لهذا السبب انشقت «كتيبة ابو ضهور» عن «النصرة»حسان الحسن – موقع المردة
لا تطورات ميدانية جديدة تذكر في سورية، أو تغييرٍ في المعادلات العسكرية القائمة على الأرض، وأبرز ما آلت إليه الأمور، هو توسيع رقعة إنتشار الجيش السوري في محيط مطار “دير الزور”، وانسحاب “جبهة النصرة” من القرى المجاورة لمطار “أبو ضهور” في شرق حلب في اتجاه ريفها الشمالي، بعد فشل هجوم مسلحي “النصرة” الأخيرة على مدينتي “نبل” و “الزهراء”، الذي أدى أيضاً الى بروز إنشقاقات داخل “الجبهة”، نتيجةً لتبادل الاتهامات بين قادتها بالمسؤولية عن الهزيمة في هاتين المدينتين، أفضت في نهاية المطاف الى انفضال “كتيبة تحرير أبو ضهور” عن “النصرة”، على ما تؤكد مصادر ميدانية متابعة.
وفي التفاصيل، قبل وصول العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة، مرةً جديدةً حاولت “النصرة” اقتحام مطار”أبو ضهور” العسكري، الذي يعد من أبرز مطارات التدريب لدى القوات الجوية السورية، غير أن الكتيبة العسكرية المولجة حمايته، تمكنت من صد الهجوم، وإبعاد المسلحين عنها، كما حصل في المحاولات المتكررة السابقة، بحسب المصادر التي لفتت إلى أنه بعد فشل الهجوم الأخير، طافت على سطح الماء الخلافات بين متزعمي “النصرة” في شأن مسألة تحديد المسوؤلية عن الهزائم التي منيوا بها، وكان من أبرز نتائج هذه الخلافات انسحاب مسلحو “الجبهة” من محيط “أبو ضهور” في اتجاه شمال حلب.
وما عزز أيضاً تعميق الشقاق بين المسلحين، هو فشل محاولتهم المتكررة لاقتحام مدينتي “نبل” و “الزهراء” المحاصرتين منذ أكثر من عامين في شمال شرق “حلب”، لا سيما المحاولة الاخيرة في الأيام القليلة الفائتة.
وبعد استمرار مسلسل الفشل المستدام في محافظة “حلب”، تطورت الخلافات الى انشقاقات بين المجموعات المسلحة، وبالتالي انفصال “كتيبة تحرير أبو ضهور” عن “النصرة” تؤكد المصادر.
وفي الشرق، تمكنت كتيبة حماية “مطار دير الزور” من التوسع الى بعض المناطق المحاذية له، وبالتالي تعزيز الطوق الامني للمطار، الذي تعرض أيضا لهجمات عديدة ومحاولات اقتحام من تنظيم “داعش”، باءت كلها بالفشل، كذلك أسهم صمود الجيش السوري في المطار، إضافة الى الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي في المقلب الثاني من الحدود، في تأليب مزيد من عشائر “الدير” على “التنظيم”، وهي مؤهلة للتطور، على حد قول المصادر.
وعند الكلام عن الشأن الميداني، كثيرون يطرحون هذا السؤال “لماذا لم تستعد القوات السورية مدينة “جوبر” في “ريف دمشق” حتى الساعة، رغم ورود معلومات عن قرب استعادتها”؟
رداً عن هذا السؤال، يعتبر مصدر سياسي سوري أن استعادة “جوبر” و “دوما” لن ينهي الازمة الراهنة، مشيراً الى أن توغل الجيش السوري في عمق المدينة المذكورة، أبعد خطر سقوط قذائف “الهاون” عن العاصمة دمشق، ومؤكداً أن عودة “جوبر” الى كنف الدولة بالقوة، سيرتب نتائج اجتماعية كارثية على كاهلها، كتدمير المباني السكنية، وتهجير المواطنين، إضافة الى حرص القيادة العسكرية الشديد على أرواح الجنود وسلامتهم.
ويلفت المصدر الى أن اهالي المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين ضاقوا ذرعاً من الممارسات الميليشيوية، بدليل انطلاق التظاهرات المنددة بهم في حي “الوعر” في “حمص” وفي مدينة “دوما” في ريف دمشق على سبيل المثال.
كذلك تشهد هذه المناطق صراعات بين الفصائل المسلحة المتعددة المنتشرة فيها، و”قد تسهم هذه الصراعات وموجات الاحتجاجات الى خروج المسلحين من مناطق نفوذهم، لاسيما في ضوء عدم توّفر بيئة حاضنة لهم، برأي المصدر.
وبالانتقال الى الشأن السياسي، وتحديداً عن “لقاء موسكو” المرتقب الذي من المفترض أن يجمع ممثلين عن الحكومة والمعارضة في الاسابيع المقبلة، لا يعوّل المصدر على نتائج كبيرة جراء انعقاد هذا اللقاء، معتبراً أنه قد يشكّل بداية مسار لحل سياسي للازمة، وسيؤدي أيضاً الى انقسام بين صفوف “المعارضة” المرتبطة بالخارج، بين مؤيد ورافض للمشاركة في اللقاء.