تحدث لـ«البناء» و«توب نيوز» عن ملف المخطوفين والأزمة السورية والاستحقاق الرئاسي
حاورته روزانا رمالدعا عضو كتلة حزب الكتائب النائب إيلي ماروني الى التنسيق مع الجيش السوري للقضاء على الإرهاب في جرود عرسال واستعادة العسكريين المخطوفين.
وطالب بتسليم قيادة الجيش هذا الملف لتأخذ القرار المناسب، فإما تنهي الملف عسكرياً أو تفاوض في السياسة بعيداً من السياسيين، مؤيداً الحل العسكري لاستعادة المخطوفين، مهما كانت النتائج.
ولفت إلى أن التلويح القطري بالانسحاب من المفاوضات هو ورقة ضغط تمارس على الحكومة للقبول بشروط ما زالت ترفضها حتى الساعة.
من جهة أخرى، دعا ماروني إلى اعتماد مبدأ الحياد عن الأزمة السورية لإنقاذ لبنان الذي يعاني من أوضاع أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية صعبة، مؤكداً ان النظام السوري ما زال صامداً على رغم كل ما حصل، وما زال الرئيس بشار الاسد موجوداً والحكومة موجودة وتجري التعيينات والجهاز الديبلوماسي ما زال متماسكاً. واعتبر أن الحل السياسي هو الذي سينتصر في النهاية، لافتاً إلى ان الغرب سيعود الى مفاوضة الرئيس السوري.
واعتبر أنه لا يمكن ان يصل رئيس للجمهورية في لبنان يشكل نفوراً للطرف الآخر، وأشار إلى وجود تنافس دولي للعب دور في لبنان في هذا الوقت المستقطع، لكنه أكد أننا ما زلنا بعيدين من انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي ما يلي نص الحوار كاملاً
ما هو موقفكم من جريمة قتل العسكري علي البزال والجرائم التي تحصل دائماً بحق الجيش؟
أولاً عبّرنا أكثر من مرة عن تأييدنا لكل ما يقوم به أهالي العسكريين لأنهم يعانون من وجع كبير، وعدم معالجة هذا الملف هو استمرار لمأساة لبنانية، لأنه ليس العسكريون فقط هم أسرى، بل أهاليهم والوطن أيضاً، لذلك يجب وقف المجازر التي يرتكبها هؤلاء الارهابيون ووقف تهديداتهم، ويجب الانتهاء من هذا الملف بأي طريقة تستطيع الحكومة ان تسلكها.
ماذا قدمت الحكومة لمعالجة هذا الملف، ولماذا لم تستخدم أوراق القوة لديها، كإعدام مقابل إعدام؟
الحكومة على قاب قوسين أو أدنى من الإنفجار بسبب الخلاف بين الوزراء في كل قضية ورئيس الحكومة تمام سلام بحكمته، يحاول أن يبعد الملفات الخلافية وعدم إدراجها على جدول الأعمال وملف الأسرى هو من الملفات الخلافية بسبب وجود طرف مع المقايضة وآخر ضدها، وما زال الخلاف حتى الساعة مع فوضى حكومية بالتعاطي مع هذا الملف، وكان يجب على الحكومة ان تأخذ قراراً في هذا الموضوع، إما ان تنهي الملف عسكرياً مهما كان الثمن، أو تفاوض في السياسة. فالحكومة لديها الكثير من أوراق القوة مع وجود سجناء في سجن رومية، وأنا أول من دعا إلى تطبيق مبدأ العين بالعين والسن بالسن. كما لدينا موقوفون جدد، أي زوجات الارهابيين، ولدينا أيضاً، ملف النازحين الذي يمكن ان يشكل ورقة قوة، إضافة الى التنسيق مع الجيش السوري للقضاء على الإرهاب في جرود عرسال. وشئنا أم أبينا يوجد دولتان متجاورتان وسفارات واعتراف ديبلوماسي بينهما وكل احتفال نذهب اليه نرى ان السفير السوري أول الحاضرين، ما يعني أن الاعتراف الديبلوماسي موجود بين الدولتين، وحصل لقاء أيضاً بين وزير الخارجية اللبناني ووزير الخارجية السوري في نيويورك مع وجود رؤساء أجهزة أمنية تزور سورية في شكل دائم، لذلك يجب أن نمنع الإرهابيين من ابتزازنا ومن أن يبقى الأهالي رهينة في يدهم.
