ثورة البحرين ، “ثورة” سوريا ، نقطة نظام

ثورة البحرين ، “ثورة” سوريا ، نقطة نظام

أحمد الحباسى تونس
يقول النائب البريطاني جورج قالاوى ، أن ثورة يقف وراءها الصهيوني و الخليجي و الأمريكي ليست و لن تكون ثورة ، تقول الأحداث و الأدلة و الدراسات أن ما حصل في سوريا لم تكن ثورة سلمية بالأساس ، و أن كل ما حدث هو خروج بعض المتظاهرين احتجاجا على أحداث معينة لكن تلك المظاهرات سرعان ما تلقفها “أصدقاء سوريا” لتصبح مجرد مؤامرة تنفذ بمال و أيادي “جهادية” وهابية ، و تحت أوامر العقل الصهيوني الماكر ، اليوم يقف العالم شاهدا على أن ما حدث في سوريا لم تكن ثورة ، بعد أن أصبح خطر الجماعات الإرهابية يهدد الدول التي أرسلت هذه المجموعات القذرة تحت عنوان سفيه أقذر يدعى نصرة السنة في مقابل بطش النظام السوري ، الآن تنبه المتابعون أن هذه ” المعارضة” هي فتات لقيط جاء به النظام العالمي الجديد لينصب بالقوة على رأس حكم سوريا في مشهد شبيه بما حدث في أفغانستان و هذا “الأراجوز” المسمى حميد قرضاى .
نحن طبعا لم و لن نكون مع القبضة الأمنية السورية المفرطة التي عالج بها النظام السوري بعض قضايا المجتمع السوري في فترات معينة ، لم و لن نكون ضد رغبة الشعب السوري في الحصول على مساحات أوسع من الديمقراطية و الحرية ، لم و لن نكون مع النظام السوري إذا تعارضت مصالحه مع مصالح الشعب السوري ، فالقناعة راسخة بأن الشعوب هي الباقية و أن الأنظمة زائلة مهما كانت شديدة التعلق و الوفاء لشعوبها ، و الرئيس الأسد ، كما والده ، لم يكن و لن يكون الاستثناء ، و تلك سنة الحياة ، و هكذا يجب أن يفهم النظام أن الشعب العربي هو جزء مهم من الشعب السوري و ما يحدث من ضيم أو تعنت ضد هذا الشعب هو ضيم عربي بالأساس ، لكن ليفهم الجميع ، بما فيهم بعض المنافقين الجبناء ، أن الوجدان العربي مع النظام ، ليس لأنه بلا أخطاء ، بل لان ميزان الحسنات قد تفوق بكثير على ميزان السيئات ، لأنه نظام يقف بمصداقية عالية ضد المشروع الأمريكي في المنطقة ، هذه المصداقية ليست قناعة شعبية عربية غبية ، بل هي مصداقية يتحدث عنها العدو في حله و ترحاله ، مصداقية تدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى مضاعفة المساعدات العسكرية إلى إسرائيل مرات في العام الواحد .
على حد علمنا لم تقف روسيا مثل هذا الموقف ” العنيف” ضد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل ، و لم يرتفع أصبع الفيتو الروسية ثلاثة مرات متوالية في نفس الموضوع حتى في حادثة الصواريخ الكوبية التي كادت أن تؤدى إلى حرب عالمية ثالثة ، و على حد علمنا لم يقف الاتحاد السوفيتي في عز صولاته و قوته مع مصر في حرب 1973 و لا 1967 رغم وجود حلف معلن بين البلدين ، و على حد علمنا فقد وقد الدب الروسي متفرجا مرتبكا زمن العدوان على ليبيا لإسقاط نظام الزعيم الراحل معمر القذافى ، و على حد علمنا فان روسيا قد ضحت بكل المغريات السعودية الخليجية للانفصال عن موقفها من حليفها السوري ، هذه الأدلة الثابتة تدعو الجميع أن ينتبه أن روسيا قد استشعرت المؤامرة على سوريا و أن ما حدث ليست ثورة بل لعبة أمم قذرة تريد إسقاط برج المقاومة السوري العالي حتى يتساقط كل العملاء و المشبوهون إلى الجامع المأوى لتأبين التاريخ السوري بما يليق من خطب الشماتة الحقيرة .[
