تحدث رئيس شبكة توب نيوز الإخبارية في برنامج "ستون دقيقة مع ناصر قنديل" مؤكداً أن عام /2015 /م سيكون عام السياسة بامتياز مع نهاية الحروب الكبيرة على حساب التسويات الكبيرة ، ونهاية التسويات الصغيرة على حساب الحروب الصغيرة ، بمعنى أن الحروب لن تتوقف ولكنها ستصغر ...
منوهاً أن الحرب الكبيرة التي كانت حرب كسر عظم والتي كان يراهن عليها الأمريكي هي الحالة التي تمثلها سورية ، لافتاً أ، بداية العام /2015 /م هو الموعد لنهاية الحرب الكبرى وبدأ التسويات الصغيرة التي نشأت مع الاحتياجات ، ولكنها نهاية المواجهات الكبرى التي انتهى زمانها ، للدخول في التسويات الكبرى وبدأ الحروب الصغيرة ....متسائلاً لماذا تذهب أمريكا إلى التسويات الكبرى ؟..
أن التسوية بمفهومها الكبير تعني الانخراط بتفاهم بموجبه يكون من الواضح أن إيران تلعب دوراً مركزياً بالتنسيق مع الغرب وأمريكا وحلفائها ، إي بتطبيع العلاقة الإيرانية السعودية والإيرانية التركية والسورية السعودية والتركية السورية والإيرانية التركية ، وملف الرئاسي في لبنان بإنتاج دفتر شروط يرضى عنه حزب الله وعندها يتمدد في الموضوع الفلسطيني ، هل نحن أمام مشهد تسووي أو ربط نزاع ، ...
مضيفاً أن مفهوم التسوية الكبرى ستكون ولادتها صعبة وكلفتها عالية ، وان التسويات الصغيرة تسير بانتظام لإعلان نهاية الحرب ...
فعندما يسترد الوضع في سورية قوته وعندما إيران تصبح جزء من المعادلة الإقليمية، ضامنة لاستقرار العراق وأفغانستان ، وعندما تتصل إيران والصين وروسيا بعد الخروج الأمريكي من أفغانستان نكون أمام سؤال ؟ ماذا سيكون حال إسرائيل التي هي في خطر بسبب تداعيات الوضع الفلسطيني بداخلها ، فهي لاتملك حل عسكري للقضية الفلسطينية يضمن هدوئها لعقود ، ولاحل سياسي يرضي الفلسطينين ويقدم لهم بديل عن المقاومة ، وهم في كلا الحلين استحالة ، فلابد من المواجعة المفتوحة التي ستؤدي إلى تآكل إسرائيل والتنامي في ظاهرة المقاومة ، وهذا سيؤدي إلى تشظي إسرائيل كمشروع سياسي وأمني وعسكري ...
وأضاف قنديل بأن هذا السؤال يٌحال إلى الوضع بالنسبة للسعودية ، فبسبب تهديد داعش وما يترتب عليه من أن يصبح حالة مرعبة ومنفجرة ، لأن الأرهاب حينها سيكون مدعوم ب 10 ملايين برميل يومياً ....
وأيضا ينجر السياق على تركيا التي تنكفئ من الإقليم بسبب الفشل ، وأنها قد تشهد متغيرات داخلية للتوائم مع الوضع ....
فهذا كله سبب للتباطؤ الأمريكي وداعياً لإنهاء زمن الحرب الكبيرة والذهاب بالحروب الصغيرة ، وانجاز التسويات الصغيرة استعدادا للتسويات الكبيرة ، فهي ضعيفة أمام خيار يحتاج إلى ثمن ...
أن روسيا تملك من الواقعية لدرجة تستطيع أن تدير الملفات بدون تدمير التسويات
مشيرا انه بالمقابل هناك أمام أمريكا قوة صاعدة أسمها " روسيا " ..
