لهذا السبب تشكل جناح جديد للمعارضة السورية..!!

لهذا السبب تشكل جناح جديد للمعارضة السورية..!!

من قطر وبالقرب من حمد بن جبر آل ثاني، قال كيري إن أي حل في سورية سيكون وفق مقررات مؤتمر جنيف، ومنذ أكثر من عام أدرك الأمريكي أن حربه في سورية فشلت، ولكن من يستطيع في واشنطن أن يعلن نهاية الحرب ويدفع تكاليف الهزيمة، علماً بأن واشنطن لاتزال تدفع ثمن الهزيمة الصهيونية في لبنان، وثمن هزيمتها في العراق، وبدأت تدفع ثمن الهزيمة في سورية قبل أن ينجلي غبار الحرب؟!.

في "جهينة نيوز" كتبنا سابقاً عن حقيقة صراع أنابيب الغاز، واليوم تتكشف حقيقة الصراع علناً، ففي سورية دفن الحلم الأمريكي بتزويد خط نابوكو بالغاز عبر شواطئ المتوسط، وفي لبنان دفن الحلم الأمريكي بوضع اليد على ثروات لبنان في المتوسط، وفي سورية بدأ الأمريكي يهزم قبل أن ينسحب من أفغانستان، وسيد البيت الأبيض الذي كان حين يرفض مشروعاً تحت الطاولة ينتهي المشروع، اليوم يعلن فوق الطاولة معارضته لخط الطاقة الإيراني إلى باكستان وما من مجيب، حيث إن باكستان أهم حليف للأمريكي لمس الهزيمة الأمريكية، وسار بالمشروع الإيراني، وقال السفير الأمريكي في باكستان حرفياً: "الولايات المتحدة لا تؤيد فكرة بناء خط الغاز إيران- باكستان، ولكنها تدعم تنفيذ مشروع هام آخر للطاقة وهو خط الغاز تركمانستان– أفغانستان– باكستان– الهند". وأضاف: إن الإدارة الأمريكية على علم بأزمة الطاقة الحادة التي تواجه باكستان ومستعدة لتقديم الدعم والمساعدة لهذا البلد"، ولكن كيف لواشنطن أن تساند باكستان بالطاقة، هل توقف الغاز القطري عن بريطانيا وترسله إلى باكستان، علماً بأن باكستان تدرك تماماً أن الأمريكي حين يفشل بعد 11 سنة حرب في أفغانستان، وقبلها خمس سنوات مفاوضات مع طالبان، في مد خط الغاز الذي يقاتل لأجله من تركمانستان لن يتمكن من مده مع بدء الاستعداد للهزيمة في العام القادم والخروج من أفغانستان، فضلاً عن معارضة روسيا وإيران لأي اقتراب أمريكي من وسط آسيا، وبالتالي بدأ العالم يدرك أن الأمريكي هزم في معركته رغم كل النيران المشتعلة.

ولكن الأمريكي لازال يصعد في سورية، ويحاول التغطية على كل إنجاز للجيش العربي السوري، ويتصرف بجنون، في حين كل يوم يمر يحشر بالزاوية ويفقد من جديد أوراق تفاوضه، فالتصعيد في سورية، لم ينتج نهاية لأزمته في أفغانستان، ولم يوقف مشروعاً إيرانياً باكستانياً هندياً سيكون مقدمة ليس لخروج الأمريكي من أفغانستان فحسب، بل لخروج الأمريكي من آسيا، ولم يضع حداً للخلاف حول الموازنة الأمريكية، ولن يضمن الأمن للكيان الصهيوني، ولم يحصد أي نتيجة من الفوضى التي زرعها في شمال إفريقيا بل على العكس تماماً وقع الأمريكي في الفوضى التي صنعها بشمال إفريقيا.

وبحسب مصدر مقرب من دوائر القرار في موسكو، فإن الأمريكي أدرك عواقب دعم الإرهاب الدولي، وأصبح على قناعة بأن التصعيد في سورية أياً كان لن يقابل بتنازلات، وبأن التفاوض هو المسار الوحيد لحل أي نزاع روسي أمريكي، وليس في وارد أي طرف التفاوض تحت النار، وأدرك الأمريكي أن ترك الأرض للقوي سيخرج واشنطن خاسرة من كل المعارك وخصوصاً أن جنودها في أفغانستان على أعتاب عمليات الربيع القادم، وهذا ما يؤكد أن كل الاتصالات الأمريكية الروسية أصبحت تتمّ بمبادرة أمريكية، وليس روسية، فضلاً عن بدء فرض سياسة الأمر الواقع في كل الملفات بما فيها الأزمة السورية حيث أنجزت سورية قسماً كبيراً من تشكيل قوات الدفاع الوطني، التي لن تكون جزءاً من حل الأزمة فحسب، بل ستكون جزءاً من أمر الواقع الذي سيفرض بعد نهاية الأزمة السورية.

