عسراوي: نؤيد الحلّ السياسي للأزمة هدف أميركا في المنطقة هو مصالحها ودعم الكيان «الإسرائيلي»

عسراوي: نؤيد الحلّ السياسي للأزمة هدف أميركا في المنطقة هو مصالحها ودعم الكيان «الإسرائيلي»

حاوره سعد الله الخليل
في زحمة التطورات السياسية والأمنية الدولية، تستعد موسكو بهدوء لاستضافة اللقاء التشاوري السوري بمن حضر للبحث في حل الأزمة السورية. فبعد أن حسمت معارضة الخارج أمرها بمقاطعة اللقاء، تباينت مواقف معارضة الداخل بين رافض للمشاركة ومؤيد لها. وبين من ينتظر إجابات موسكو على تساؤلاته لحسم أمره.

مواقف هيئة التنسيق المعارضة من المبادرة الروسية وآفاق انعقاد اللقاء التشاوري وإمكان مشاركة الهيئة في اللقاء، كانت محور لقاء صحيفة «البناء» وشبكة «توب نيوز» مع عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق المعارضة أحمد عسراوي الذي أعلن أن الهيئة تنتظر «إجابة وزارة الخارجية الروسية على رسالتنا المرسلة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنبدي موقفنا من المشاركة أو عدمها في لقاء موسكو». وأكد أن «نجاح مشروع روسيا مرتبط بجدول الأعمال وبنود الاتفاق التي يمكن أن تُطرح».

وعوّل عسراوي على الدور المصري في حل القضايا العربية لا سيما الأزمة السورية، معتبراً أن «مصر لها دور طبيعي في حل مشاكل الأمة»، متمنياً «نجاح الجهود المصرية التي لم تنغمس في الأزمة السورية، خصوصاً في الوضع العسكري».

أشار عسراوي في بداية اللقاء إلى أن العمل جارٍ منذ أشهر عدة من أجل عقد اللقاء التشاوري في موسكو، وقال: «كنا وما زلنا نريد أن يكون لقاءً لكل قوى المعارضة السورية الديمقراطية المؤمنة بالحل السياسي التفاوضي، والتي تنبذ العنف ولا تقبل بالحل العسكري».

وكشف عسراوي أن هيئة التنسيق الوطنية قد التقت مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قبل إعلان الدعوة في شكلٍ واضح، وقال: «تقدمنا إليه برؤيتنا لإنجاح اللقاء، وأن ترسل الدعوات إلى سائر القوى الديمقراطية والاتفاق على شكلٍ سياسي يمكن أن يكون لقاءً تمهيدياً لإيجاد مناخات زرع الثقة بين الأطراف، وهذا يتطلب التعاون، والسماح بإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة الأمر الذي يمهد لنجاح أي لقاءٍ تفاوضي قادم».

وأشار عسرواي إلى «أننا ننتظر إجابة وزارة الخارجية الروسية على رسالتنا المرسلة من المنسق العام للهيئة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنبدي رأينا الواضح والصريح في إمكان المشاركة في لقاء موسكو».

وأضاف: «هذه هي القضايا التي نريد إدراجها على جدول الأعمال حتى يتم اللقاء، أما أن يذهب عناصر الهيئة إلى موسكو للجلوس وأخذ الصور فهذا ليس مطلبنا».

وأكد عسراوي أن «فشل مؤتمر جنيف يعود إلى عدم الإعداد له في شكلٍ صحيح، فلم يوضع له جدول أعمال، إضافة إلى أن الأطراف التي ذهبت كان يجب أن تمثل سائر الجهات والأطراف».

ولفت عسراوي إلى أن «القوى الديمقراطية في المعارضة السورية تبدي آمالاً كبرى على المشروع الروسي، لأنه على الأقل، ليس لروسيا مصالح استعمارية في بلادنا، وإنما هي حليفة للنظام، ونحن في هيئة التنسيق الوطنية نشكر الروس لأنهم يفكرون في إيجاد حلّ سياسي في البلاد بمعزلٍ عن تحالفهم مع النظام في سورية، وكل من يعمل على وقف هدر الدم السوري هو محل شكرنا، متمنياً النجاح لمشروع روسيا».

