الجيش السوري الى لبنان قريبا للقضاء على «داعش» بموافقة أميركية؟!هيلدا المعدراني – العهد
زوار دمشق لا يعيرون اي اهمية للتفاصيل اللبنانية المملة والمتجمدة عند المشاكل المعروفة (الانتخابات الرئاسية، التمديد، السلسلة، ملف الإرهاب)، ويتحدث هؤلاء عن تفاهمات دولية بدأت تشق طريقها نحو الصياغات النهائية، وتحمل في طياتها انهاء حالة الاستنقاع السياسية والامنية في لبنان مع دفعه نحو مرحلة جديدة.
مصدر موثوق اكد ان تبدلا بارزا في الموقف الدولي من دمشق بات في حيز الواقع. ولا يقتصر هذا التبدل على تراجع الادارة الاميركية عن فكرة اسقاط النظام في سوريا، بل هناك تطورات دراماتيكية ستبرز تباعا، منها مباشرة الاطراف المعنية بالازمة السورية بصياغة تفاهمات فيما بينها، وتفتح سبل التواصل بين واشنطن والقيادة السورية.
وان كان المصدر المذكور لا يبالي بالموقفين التركي والسعودي من النظام السوري وعنادهما الاعلامي على اسقاطه، ورد هذا العناد لاسباب تتعلق بالاسرة المالكة السعودية واردوغان اعتراضا على هذه التفاهمات، يشدد على ان دوافع الاميركيين في التفاهم مع الروس ومحور الممانعة والمقاومة تقوم على تفرد واشنطن بالمكاسب السياسية والاقتصادية على حساب حلفائها في المنطقة.
الاهم في التفاهمات الدولية الجديدة، هو الشق اللبناني منها، وهي عالقة عند قضيتين حجم الدور السوري في لبنان في المرحلة المقبلة، وانتخابات رئاسة الجمهورية وشخصية الرئيس العتيد، في حين تم التفاهم بين الاطراف المذكورة على اشراك الجيش السوري في انهاء حالة داعش في لبنان ان في عرسال او في عكار او في طرابلس.
وقد ربط المصدر المذكور تنفيذ هذه المهمة بموعد انتهاء الجيش العربي السوري من تنظيف ريف دمشق من الإرهابيين التي ستنتهي في فترة قريبة جدا.
ويؤكد المصدر ايضا ان وفدا عسكريا لبنانيا كان قد زار واشنطن منذ فترة ليست ببعيدة، قد سمع كلاما اميركيا مفاده ان واشنطن بصدد الموافقة على التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري للقضاء على الجماعات الارهابية في الشمال، اما في عرسال وبعض مناطق البقاع والجنوب فلن تكون هناك ممانعة أميركية لأي مشاركة لحزب الله الى جانب هذين الجيشين في التصدي لهذه الجماعات الارهابية.
كما يؤكد المصدر نفسه ان المبعوث الاممي ستيفاني دو ميستورا، كان قد بدأ التمهيد لهذه الخطوة في زيارته ما قبل الاخيرة للرئيس تمام سلام وقد استكمل بحث هذه المسألة في زيارته الاخيرة.
ويختم المصدر بأن الوضع اللبناني يتجه نحو ترتيبات جديدة بضمانات اميركية وروسية وايرانية وسورية، وهذه الترتيبات ليست سوى حلقة في سلسلة حلول تشمل المنطقة بأسرها.