من يعطل استخدام الحكومة أوراق القوة هذه لاستعادة العسكريين؟
في الفترة الأخيرة طرحت ثلاثة مطالب غير واضحة للجهات الخاطفة، ومنطق المفاوضة كان مرفوضاً من قبل حزب الله. في المقابل فاوض الحزب لاستعادة أسير لديه، والآن الحكومة مؤلفة من 24 رئيس جمهورية غير متفقين، وأي مرسوم يحتاج الى توقيع 24 وزيراً، فلتتسلم قيادة الجيش هذا الملف وتتحمل كامل المسؤولية وهي تأخذ القرار في سبل المعالجة، فإما تنهي الملف عسكرياً أو تفاوض في السياسة بعيداً من كل السياسيين عبر إجراء الاتصالات بالقيادات الأمنية في كل من سورية وتركيا وقطر.
هل هناك جهة خارجية تعطل إنهاء هذا الملف، وهل تعتبر ان انسحاب الموفد القطري يشكل مزيداً من الضغط على الحكومة لتقبل بشروط «جبهة النصرة»؟
التلويح بالانسحاب من المفاوضات هو ورقة ضغط تمارس على الحكومة للقبول بشروط ما زالت ترفضها حتى الساعة.
هل فعلاً تريد الجهات الخاطفة المفاوضة أم تشريع وجودها وعملها طالما ان الأزمة السورية مستمرة؟
الارهابيون يريدون السيطرة على قرى وبلدات لبنانية والحل العسكري هو الحل المناسب للقضاء عليهم، وعلى الحكومة مصارحة اللبنانيين انها غير قادرة على تنفيذ شروط الخاطفين وإعلان وقف المفاوضات والانتقال إلى الحسم العسكري مهما كانت النتائج، وحتى لو استشهد عدد من العسكريين لكن بهذه الطريقة، يحافظ لبنان على كرامته وسيادته واستقلاله.
هل ما زلتم تلومون حزب الله على تدخله في سورية بعد ان تبيّن ان كل العالم أتى لمواجهة الارهاب؟
استمرار الحوار هو وسيلة التواصل الوحيدة بين اللبنانيين والبديل منه هو الاقتتال، وعلى رغم قتال حزب الله في سورية نرى أن الارهاب المتمثل بـ «داعش» و«النصرة» ما زال موجوداً في لبنان ويظهر من خلال الخلايا النائمة التي تعتقلها الأجهزة الأمنية. فعلى رغم تدخل حزب الله وصل «داعش» الى لبنان. كما نرفض ان يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية نرفض ان نتدخل في شؤون دولة أخرى، لأن هناك انقساماً لدى الشعب السوري بين النظام والمعارضة، فدعمنا النظام يجرّ على لبنان الويلات ودعمنا المعارضة يجرّ ايضاً الويلات والخيبات، ونحن في حزب الكتائب طرحنا التعديل الدستوري لجعل لبنان على الحياد من اجل إنقاذ لبنان الذي يعاني من أوضاع امنية وسياسية واقتصادية واجتماعية صعبة، فلننقذ دولتنا وبدل ان ننعيها تعالوا نبنيها.
لو اعطي القرار للجيش منذ البداية بإغلاق الحدود من كل الجهات وتنظيم النزوح السوري لما وصلنا الى ما وصلنا اليه.