فعند ذهاب الأمريكي لترتيب تسويات في عدة ملفات ، هذا يعني ذهابه للاعتراف بمنظومة دولية جديدة ، بقيم ومعايير في العلاقات الدولية مختلفة عن تلك التي كانت في مرحلة السعي الأمريكي للتفرد الآحادي ، وتختلف عن التي كانت في الحرب الباردة ، وهذا يعني إنشاء نظام عالمي جديد ، فلا نستطيع أنشاء نظام إقليمي جديد بين مثلثين هما ( سوريا ـ إيران ـ حزب الله ) مقابل ( إسرائيل ـ تركيا ـ السعودية ) بدون إنشاء نظام دولي جديد فيه أمريكا وروسيا على الأقل ، وفيه الصين وفرنسا وبريطانيا ....
لافتاً أن طبيعة العلاقة بين روسيا وأمريكا ، تمتلك فيها روسيا من الواقعية لدرجة أنها تستطيع إدارة الملفات بدون تدمير التسويات ...
فهي تدير الملفات دون التخلي عن حقها في أن تكون دولة تعُامل بطريقة الند بالند في مواجهة أمريكا ، في مقابل أمربكا التي ترى أن التسليم بهذه المكانة يعني خسراناً كبيراً في موضوع المصالح ، وهذا سينعكس في أي ملف في العالم ، وهو ماتحاول أمريكا تفاديه بالذهاب إلى العقوبات والتصعيد الاقتصادي ....
فالكلام عن ضم " أوكرانيا " إلى حلف الأطلسي ، وشبكة الدرع الصاروخي قابله إعلان روسي عن خطوات مقابلة ، مؤكداً إلى أن هذا الوضع سيزداد ....
لكن هو منفصل عن صناعة التسويات إلى أن ينضج معاً نظام إقليمي جديد ونظام دولي جديد بينهم كباش ليس أمنياً وعسكرياً وليس أستئصالياً وجذرياً ، وهذا لابد من إيضاحه ...
فالسياسة الدولية لاتصنعها الصفقات بل يصنعها التسليم بالحقوق
موضحاً أن نصف المشهد " الأمريكي ـ الروسي " هو اشتباك ونصفه الآخر هو انخراط ، لان الكثير من الناس فندوا قدوم " بوغدانوف " هو تخلي روسي وشعور بالضيق بسبب العقوبات وسعي إلى تسوية بأي ثمن ، لكن هذا المشهد معكوس فروسيا أكثر تشدداً وتصلباً في مواجهة الطلبات الأمريكية من أي وقت مضى ، وهذا بقوة الثبات الذي جعلها شريكاً في حل الملفات ، فهي تعرف أن قرار المواجهة هو من منحها هذا الدور ....
فالرئيس "بوتين" تحدث من منبر هام وهو " جمعية إتحاد البرلمانات في دول الأتحاد الروسي " ليقول : .....
نحن لانضحي بموضوع سورية وإيران ، ومن يقول ذلك فهو يصور الأمر بطريقة تأليب الناس ، فنحن نخوض معركة أثبات دورنا على الساحة العالمية ، لأنه من المهانة أن ترتضي دولة مثل روسيا بمعاملة درجة ثانية ، فبالمقارنة بين روسيا وإمكاناتها ومقدراتها الجغرافية والبشرية وبين دول أخرى ، نرى أن تفريط بهذه المكانة هو تفريط بالكرامة الوطنية ، وروسيا لن تفرط بها " وهي الرؤية الأولى في قرار المواجهة ....
وهي مقاربة طرحها الرئيس بوتين ، تعني بالمضمون أنه يوجد دول مثل سورية وإيران تشبهنا وتدافع عن كرامتها الوطنية ،
وهم شركاء لنا في تقسيم الجهد الأمريكي الذي كان مخصص للمواجهة معنا ، وهذا مصدر فائدة لنا ، فنحن لانرى في شراكتنا معهم دفع لجزية او ضريبة من أجل أن يكون لنا نفوذ هنا وهناك ، بل العكس هو الصحيح فنحن نستفيد لأننا لانطلب نفوذاً
فالرؤية الإستراتيجية لروسيا هي الذهاب إلى المزيد لبلوغ الحقوق ، فالسياسة الدولية لاتصنعها الصفقات بل يصنعها التسليم بالحقوق ونحن أصحاب حق لن نتنازل عنه ...