في الحالة البحرينية ، الأمر مختلف تماما ، أولا لان النظام البحريني الشمولي نظام عميل للأمريكان و الصهاينة ، بهذا المعنى فهو يستحق الثورة عليه بكل المقاييس الأخلاقية و الثورية إلى جانب أن هناك شعور بأن هذا النظام قد فقد موجب بقاءه و ديمومته لاعتبارات اقتصادية، سياسية بحيث أصبح من الواجب أن يتزحزح هذا النظام و يتغير حتى لا يفقد الشعب صيره تماما و يصار إلى ثورة أهلية من شانها أن تعرض الكيان البحريني إلى التفتيت و الفتنة الداخلية ، ثانيا ، أن الثورة الشعبية في البحرين هي ثورة سلمية تنادى بمطالب شعبية محقة تماما حتى لو حاولت منظومة الإعلام الخليجية الفاسدة التعتيم و المغالطة و نعتها بكل النعوت الكاذبة التي تعودنا عليها ، ثالثا ، أن تدخل النظام السعودي بما يسمى قوات درع الجزيرة ، هو تدخل له دلالات سياسية واضحة أهمها وجود حالة من الارتباك و الهلع داخل السلطة السعودية الشمولية الإرهابية حيال وصول رياح التغيير إلى نوافذ الحكومة السعودية ، ثم أن النظام البحريني نفسه قد فقد مبررات تواصل وجوده بعد أن تعامل مع هذه الثورة الشعبية بكامل القسوة الأمنية و بكثير من الازدراء و الوحشية .
]لعله من المثير أن المملكة السعودية و بعض دول الخليج المشاركة في المؤامرة على سوريا تحت عنوان نصرة تطلعات الشعب السوري هي نفسها التي ترفض نصرة تطلعات الشعب البحريني ، و لعله من المثير أن نفس منظومة الإعلام الخليجية التي تتحدث عن ثورة في سوريا هي نفسها التي تتحدث بكثير من السلبية و التهميش عن الثورة في البحرين ، و لعله من المثير أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية ” الراعية ” الرسمية لحقوق الإنسان في العالم كما تتبجح يوميا و من وراءها العميل بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة ، لم تكلف نفسها عناء التحقق من جرائم النظام و من تعمده قتل المتظاهرين و الاعتداء على المحرمات الدينية إلى ذلك من التعذيب و الترهيب و سحل المتظاهرين و المس من أعراضهم بصورة يندى لها الجبين .
لماذا لا يقف الشعب الخليجي برمته مع الثورة البحرينية مع أنها ثورة سلمية تؤسس لحراك ايجابي داخل المجتمع الخليجي ؟ هناك عوامل متعددة أهمها حالة ” الكسل” الذهتى الخليجي الرافض للتغيير ، ثانيها ، أن السلطة الإعلامية و المؤسسة الدينية قد سيطرتا على العقل الشعبي الخليجي بشكل دفعته إلى الخوف من الخروج على النظام ، ثالثها أن عدم نجاح الربيع العربي و افرازات ما يحصل في المغرب العربي قد دفعت بالكثيرين إلى شيء من السكينة و التعقل خوفا من القفز في المجهول ، لكن في مطلق الأحوال ، فان هناك حالة فرز صحية بطيئة تحصل و هناك حالة من الاعتراف بكون التغيير يجب أن يحصل في الخليج ، هذا ما نلمسه في عديد القراءات السياسية للأحداث و في عديد المواقف التي تعارض السلطة في البحرين ، و هي مؤشرات مهمة ستتصاعد مع الوقت و لعل سقوط المؤامرة في سوريا ستكون له انعكاسات إيجابية على رغبة الشعوب الخليجية في التخلص من هذه الأنظمة الفاسدة لأنه من المؤكد أن ما حصل في سوريا ستكون له ارتدادات كثيرة.

» بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير : بقاء القواعد العسكرية الغربية يعني إستمرار الديكتاتورية وقمع ثورة 14 فبراير
» متجدد تغطية آحدآث 13 مآرس 2013 ثورة البحرين
» ذكرى ثورة البحرين بين إنصاف الإعلام المقاوم ومصادرة الأهداف!
» كتب محمد صادق الحسيني : ماذا لو قرر العالم تسليح ثورة البحرين ؟!
» التقرير الصادم.. تعرفوا على «ثورة» سوريا الوهابية