لماذا غاب اردوغان !.....نحن العرب نعلن فشلنا

لماذا غاب اردوغان !.....نحن العرب نعلن فشلنا

لماذا لم يقف احد القادة العرب في الجمعية العامة للامم المتحدة ويقول « لقد فشلنا في اسقاط النظام في سوريا، ولا سبيل الا للتفاهم معه من اجل حل سياسي يوقف نهر الدم هناك»؟

وبغض النظر عما يقال، وعن التشبيح الاعلامي الذي لا يزال على وتيرته منذ اندلاع الاحداث في سوريا، ودون تبرئة اي كان من الايقاع الكارثي لهذه الاحداث، فالثابت انه لم يعد ممكنا كسر النظام الذي ليس نظام الرئيس بشار الاسد وحده، ولا تفكيكه، وان كانت الانتهازية، والثأرية، والقبلية، وصلت بأحد المسؤولين العرب الى حد محاولة تسويق سيناريو يتعلق باقامة كونفديرالية في سوريا تماهيا مع طرح دنيس روس، المستشار السابق للرئيس باراك اوباما والذي يعتبر من المع نجوم اللوبي اليهودي…

لكن البند الاول في ذلك السيناريو هو ازاحة الرئيس بشار الاسد، باعتبار انه هو المشكلة، وبعدما سرت فضيحة داخل « المجلس الوطني السوري» عندما اتهم احد الاعضاء « الاخوان المسلمين» بأنهم شكلوا كتلة من الضباط للقيام بانقلاب عسكري في المرحلة الانتقالية تمهد لاستيلاء الجماعة على السلطة لان الاحداث اظهرت ان تواجدها على الارض محدود قياسا على الجماعات السلفية التي تقدم عليها، وبضراوة، في استقطاب قطاعات ريفية لطالما شعرت بالاهمال مقارنة مع ما يجري في المدن وللمدن…

هذا دون اغفال ما يتسرب من معلومات مثيرة حول الاسباب التي اخرت تشكيل الحكومة الانتقالية، وكم بدت التبعية واضحة لدى قيادات المعارضة التي وظفت او حاولت توظيف علاقاتها من اجل ترؤس الحكومة او الحصول على حقائب حساسة، مع انها عمليا ستكون حكومة السراب، حتى و ان اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استعداده الفوري للاعتراف بتلك الحكومة، ودون ان ينصح احد سيد الاليزيه بانتهاج سياسة تليق بالديكارتية الفرنسية كما بالديغولية الفرنسية…

ويعترف احد كبار المعارضين بأنه صدم لان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان غاب او قاطع جلسات الجمعية العامة هذا العام وبعدما راهن الكثيرون من المعارضين على حضوره واتخاذه مواقف مدوية يمكن ان تؤدي على الاقل الى التعويم السيكولوجي للمعارضة التي لا يعرف من هو رأسها ومن هي رؤوسها بعدما اخترقت الجماعات الاصولية المستوردة معظم المناطق، ومعظم التجمعات المسلحة، ودون ان يبقى سراً ان تلك الجماعات تموّل عربيا وبعدما اظهرت «المعارضة الكلاسيكية» فشلها في هز النظام، وبالتالي تقويضه…

الآن، ثمة دعوة الى التدخل العسكري العربي. تقنياً، تمتلك البلدان العربية ترسانات من الاسلحة، لا سيما القاذفات والدبابات، تفوق بستة او سبعة اضعاف ما تمتلكه تركيا و ايران معاً، اي ان باستطاعة الدول العربية المناهضة للنظام في سوريا، شن آلاف الغارات الجوية على قوى النظام، وعبر الاردن الذي يبدو انه يتوجس اكثر من غيره قيام نظام طالباني في سوريا…

حتى الآن لا يزال الملك عبد الله الثاني يقول بالحل السياسي في سوريا، وان كان مضطرا لمجاراة الآخرين، والقول بالتغيير، فيما بات معلوما ان هناك دولا غربية و عربية بذلت جهودا هائلة لضبط الوضع في الاردن او لتأجيل الانفجار، فالمعلومات الواردة من هناك تتحدث عن وقائع، وعن احتمالات، خطيرة لا تغفل البتة احتمال حصول مواجهة بين الاردنيين والفلسطينيين الذين يقبلون بكثافة على الالتحاق بالتيارات الاسلامية والراديكالية…

يضاف الى ذلك ان اي تدخل عسكري بري يحتاج الى اكثر من الجبهة الاردنية، فالطائرات السورية جاهزة للانقضاض على المهاجمين حتى وان اتى العرب ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات ومتطورة جدا، ومع اعتبار ان هناك مساعدات عسكرية حساسة وصلت الى الجيش السوري لمواجهة اي تدخل، ودون ان تكون هناك اي ضوابط امام استخدام هذا الجيش لكل اسلحته التقليدية وغير التقليدية في حال حصول اجتياج للاراضي السورية…

الاهم من كل هذا ان العرب عاجزون عن القيام بأي خطوة من هذا القبيل لان ما يعنيهم، من جيوشهم وترساناتهم، هو الحفاظ على الانظمة القائمة في الدول المعنية وعلى ارضاء الولايات المتحدة بصفقات اسلحة اسطورية بما تعنيه الكلمة…

وكما لوحظ فإن بعض المعارضين الذين مازالوا ينطقون منطقيا يعتبرون ان الدعوة الى التدخل العسكري العربي هي بمثابة اعلان استسلام لنظام الرئيس الاسد، وكذلك اعلان فشل كل محاولات التدخل الدولي، واقامة المناطق العازلة ومناطق الحظر الجوي، وصولا الى انعدام الرهان على سحق النظام من الداخل وبالرغم من المساعدات والاموال الهائلة التي انفقت في هذا المجال…

الصدمة واضحة في صفوف المعارضة على انواعها، وبالرغم من الصخب الاعلامي الذي بات مملا ويستثير الغثيان. لا مجال الا للتسوية السياسية اذا كان هناك من سبيل اليها، فهل من يتجرأ من القادة العرب ويدعو اليها من قبيل المرؤة على الاقل لان سوريا تحترق ولان السوريين يحترقون…