الروسي والقبضة «السليمانية» الايرانية، سيما وان المواجهة بين شطري العالم تبدأ من اوكرانيا في الخاصرة الروسية مرورا بكل الساحات التي عصف بها «العراب العبري» تحت لافتة «الربيع العربي». فسقط حكام وتبدل اخرون في بلاد العرب ورعاتهم وتشظت دول، وتمزقت مجتمعات والعروبة ذهب ريحها واستولد ذلك المخلوق العجائبي «الدراكولي» من رحم الكهوف… وقبضات السيوف لاعادة ترتيب الحطام العربي بحد السكاكين ورسم الحدود والسدود بالدم والرؤوس المقطوعة فيما «نتنياهو» والحكومة الخفية التي تحكم العالم تشرب على مائدة «يهوه» نخب سفح سفك دماء الجيوش العربية في ليبيا ومصر والاردن وسوريا والعراق…
مصدر دبلوماسي عربي رأى ان «الظروف تدفع اكثر من اي وقت مضى لانضاج فكرة توليف الجيوش النظامية العربية وفي مقدمها مصر وسوريا وقوات حفتر في ليبيا لمواجهة الخطر الداعشي ووضع حد لتأجيج نار الخصوصيات الفئوية واستنزاف طاقات دول المواجهة مع العدو الاسرائيلي بعدما وضعتها ثقافة «التذبيح» على مشرحة التقسيم الفعلي من خلال ايقاظ الفتن وتسعيرها والامثلة حاضرة وليست بحاجة الى توضيح والصورة ماثلة للعيان ولكل ذي بصيرة ويملك الحد الادنى من الاستدلال وكأن المقصود تزنير الكيان الصهيوني بهذه «المخلوقات» لتجبه عنها مخاطر تنامي ثقافة المقاومة ولتخفف من انتصارات تتراكم وتتعاظم يوما بعد يوم خبرة وقوة تلقي بظلالها على الكيان الصهيوني خوفا وقلقا وجهدا بات اقصاه الحفر على الحدود ليس فقط بحثا عن الانفاق بل طمرا للهذيان الذي يعيشه الكيان الصهيوني من استراتيجيات المقاوة وعقلها الفذ امنياً وعسكرياً.
ويقول المصدر الدبلوماسي: “انظروا كيف تم زرع المخافر الارهابية في سيناء لتقتل وتذبح الجيش المصري وتستباح مقراته وثكناته بالتفجيرات والهجومات المسلحة وبالتوازي يذبح العمال الاقباط بهذه الطريقة الشنيعة لتفجير المجتمع المصري واخذه الى الصدام الدموي ودفع الاقلية القبطية الى التمسك بقشة نجاح في بحر الدم المراد لها اغراقها في لجته كي تتوسل البحث عن «صديق» وغاية الغايات في النهاية ارهاق مصر وتدميرها من الداخل وازهاق قوتها العسكرية وتدمير قدراتها ودورها الفاعل والمفصلي في المنطقة قطعا للطريق على اية محاولة للمصريين بالضرب على الطاولة في وجه الاسرائيليين”.
اما في الاردن فان هذا البلد يغلي في مرجل الفوضى القادمة لا محالة وقد يكون في احسن حالاته جائزة ترضية «لاسرائيل» الباحثة في زوايا هذه المنطقة التي زرعت فيها قسرا عن وظيفة او دور في ضوء المستجدات وصعود ايران الامبراطوري وتركيا الباحثة عن عباءة السلطنة في قبور التاريخ، فالاردن خليط عجائبي لازمات معقدة فهذا الكيان الهجين او «القرط» في التاج البريطاني يعيش اسوأ ادواره الوظائفية فمن جهة يلتزم الاتفاقية مع الدولة ولا يخل بمواثيقها ومن جهة ثانية يرعى ويدرب ويشرف على غرفة عمليات مشتركة مع الدول المحيطة لتسهيل عبور جبهة النصرة الى سوريا اي درعا والقنيطرة وساهم اكثر من مرة في خطط من تلك الثغرة لاسقاط دمشق واقامة الحزام «النصروي» في القنيطرة بالتعاون مع الاستخبارات الاسرائيلية، ناهيك ان 60 % من مواطنيه فلسطينيون والعشائر الاردنية متعاطفة مع داعش التي ذبحت الكساسبة وهذه العشائر موزعة في العراق وسوريا وقصف داعش ومسحها عن وجه الارض كما تحدث مسؤول عسكري اردني يعني الدخول في متاهة صراع اردني اردني وبالتالي فان الفوضى القادمة الى الاردن بحد ذاتها جائزة ترضية لاسرائيل التي ستحول هذا البلد الى وطن بديل للفلسطينيين ونقطة تجمع للشتات الفلسطينيين واسقاط نهائي لحق العودة ونسيان فكرة الدولة وعاصمتها القدس لان قانون القومية ويهودية الدولة يبدو ان العرب حتى الساعة كعادتهم اشاحوا النظر عنه اما غباء او حياء، ولم يفقهوا مراميه التي تعني فيما تعني: لا دولة للفلسطينيين، بل سلطة محلية اقرب للعمل البلدي ويبقى التنافس، الحمساوي الفتحاوي يمضغ القضية التائهة.
اما في لبنان وسوريا فالمشهد يشهد عن حجم المؤآمرة وغني عن البيان وافساحا مع ما تقدم كيف تم زرع الثكن «الداعشية» و«النصروية» في شمال سوريا حيث الراعي التركي والجنوب السوري في درعا والقنيطرة حيث الراعي عربي اسرائيلي وفي جبال القلمون حيث الراعي كوكتيل دولي – عربي.
