ما لا تعرفوه عن طفولة ونشأة ومحيط البغداديأوردت مجلة “نيوزويك” الأميركية بعض الحقائق عن نشأة وشخصية زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي.
وبدت حاشية البغدادي، خلال المرات النادرة التي ظهر بها للعلن، أقرب ما تكون ما بين حاشية رئيس وزعيم عصابة.
ويتذكر أحد سكان الرقة يدعى أبو علي، رؤيته للبغدادي داخل مسجد، قائلاً: “ما إن دخل المسجد، حتى اختفت تغطية الهاتف النقال، وأحاط مسلحون بالمكان كما أغلقوا المنطقة، وأرسلت النساء للصلاة في القسم العلوي من المسجد، وحذر الجميع من مغبة التقاط صور أو مقاطع فيديو، وكانت تلك الفترة القصيرة بالمسجد من أشد الأوقات توتراً في حياتي”.
وقت عصيب
وأضاف أبو علي: “مما أثار أعصابنا، عند ظهور البغدادي متشحاً بالسواد من رأسه حتى قدميه، هو صياح حراسه (الله أكبر.. الله أكبر)، إذ ارتعدنا خوفاً، ومن ثم أجبرونا على أن نقسم بالولاء له، وعندما غادر لم يسمح لأي منا بمغادرة المسجد إلا بعد نصف ساعة”. ويصفه أبو علي بأنه “يعمل بعقلية زعيم مافيا، وينتظر من حراسه أن يكونوا بانضباط شديد، هو مخطط حربي، وشديد التنظيم”.
ذاكرة مختلفة
لكن أعطى جيران ومعارف البغدادي في مسقط رأسه سامراء، حيث يعرف باسم أبو عوض، أو أبو دعاء، صورة مختلفة عن الزعيم الإرهابي. وقال جاره السابق طارق حميد “عرف دوماً بهدوئه الشديد، وقليلاً ما كان يسمع صوته، ولم يكن يحب تبادل الأحاديث”.
ويقول معارف العقل المدبر لـ”داعش”، إنه كان محباً للدراسة وهادئاً وانطوائياً، وليس لديه كثير من الأصدقاء. ويتذكره حميد عندما “كان يقود دراجته مرتدياً دشداشته وعلى رأسه قبعة صغيرة بيضاء، وكان دوماً يحمل كتباً يعلقها خلف دراجته، ولم أره قط مرتدياً سروالاً وقميصاً، كمعظم فتيان سامراء، وكانت له لحية قصيرة، ولم يتردد قط على المقاهي، بل كانت له دائرته الصغيرة في المسجد”.
اسم ظاهري
وأشارت المجلة إلى كون البغدادي من مواليد سامراء عام 1971، وينحدر من منطقة الجابرية، كما تعرضت منطقته لقصف شديد بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 في محاولة لاستئصال المتمردين. ولم تكن أسرة البغدادي ميسورة، لكن اثنين من أعمامه عملا في قوات صدام حسين الأمنية، ما يعني أنهم كانوا يتمتعون بمكانة اجتماعية أوجدت قدراً من التقدير أو الخوف في نفوس سكان الحي.
وقال هاشم، مترجم من المنطقة كان على معرفة بعائلة البغدادي: “نشأ زعيم داعش في أسرة فقيرة، وكان شديد الانطواء، ويتردد على الجامع ويكثر من القراءة والدراسة، ولا شيء سواه”.
نشأة أصولية
ونشأ البغدادي في منطقة تبعد مسافة 1 كلم ونصف عن ضريح الإمام حسن العسكري، وهي من أقدس المناطق لدى أبناء الطائفة الشيعية، ولكن للضريح أيضاً أهمية خاصة في نفوس السنة في سامراء.
ووفق آلة البروباغندا الخاصة بـ”داعش”، ونقلاً عن ياسر فهمي، من سكان سامراء “لعبت نشأة البغدادي الدينية، دوراً كبيراً في حياته، حيث تردد على حلقات ودروس دينية”.
وقال المحلل العراقي من معهد المنتدى الاقتصادي سجاد إياد: “لم أرَ أي دليل مقنع عن مثل ذلك التشدد الديني المبكر، يدهشني القول إن البغدادي كان متديناً، لأن معظم العراقيين الذين انضموا لمجموعات جهادية، كانوا بعثين علمانيين قبل عام 2003″. كما قال عراقيون من سامراء “كان البغدادي يحب ممارسة الألعاب الرياضية، وخاصة كرة القدم”.
ولكن مواقع “داعش” تشير إلى أنه خلال تلك السنوات المبكرة في حياته درس القرآن والعلوم الإسلامية، وأنه كان خطيباً لجامع أحمد بن حنبل، مما تنفيه الوقائع، ولكنهم أرادوا أن يسبغوا عليه صفات التقى والورع.