إن روسيا التي تتطلع نحو الزعامة العالمية ، تعرف موجبات ومستلزمات هذه الزعامة
مؤكداً أن روسيا في الربع الأول من عام /2015 / م سوف تؤمن لسورية احتياجاتها الاقتصادية بالإضافة إلى السلاح النوعي الذي طلبه الجيش العربي السوري والذي أكد عليه الرئيس الأسد ، وهذا أن عنى شيئاً فهو يعني ضرورة أن يفهم المتابع أن روسيا وإيران وسورية مثلث قوة ، لايمكن للأمريكي الدخول على خط أسباب قوته والمراهنة على الفك بين أضلاعه الثلاث ، فهذا الحلف مدرك أن مصادر قوته تأتي من بعضه لبعضه الآخر ، وهو يحقق في الميدان انجازاته لأنه صادق ومخلص ، وأنه في السياسىة لايذهب إلى تفاهمات ثنائية يخون فيها الحلفاء .
لافتا أن روسيا التي تتطلع نحو الزعامة العالمية تعرف موجبات ومستلزمات هذه الزعامة ، وأن الصيغ الجامعة والتكتلات الكبرى هي الآلة التي يمكن أن تعمل في هذا الزمن ، وأن الجوهر في الموضوع هو أن روسيا تتطلع نحو عالميتها ، وبهذا السياق هي تنخرط مع قوى في تفاهمات حول المواجهة المشتركة بوجه مشروع الهيمنة الأمريكية ...
منوهاً أن روسيا تدرك أن المصداقية هي التي تمنحها صفة الدولة العظمى ، لأنه بصدقها مع حلفائها تستجلب حلفاء جدد بسبب النسبة الكبيرة من الدول التي ضافت ذرعاً بالهيمنة الأمريكية ...
فصدقها مع حلفائها سيجعلها مصدر مصداقية أمام الدول التي باعتها أمريكا عند أول منعطف ، وهذا ايضا ماشرحه الرئيس " بوتين " لدبلوماسييه لجهة أن روسيا تقدم مايطلبه الوضع من مصداقية لحلفائها ، فهي تعرف أن القوة العسكرية هي لإقامة التوازونات ، والقوة السياسية رأس مالها الأساسي هو المصداقية ...
وأضاف رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان أوراق القوة الروسية تأتي من قول روسيا للأمريكي بأنه لايمكن أن ينجح أي نوع أو مستوى من مستويات الأنخراط والتسوية الدنيا ، مالم يتم التأسيس في المستوى الأعلى الذي يصون ويواكب الصوت المسموع في المعادلة الدولية ....
فهي القادرة على تجمبع أوراق الكل لتصنيع بنك أوراق يسمح لها بانتزاع الكثير من الحقوق والاتفاقيات التي تستثمر على الأزدهار والمصالح المستقبلية مع الغرب ولكن بشرط أن يخرج تكتل دولي كبير ....
وهذا التكتل الدولي الذي تقوده روسيا نواته هي مجموعة " بريكس " ، مضيفاً أن هذا في الحقيقة غير كافي ، لأن المعارك التي تدور على مجموعة من الجبهات تستدعي قراءة خاصة وفهم من نوع خاص ...
فالجبهة الأولى التي تدور حولها مواجهة سياسية هي جبهة " الهويات " في المنطقة ، وفي قلبها أن روسيا لايُخجلها أنها تخوض معركة الدفاع عن الوجود المسيحي في الشرق الذي خانته فرنسا ، وهذا الوجود تملك له روسيا رصيداً بالملايين من المسيحيين ، وهذا دخول لروسيا في ملف حساس في الشرق ليصبح ملفها ...