وتأسيساً يتابع المصدر الدبلوماسي: “إن تلاقي الجيوش العربية على قتال التكفيريين وثقافة الكهوف هو مصلحة عربية بالدرجة الاولى والثانية والثالثة والبعض يذهب للقول ان في ذلك مصلحة دولية للانسحاب من المواجهة المباشرة ووضع العرب رأس حربة عن الغرب”.
وحتى لو صحت هذه النظرية الا ان للعرب مصلحة قومية ووطنية في المواجهة المشتركة، اما الغرب فسيدفع ثمن خطيئته الكبرى وراء صنع هذه المخلوقات بسبب انقياده الاعمى خلف مصالح اسرائىل وحضورها في المنطقة وستدفع اوروبا ثمناً باهظاً لسياساتها الانقيادية خلف اميركا واول الغيث بدأ في فرنسا وسيفجر المجتمعات الاوروبية بالحقد العنصري والجريمة اليومية والصراع الديني الذي نظر له هنتغتون وفوكوياما وبرنارد لويس وفؤاد عجمي ستكون تجاربه حية وجلية ومعبرة اكثر حيث تمت فبركة هذه الافكار.
اما على المستوى الميداني يقول المصدر الدبلوماسي: “لم يفهم كثيرون مقاصد السيد حسن نصرالله عن «ما بعد ذوبان الثلج» فبمجرد انتهاء الأمرة للجنرال ثلج سيتولى الأمرة الميدانية «الجنرال سليماني» الذي سيرث المرج الميداني، وبمعنى ادق فإن ذوبان الثلج يعني ذوبان كل الكتل الارهابية في القلمون والقنيطرة ودرعا والتي سيذوب معها الكثير من الملفات الضاغطة وابرزها وفي مقدمها تحرير العسكريين في جبال عرسال وبسط سلطةمحور المقاومة في الجنوب السوري في درعا حتى الحدود الاردنية وفي القنيطرة حتى الحدود مع الجولان المحتل بعد رفع العلم السوري على معبر القنيطرة.”
ويتابع المصدر: “ومن مقاصد السيد نصرالله عن ذوبان الثلج هو اطلاق اشارات التحذير لتلك الجماعات عما ينتظرها وإن كان ذلك في العلم العسكري وخطط الحروب غير مستحب كونه يكشف الاستهداف ويفصح عن مكنون الخطط لكن السيد ألمح بهذا التعبير المجازي لابلاغ من يعنيه الامر ان المطحنة العسكرية قادرة والاستسلام أقصر السبل لأن خواتيم المعركة معروفة سلفا، فالجيش العربي السوري وبعد سيطرته على مفاصل وعقد اتصال حيوية في درعا وريفها خاصة في ديرماكر والدماجي والشيخ مسكين ودير العدس وعدد غير قليل من التلال الحيوية حرر طريق دمشق درعا وفصل القنيطرة عن درعا بعد سيطرته على طريق دمشق القنيطرة وبالتالي تم حصر نحو 4000 مقاتل من “النصرة” وغيرها في منطقة القنيطرة يتوزعون على الحميدية – العمدانية – مسعرة – جباتا الخشب – ونبع الصخر – وخان الشيخ وشوارع الزهور والفيلات والسعيد، وبيت جن ومزرعة بيت جن وكفرحور وبيتيما وغيرها، وهؤلاء باتوا محاصرين من الريف الجنوبي الغربي لدمشق ومن الريف الشمالي لدرعا حيث قطعت عنهم طرق الامداد لجهة الاردن، ولم يبق امامهم سوى عروة تواصل او شريان امداد وحيد مع العدو الاسرائيلي الذي كبلته عملية القنيطرة وحتمت عليه عدم الانغماس اكثر او تشكيل غطاء ناري ارضي او جوي لحماية المسلحين هذا من جهة وعدم قدرة الكيان الغاصب على احتواء هذا الكم الكبير من المسلحين، وبالتالي ذوبان الثلج يعني إما الاستسلام وإما الخضوع للطاحونة العسكرية القادمة وهذا يدلل على ان محور المقاومة يعطي فرصة للمغرر بهم او اولئك القادمين من خارج سوريا العودة حيث اتوا وقد بدأت معالم الشعور بالخطر القادم تتظهر مع تحسس المسلحين لقدرهم الآتي والحتمي حيث استسلم حوالى 20 مسلحا في المدانية وأم باطنة للجيش العربي السوري ويتوقع ان تكر السبحة في الايام والاسابيع القادمة التي ستذيب ما تبقى من ثلوج في تلك المنطقة الجبلية، وكانت المجموعات المسلحة قد حاولت حسب البعض في الساعات الاخيرة حيث تسللت مجموعة باتجاه موقع متقدم في بلدة حضر من جباتا الخشب وتم القضاء عليها، ايضا استهدفت بالبراميل مجموعات في نبع الصخر ومسعرة وتدمير مرابض هاون في الحميدية غرب القنيطرة”.
خلاصة القول يتابع المصدر الدبلوماسي العربي: “ان القادم من الايام عاصف ناريا ومحور الممانعة والمقاومة حسم خياره في اقفال الممرات في شمال سوريا وجنوبهاحيث لا أحزمة بل انظمة ردع تعيق مخطط اسرائيل وحلفائها في تقطيع محور المقاومة وامتداداته الاقليمية والدولية وتثبيت عرى الوصل لهذا المحور وبصورة جذرية بدأت وعند سليماني الخبر اليقين”.