«يديعوت أحرونوت»: اسرائيل بدأت تظهر الندم وحاليا الكل يطمر رأسه بالتراب على أمل أن تمر هذه الحادثةقال المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت احرونوت” الصهيونية أليكس فيشمان أن من خطط لعملية الاغتيال في الجولان لم يكن يحلم بهذا النجاح الكبير، إذ أنه بصاروخين تم اصطياد ثلاثة عصافير بضربة واحدة: ضرب السيادة السورية، وضرب رمز لحزب الله وتصفية جنرال ايراني. بمعنى آخر إن كل محور الشر من ايران الى سوريا وحزب الله قد تلقى دفعة واحدة ضربة مؤلمة تسببت باحراج كبير.
واضاف فيشمان انه لا عجب أن لا يساور القلب شك بأن منفذي عملية التصفية لم يعلموا تماما من يتواجد داخل الموكب الذي تم مهاجمته. يمكن الافتراض ايضا أنهم خططوا لتصفية قائد منطقة الجولان في حزب الله جهاد مغنية ومساعديه، لكن حقاً من غير المؤكد أنهم كانوا يعلمون على الوجه الاكيد أن بين المجموعة ايضا جنرال ايراني كبير في الحرس الثوري.
في الواقع يمكننا أن نأمل بأن المنفذين لم يعلموا، والا غير ذلك يوجد هنا مشكلة في التفكير الاستراتيجي.
وتابع فيشمان على ما يبدو تم التخطيط لعملية تكتيكية على الحدود من اجل احباط هجوم، لكن النتيجة محرجة. وليس فقط “اسرائيل” تلتزم الصمت، بل ان كل وزارات الخارجية في العالم يلتزمون الصمت! وفي الوقت الراهن الكل ينحني ويطمر رأسه بالتراب على امل أن تمر هذه الحادثة، أما اذا حصلت عاصفة معينة، من جهة ايران وسوريا وحزب الله أو الثلاثة معا فيأملون أن تكون قصيرة؟
ولفت فيشمان الى أنه من الواضح جليا عندما تعلن ايران بشكل علني عن شهدائها ودفن جهاد مغنية في جنازة مهيبة، في ذلك رسالة للرأي العام المحلي والعالمي: نحن ننوي الرد… وحينها كل اللاعبين يستجمعون قواهم ويدخلون في حالة استنفار: بما في ذلك الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة في جنوب لبنان والجيش الاسرائيلي يعزز قواته في الشمال.
وشددت الصحيفة على انه رغم تعلميات المجالس المحلية للمستوطنين في الشمال بمواصلة حياتهم الاعتيادية، إلا ان التوتر ما زال قائما، ففي مستوطنة شلومي أمروا بفتح الملاجئ في المؤسسات التعليمية والمباني العامة رغم عدم تلقيهم اي تعليمات بهذا الخصوص.
أحدى المستوطنات القاطنة في مستوطنة المطلة قالت انه لا يوجد لدي ادنى شك بأنه سيحصل رد. أنا لا اعرف في البلاد ام في الخارج لكن الرد سيأتي.
واردفت الصحيفة ان من يعرف الديناميكية الاقليمية ويعرف قدرات حزب الله في الانتقام، يجب ان يأخذ بالحسبان عملية من هذا النوع. ورد (السيد) نصر الله في النهاية سيأتي وكما يبدو سيكون مغايراً ومؤلما.
الخشية الاساسية في “اسرائيل” هي ان خطوة من هذا القبيل من الممكن أن تجر “اسرائيل” الى ردود قاسية حتى وان كانت لا ترغب في ذلك.
وخلصت الصحيفة الى ان الهدوء الذي تم المحافظة عليه حتى الآن على طول الحدود مع لبنان لا يشير الى ما هو آت، وهذا ما يجب ان نقوله بكل وضوح: احتمالية وقوع حرب في الجبهة الشمالية قائمة وهي لن تكون مشابهة للعملية التي حصلت في الصيف الفائت خلال العدوان على غزة.
وفي الجيش يعملون على ملائمة التوقعات لدى سكان الشمال للتوصل الى تفهم لطبيعة التهديد الذي تتعرض له الجبهة الداخلية وهو سقوط 1000 صاروخ في اليوم.