هل تتخوفون أن يبقى النازحون في لبنان بطريقة غير مشروعة ويؤدي ذلك الى مشكلة امنية داخل المخيمات؟
نعم يوجد تخوف من هذا الموضوع ومن غيره، لا سيما الأمراض التي نقلت نتيجة هذا النزوح، إضافة الى عدم نقص الخدمات، انا مع البعد الانساني للنازحين ولكن ايضاً مع البعد الوطني.
لماذا لم تستقبل أي دولة خليجية النازحين السوريين؟
نحن لا نحترم حدودنا ولا سيادتنا، وخلال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لماذا لم يضغط وزراء التيار الوطني الحر لإقفال الحدود؟ ولم يجرِ أحد دراسة حول الحجم الذي يستوعبه لبنان من النازحين، وحتى الآن على رغم اجراءات الحكومة للحد من النزوح هناك الآلاف من النازحين يدخلون الى لبنان، ودول الخليج تحترم حدودها وسيادتها وهي تدفع الأموال لإبعاد النازحين عنها، ونحن لم نصن أرضنا وسيادتنا ولا دستورنا.
هل لفتك تماسك الديبلوماسية السورية؟
لفتني أن النظام السوري ما زال صامداً على رغم كل الهفوات وكل ما يرتكب وكل ما قيل. وما زال الرئيس بشار الأسد موجوداً وهناك حكومة موجودة وتجري التعيينات، والجهاز الديبلوماسي ما زال متماسكاً وحتى المعارضون في لبنان الذين يريدون وثيقة إقامة يذهبون الى السفارة للحصول عليها، والعديد من الدول لديها سفارات للدولة السورية ما يؤكد ان النظام كان قوياً وعرف كيف يثبت جذوره وينظم أموره على المستويات كافة بما فيها المستوى الإعلامي.
هل تعتقد أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يقدم حلاً جدياً للازمة السورية؟
أعتقد ان الحلول العسكرية مستبعدة، والدليل ان كل ما حصل منذ ان استعدّت البوارج الغربية لشن حرب عسكرية على النظام، إلى التحالف الدولي، لم يصل الى اي مكان. فلا أضعف النظام ولا قوّى المعارضة وكأن المطلوب لبننة الأزمة السورية أي إطالة عمرها وتقسيم سورية، والحل السياسي هو الذي سينتصر في النهاية وعندما نرى وزير الخارجية السورية موجوداً في نيويورك بحماية أميركية نستنتج المؤشرات.
كيف تقوّم المفاوضات الغربية مع إيران حول الملف النووي ومفاوضة السيد علي الخامنئي الذين يعتبرونه داعماً للارهاب؟
اتمنى أن يعي اللبنانيون أهمية المصالح الدولية بأنها تتجاوزهم وأن لا أحد يفكر بلبنان، ورأينا كيف تخلى الأميركيون عن نظام حسني مبارك في مصر، وهم جاؤوا بنظام الرئيس السابق محمد مرسي ولم يأتِ بإرادة شعبية. المصالح الدولية، إذاً، تتغلب على المبادئ والثوابت، فهناك مصلحة لأميركا كقوة عظمى دولية ان تتعاطى مع القوى الاقليمية العظمى، وبقدر الصمود يكون موضع احترام وتجاوب وحوار، وهذا ما لا يعرفه اللبنانيون لأننا إذا اشتبكنا في ما بيننا فلا أحد ينظر الينا.
هل سيعود الغرب الى مفاوضة الرئيس السوري بشار الأسد؟
نعم سيعود الغرب الى مفاوضة الرئيس السوري.
في اي إطار تضع تغيير سلوك السعودية في ظل التفاوض الإيراني – الأميركي؟
أضعه في إطار الواقعية السياسية والموضوعية لأن في السياسة لا يوجد عدو دائم ولا حليف دائم، وعند حصول تقلبات دولية على الدول الأصغر أن تحفظ رأسها وبالتالي اليوم أميركا أصبحت في ايران وايران في أميركا وكل الدول ستعيد النظر في سياساتها.