ولفت عسراوي إلى «غياب التنسيق بين الروس والمصريين والأميركيين، علماً أن التداخلات في الأزمة السورية أصبحت عالمية وإقليمية معاً، وأن المصريين يأخذون في الاعتبار المواقف التي تتبناها أميركا وروسيا من هذا الموضوع». وتابع: «نحن ننظر إلى مصر كإقليم قاعدي في الأمة ولها دور طبيعي في حلِّ مشاكلها». وتمنى نجاح الجهود المصرية التي لم تنغمس في الأزمة السورية ولا سيما في الوضع العسكري»، مؤكداً أنها «تقف على الحياد بين النظام والمعارضة، وهي الأقدر على إنجاح الحل السياسي في سورية، وما أراحنا خلال اللقاء الأخير في القاهرة هو الكلام المصري عن عدم التدخل في أي قرار سوري، وإنما المساعدة على إنتاج القرار السوري الوطني المؤدي إلى نجاح العملية التفاوضية».

وأكد عسراوي أننا في هيئة التنسيق الوطنية لا نبني آمالاً على الحسم العسكري، وبالتالي فإن «أي تدخل في الأزمة عسكرياً هو ليس لمصلحة الشعب السوري».

لا صداقة أميركية للعرب

وأشارعسراوي إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية لم تكن في يوم من الأيام داعمة لمشروع التحرر الوطني في بلادنا، فهي لها مصالح أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في شكلٍ صريح، وأن هدفه في الشرق الأوسط هو مصالح أميركا ودعم الكيان الإسرائيلي».

وتمنى عسراوي فشل أي مشروع يستكمل التدمير في البلاد، مؤكداً أن «هيئة التنسيق الوطنية ليس لها أي فصائل مسلحة، ولا تدعم أياً من الفصائل المسلحة».

واعتبر أن «الوحدة مطلوبة لمواجهة كل القضايا العالمية، فنحن لا نبني مواقفنا على الموقف الأميركي أو غيره»، داعياً إلى الدفع باتجاه وحدة عربية شاملة تحقق مصالح الأمة وليس مصالح الحكام».

ورأى أن «الأزمة السورية ذات جناحين، أولهما شعب محق بمطالبه في التغيير الديمقراطي، والثاني الصراع المرتبط بالمشروع الاستعماري في المنطقة والذي سيبقى موجوداً مع هذا النظام أو ذاك فهو صراع على المصالح»، مشيراً إلى أن «الحل بالنسبة الينا هو سياسي تفاوضي ينتج لنا نظاماً وطنياً ديمقراطياً يتعاون مع الأنظمة العربية التي يمكن أن تكون أنظمة جيدة وديمقراطية في مصلحة الأمة»، مشيراً إلى انه «لا يتوقع تصعيداً عسكرياً في المنطقة».

الرسول لا يحتاج من يدافع عنه

ورداً على استهداف صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية قال عسراوي: «لا نتمنى عودة أحداث 11 أيلول 2001 التي ما زالت الشكوك تحيط بها حتى هذه اللحظة، وأي عملية قتل لأي إنسان في أي بقعة من بقاع الأرض هي جريمة ضد الإنسانية»، مشدداً على أن «الرسول محمد لا يحتاج إلى من يدافع عنه ولا يستطيع أحد التأثير على سمعته».

» خالد رواس: تسويق مصطلحات الطائفية للأزمة السورية يخدم بالدرجة الأولى الكيان الإسرائيلي
» الحلّ السعودي للأزمة اليمنية بـ«نكهة» سورية
» أردوغــان يؤكد ان روسيا تحمل مفاتيح الحلّ للأزمة في سوريا ..إيران ليست في وضع يخولها حمل المفتاح بعد الآن!
» وحده الحسم الأميركي في كوباني يحسم الحلّ السياسي في سورية
» الخارجية الصينية: الحلّ السياسي هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية