التفجيرات اليائسة لا تعدل الاتجاه :غالب قنديل

التفجيرات اليائسة لا تعدل الاتجاه

غالب قنديل

بدا من تفاعلات الحدث الذي هز دمشق صباح أمس أن فشلا جديدا قد لحق بالحلف الاستعماري الذي تقوده الولايات المتحدة وبأذنابه في المنطقة فقد فشلت عملية التفجير في تحقيق أهدافها المباشرة أمنيا بقدر ما كان الفشل كبيرا في تحقيق الغاية السياسية من وراء هذا التفجير والمتمثلة بحجب صورة التحولات الايجابية في الوضع السوري.

أولا: شهدت دمشق وعلى مدى أسبوع واحد لقاءين كبيرين لقوى وأطراف معارضة ركزا شعاراتهما على مبدأ رفض التدخل الأجنبي والدعوة لإلقاء السلاح والتمسك بالحوار والمصالحة.

يقدم اللقاءان شهادة قوية لصالح الدولة الوطنية السورية خصوصا وان الاجتماع الذي عقدته هيئة الإنقاذ برئاسة حسن عبد العظيم رفع سقف خطابه السياسي وهو حاول أن يتفادى مسبقا أي طعن من جانب المعارضة المرتبطة بالخارج التي شككت مسبقا في جدوى اللقاء و هاجمت منظميه وقد ظهر المعارض المعروف هيثم مناع وزملاء له على الشاشات ليدافعوا عن شعارات اللقاء وعن مبدأ انعقاده في دمشق ويتصدوا لجماعة مجلس اسطنبول وتنظيم الأخوان المسلمين الذين ردوا على اللقاء بأسطوانة التخوين وبالابتزاز السياسي الذي دأبت هذه التشكيلات المرتبطة بالخارج على ممارسته ضد جميع المعارضين.

ثانيا: أما اللقاء الثاني فقد ضم أكثر من ثلاثين حزبا وحركة سياسية وشاركت في تنظيمه جبهة التغيير التي لعب قطباها قدري جميل وعلي حيدر من الموقعين الحكومي والسياسي دورا متزايد الأهمية في الفترة الأخيرة.

هذا المؤتمر الذي عقد يوم أمس لقوى وطنية معارضة تطالب بالإصلاحات شكل مناسبة أيضا لافتتاح تحول جديد هو إعلان مجموعة كبيرة من ضباط وجنود ما يسمى بالجيش الحر عن قرارهم بإلقاء السلاح والعودة إلى حضن الدولة الوطنية السورية و هي ظاهرة تعبر عن خط جديد في التحولات السورية و سوف تتكرر على الأرجح و قريبا .

ثالثا: إن هذه المؤشرات لم تكن لترى النور لولا جدية التزام الدولة السورية بالعملية السياسية تحت السقوف الوطنية العليا المعروفة وهي لم تكن لترى النور أيضا لولا الانجازات الجدية التي حققها الجيش العربي السوري على الأرض في مقاومة العصابات المرتبطة بالحلف الاستعماري وفوق ذلك كله فان التطور الراسخ في المزاج الشعبي لصالح دعم الدولة الوطنية ورفض التمرد والإرهاب يمثل العنصر الأبرز في منظومة التغييرات الجارية على الأرض السورية بحيث توسعت مؤخرا الكتلة الشعبية الداعمة للدولة و الجيش خلافا لتوقعات المخططين و رغم الصعوبات و الضغوط الاقتصادية و الحملات الإعلامية المتواصلة .

رابعا: في الخارج ظهرت ملامح الانكفاء التركي بعد اتضاح كلفة التورط في سورية كما برز تمايز لغة الرئيس المصري محمد مرسي بشأن الوضع السوري و تلك هي علامات ليست سوى رأس جبل الجليد المتمثل بتراكم مقدمات الحاجة الأميركية والغربية إلى خطة الخروج من الورطة السورية واتضاح ملامح العجز عن إسقاط الدولة الوطنية السورية وتحدي إرادة الشعب السوري الذي يتمسك بجيشه وبدولته وبرئيسه ، وقد بات بدون منازع زعيم سورية الأول ورمز المقاومة في المنطقة وفي العالم وسيكون التحدي الأبرز أمام روسيا والصين هو ترويض العقل الغربي على قبول حقيقة الهزيمة أمام بشار الأسد.

» كتب ناصر قنديل: الاتجاه المعاكس
» حسم الاتجاه المعاكس ...بقلم ناصر قنديل
» حسم الاتجاه المعاكس ...بقلم ناصر قنديل
» خطة أردوغان المكشوفة...غالب قنديل
» درس لبناني من غزة>>>غالب قنديل