مشيراً أن روسيا عندما تقارب مجموع الملفات هي تعرف أن الحروب التي تواجهها ، إحداها عسكرية بالرهان على التخويف بالدرع الصاروخية الذي ردت عليه روسيا بلسان الرئيس " بوتين" أننا نثق بقدرتنا وبقدرة سلاحنا ، وهي سترد عليه بدرع صاروخي أخر في أوروبا وأمريكا التي لم تعد تحتاج فيه إلى اليابسة
مضيفاً أنه حتى بالنسبة لدخول أوكرانيا في حلف الأطلسي ، لايسحب أوراق القوة من يد روسيا ، فهي تملك منها الكثير ، وان أوروبا ستدفع الثمن بهذه الحالة ، وهذا ماجعل أمريكا تدخل في حرب أسعار النفط بواسطة السعودية لإصابة كل من الموقعين المناوئين " إيران ـ روسيا " ، والتي ردت عليه روسيا بقول الرئيس بوتين بأننا سنلجأ إلى عفو مالي عن كل المخالفات المالية لرؤوس المال الروسي المهاجر وأستعادتها ، والتي قالت عنها غرفة الصناعة والتجارة الروسية أن الاتصالات بهذا الشأن قد بدأت ،...
والحيز الأخر هو القيمة المضتفة على السلع المستوردة التي تسمى " دعم البحث التكنولوجي وحماية البيئة " وهو مايقلل المستوردات وصرف العملة الصعبة وتعويم الصناعة المحلية مما يرتد على تحسن الاقتصاد ...
مضيفاً أن هذا بالنهاية سينعكس على السعودية التي تلعب لعبة " لحس المبرد" فهي تخسر أيضاً ، وليس لها قدرة احتمالية لإكثر من أشهر الربيع القادم ، لنشهد تجفيف الفائض وعودة سعر النفط على الأرتفاع مما يؤدي إلى تحسن الوضع الاقتصادي لكل من إيران وروسيا وغيرهم من الدول المنتجة والمصدرة للنفط ...
نحن أمام شراكة إقتصادية وإستراتيجية عسكرية روسية سورية قادمة
لافتاً أنه بالشق الخاص بسورية والنظرة الروسية نتحدث هنا عن محوريين أحدهم اقتصادي والآخر عسكري ......
فالشق العسكري بالقراءة الروسية هو الذهاب إلى الشراكة مع سورية لجهة الصمود الجيش العربي السوري وإثبات موجوديته بقدرته على التحمل والانتصار على عدة جبهات مما جعله مصدر إغراء لروسيا مستقبلاً وهو مما يفكر فيه فعلياً في الدوائر العسكرية الروسية .....
اما المحور الثاني فيتمثل بالشراكة الروسية السورية بدفع عجلة الاستثمارات والمشاريع والنمو الاقتصادي في مرحلة مابعد الحرب وإعادة الإعمار ، مضيفاً أنه ليس استغلاًلاً روسياً بل هو معادلة شراكة اقتصادية تمتد لسنوات ، حتى في المجال النفطي في المتوسط التي عرضت سورية أحرفه الأولى .....
خاتما حديثه أننا أمام شراكة إستراتيجية عسكرية اقتصادية روسية سورية ، ,أمام روسيا صاعدة تعرف كيف تفرق بين الملفات التي يجب أن تذهب فيها إلى التسويات ، وبين الملف المحوري الذي يحوي علاقة " الند للند " مع أمريكا والتي لاتساوم عليه روسيا التي قال عنها تقرير " بيكرـ هاملتون " ان الرعونة معها لاتنفع ، وأنه كما دفعت أمريكا في العراق وافغانستان ثمن عنجهيتها ، ستدفع الآن مع الفوائد بالشراكة الندية مع روسيا .