وأضاف المصدر الروسي بأن خطوط الحل قد وضعت بحيث ستتمثل المعارضة السورية بهيئة التنسيق وبعض الشخصيات المعارضة المعتدلة.

وعن التصعيد الأخير في محافظة الرقة أشارت مصادر إلى أن هذا التحرك لا يفيد الأمريكي سوى بإطالة عمر الأزمة السورية، وتوجيه ضربات للاقتصاد السوري ولكن مثل هذا الحراك لا قيمة إستراتيجية له سوى دفع مقاتلي "جبهة النصرة" إلى الموت في سبيل التفاوض، كي لا تفاوض واشنطن بيد فارغة، وخصوصاً أن سورية تتعامل مع أزمتها على أن الحل الخارجي مستبعد، وهو تحرك طبيعي بعد الضربة التي وجهتها القوات المسلحة للعصابات في مدينة حلب وشمال مدينة حماة، ويؤكد المصدر أن الأمريكي توقف عن التفاوض مع سورية في الشأن الداخلي السوري وأدرك باستحالة هذا التفاوض، وأي حوار مرتقب هو على الملفات الإقليمية وبشكل خاص الملف اللبناني الذي لن تغامر واشنطن بالذهاب فيه إلى انتخابات لبنانية دون التنسيق مع سورية، فضلاً عن تحريك مرتقب لعملية السلام والملف التركي والسعودي.

وبالتالي تشير المؤشرات إلى أن سورية تمكنت من خلق وابتكار وسائل لقلع شوكها بيدها، وما نتج عن بدء تشكيل قوات الدفاع الوطني أعطى نتائج مذهلة في عدة مناطق، ومشجعة وخصوصاً أن حمص حيث نواة الدفاع الوطني بدأت منها أصبح ما يقارب من 80% من هذه المحافظة يعيش حياة طبيعية تماماً وانتهى زمن التطهير أكثر من مرة لأي منطقة، وبدأ تعميم التجربة التي أدت إلى تأمين الكثير من المناطق، وبالتالي سورية خلقت في الوقت المناسب تماماً وسيلة الذهاب إلى حل وهذا ما دفع واشنطن لتفويض روسيا ببدء الحل السياسي، بالشروط السورية والتي من نتائجها سيكون هناك معارضة جديدة تضم هيئة التنسيق وشخصيات معتدلة تقبل بها دمشق، وهو ما أكده لنا المصدر الروسي.

والهجوم الأخير على الرقة سببه المباشر هو استباق تشكيل وتدريب قوات الدفاع الوطني وبالتالي بدء فرض أمر واقع قبل الدخول في التفاوض، ولهذا يمكن القول إن الحل في سورية أصبح على مسارين، إما أن تقوم سورية بقلع شوكها بيدها وأثبتت بأنها قادرة أو البدء بحل سياسي، وهذا ما يفسر قيام الأمريكي ببدء الاتصالات مع روسيا، ومن هنا يمكن الجزم أن مسار الحل قد انطلق، وكل يوم يتأخر فيه الحل الأمريكي سيخسر ورقة جديدة، حيث إن واشنطن يمكنها خلق البلبلة في أكثر من مكان ولكن كل يوم يمر هناك تشكيلات جديدة من الدفاع الوطني تنزل للشارع، ولهذا واشنطن مرغمة على السير بالحل وليس حباً بحقن الدم السوري، لأن الوقت لازال للساعة لصالح دمشق ويخشى أن تصحو واشنطن على أمر واقع لن ترغب به مطلقاً!!.

» لهذا السبب الصغير سقط الحل السياسي للأزمة السورية
» مجلس جديد للمعارضة السورية يولد اليوم بحضور أمير قطر
» لهذا السبب فتحت معركة “كسب”
» "انشقاق" جديد في صفوف مسلحي المعارضة ...فما هو السبب"!..
» لهذا السبب اختار الفدائيين كنيس “هارنوف”