ألا يجب ايضاً ان نغير سياستنا في لبنان في ظل هذه التحولات الدولية والاقليمية؟
في ظل تمسك العماد ميشال عون بمعادلة «أنا أو لا أحد» فلن تتغير السياسة في لبنان، أنا كنت من المعجبين بالعماد عون في مرحلة حرب التحرير وما زلت احتفظ ببعض الشعارات من تلك المرحلة، ونحن انتقدناه على تبرئته للنظام السوري، فهل تغير سلوك النظام السوري تجاه لبنان؟
والخلاف مع عون ليس فقط في هذا الموضوع بل حول أمور كثيرة، فقبل أن يأتي الى لبنان بعام واحد كان من المؤيدين لوثيقة قانون محاسبة سورية في الكونغريس الأميركي وخاض تياره انتخابات 2005 على هذا الاساس ثم اصبحنا في براد نصلي لمار مارون، وهو ضرب «القوات» في عام 1989 تحت عنوان ضرب الميلشيات وعودة الدولة ورأينا كيف عقد تفاهماً مع حزب الله وشرعن سلاحه، البلد الآن في حاجة الى رئيس للجمهورية، ولا يمكن ان يصل رئيس يشكل نفوراً للطرف الآخر وعون يشكل نفوراً لقوى 14 آذار ولا يمكن ان يأتي رئيساً بالقوة.
هل تؤيدون ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن وجود فرصة لانتخاب رئيس لبناني؟
نحن دائماً نربط مصيرنا بمصير الاستحقاقات الإقليمية، وتوجد فرصة الآن لانتخاب رئيس في لبنان، وأنا من المستمعين للسيد حسن نصر الله في شكل دائم، ونعم أؤيد ما قاله لكن يجب ان يقرن أقواله بالأفعال ويطلب من كتلته النيابية النزول الى مجلس النواب.
هل تعتبر ان الرئيس أمين الجميل رئيس توافقي؟
طرحنا الرئيس الجميل كمرشح توافقي ولكن لم نطرح الجميل أو لا أحد، ونحن حاضرون للحوار والتفاوض، ومع انتخاب رئيس وليس هذا الرئيس.
ألم يسقط الرئيس سعد الحريري ترشيح الجميل بكلامه ان الرئاسة تمر بمعراب والرابية؟
لا يريد الرئيس الجميل أن يصل إلى الرئاسة وهو ضد الرابية ومعراب، بل يريد التوفيق بينهما، ونحن متمسكون بحقنا في انتخاب رئيس للجمهورية هو الرئيس القادر الوطني الذي يستطيع ان يأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
هناك من يربط المبادرة الروسية لرئاسة الجمهورية مع زيارة المبعوث الفرنسي فرنسوا جيرو الى لبنان ومعه مشروع فرنسي توافقي، هل هناك كباش بين فرنسا وروسيا على مسيحيي الشرق؟
نعم بالتأكيد يوجد هذا الكباش بينهما وكل دولة اليوم تحاول أن تضع موطئ قدم لها في الشرق، وروسيا تحاول ان تجد لها دوراً في لبنان عبر انتخاب رئيس، وفرنسا تريد أن تلعب دورها التاريخي، وللأسف في ظل الإحباط الداخلي نتمسك بأي مبادرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وانتخاب رئيس، والآن هناك زيارة لمبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف واللافت في كلامه مطالبته بالتمسك بإعلان بعبدا اي الحياد، وروسيا تمون على عدد كبير من حلفائها للنزول الى المجلس وتأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية فنطالبها بذلك.
هناك تنافس دولي للعب دور في لبنان في ظل هذا الوقت المستقطع لكن ما زلنا بعيدين من انتخاب رئيس للجمهورية، وحوار حزب الله وتيار المستقبل هدفه الرئيسي تنفيس الاحتقان السني – الشيعي وليس البحث في رئاسة الجمهورية لأن لا تيار المستقبل سيأخذ دور حلفائه المسيحيين ولا حزب الله سيأخذ دور حلفائه المسيحيين ونحن نشجع أي حوار منتج بين اللبنانيين.