ذكرى ثورة البحرين بين إنصاف الإعلام المقاوم ومصادرة الأهداف!مريم علي – خاص الخبر برس
أحيا شعب البحرين منذ أيام، الذكرى الرابعة لثورته التي انطلقت في 14 فبراير/ شباط 2011، حيث أعاد نبض الثورة الأوّل، عبر عصيان شمل البحرين على مدى ثلاثة أيّام: 12، 13، 14 فبراير/ شباط الجاري، ضمن فعاليّات «إضراب الإباء»، الذي دعت له القوى الثوريّة المعارضة: «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، تيار الوفاء الإسلاميّ، تيّار العمل الإسلاميّ، حركة خلاص، حركة حقّ، حركة أحرار البحرين».
وقد أوضحت هذه القوى أهدافها من إضراب الإباء، وهي تحقيق مطالب الشعب بإسقاط نظام آل خليفة الدمويّ، والإتيان بنظام حكم وفق نتائج الاستفتاء الشعبيّ الذي أجري في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المنصرم.
تنوّعت فعاليّات الإضراب العام وكانت التعليمات والخطوات تصدر تباعاً من القوى عبر الصفحات الإلكترونيّة، ومن خلال القادة الميدانيّين الذين واكبوا الثوّار والشعب خطوة بخطوة.
فقد بدأ العصيان ليلة الأربعاء ـ الخميس بإطفاء أنوار الشوارع وشرفات المنازل، وإغلاق المحالّ التجاريّة ، والنزول الحاشد للجماهير الشعبيّة إلى ساحات البلدات والقرى، بهتافات التكبير، وشعارات إسقاط النظام، كما أغلقت المدارس وتوقّفت المعاملات التجاريّة والمصرفيّة، وشلّت الحركة المروريّة على أهمّ شوارع البلد، كلّ هذا مع استنفار مرتزقة النظام التي ما توانت عن استخدام القنابل المسيّلة للدموع بكثافة، ورصاص الشوزن وحتى الرصاص الحيّ في محاولات يائسة لثني الثوّار عن مطالبهم.
ثلاثة أيّام من النضال المتواصل لشعب أعزل سلميّ، لا يملك غير قضيّته وهي حقّه في تقرير مصيره إسوة بباقي الشعوب الحرّة، وبحسب ما كفلته القوانين الإنسانيّة، لم يكن مطلبه كما طالعتنا به بعض القنوات المحسوبة على الإعلام المقاوم، حين نشرت وبتقارير خجولة أو ببرامج مرّت كفقرات إعلانات، عن أنّ هدف الثوّار هو حكومة منتخبة، أو إصلاح النظام، أو الإفراج عن قائد اعتقل أخيرًا، وهو ليس الأوّل، من بين القادة، الذي يعتقل ويقبع في السجن.
«الخبر برس» استطلع آراء بعض الثوّار في محاولة لكشف مظلوميّة شعب، لا يواجه عدوّاً داخليّا فحسب، بل يسعى لإظهارها اعتماداً على مساندة فعليّة من وسائل الإعلام التي تتغنّى بوقوفها مع الشعوب المضطهدة، فجاءت الردود صرخات أطلقها شباب ربطوا ليلهم بنهارهم من أجل حقّهم، فبحسب الشاب (ب.ع)، كلّ ما يريدونه من هذه الوسائل أن تنصف مطلبهم القاضي بإسقاط النظام، فهو لم يخرج ثلاثة أيام متتالية، في مواجهة مدرّعات مرتزقة أجانب عن وطنه لأجل حكومة منتخبة إو إصلاح نظام دأب على الظلم والقتل والنهب والاعتقال.
أمّا (ح.هـ) وهو أحد المشرفين على الإضراب فقال أنّ إضراب الإباء كان لأجل إسقاط النظام، وهو سيستمرّ في خدمة الثورة حتى تحقيق ما نصّ عليه ميثاق اللؤلؤ، لأجل كلّ شهيد سقط، وللإفراج عن كلّ الأسرى والأسيرات، وإعادة الجنسيّة البحرانيّة لكلّ من أسقطت عنه.
إذاً، لم يُختصر إحياء الذكرى الرابعة للثورة البحرانيّة بمظاهرات يوم الجمعة بعد صلاة الظهرين التي أخذت حقّها وافيًا من التغطية الإعلاميّة، لأنّها خرجت تنادي بالإفراج عن الشيخ علي سلمان، ولا بندوة أقامتها الوفاق بحجة أنّ المظاهرات ممنوعة، بل كانت هذه الذكرى ضخّا جديداً لزخمها جسّده الثوّار البحرانيّون بكلّ شجاعة وجرأة في مسيراتهم وتظاهرتهم، ومواجهتهم لعدوّهم، ململمين جرحاهم من الساحات، مردّدين شعارات: «يسقط حمد».
ألف تحيّة لشعب البحرين الأبيّ، وألف تحيّة لكلّ ثائر حرّ حمل همّ تحرير وطنه من الظلم.
(مقالات الخبر برس)