دام برس:
تناول المحلل العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم"، ليلياخ شوفيل وتحت عنوان "حزب الله 2013" الإمكانيات العسكرية والتنظيمية والبنيوية التي طرأت على حزب الله منذ نهاية حرب 2006، واصفاً حزب الله عام 2013 بالأكثر استقلالية والأكثر تسليحا والأكثر جرأة وشجاعة إضافة إلى تغييره لطرق القتال.
القدس المحتلة (فلسطين اليوم)
ودعا شوفيل إلى عدم السماح للتطورات الميدانية التي وقعت الأسبوع الماضي على الجبهة السورية الإسرائيلية بصرف الأنظار عما يجري في لبنان وعن التطورات التي يعيشها حزب الله الذي يشكل الخطر الحقيقي على العمق "الإسرائيلي" والذي شرع بإعادة بناء نفسه وتجهيز قواته للمواجهة القادمة فور دخول وقف إطلاق النار عام 2006 حيز التنفيذ.
وقال المحلل في مستهل تحليله المنشور يوم السبت، أن حزب الله يدرك تماما ما هو حال الجيش الإسرائيلي بأن الحرب قادمة لا محالة وان الأمر يتعلق بالتوقيت والزمان ليس إلا، لذلك شرع من فوره بإعادة تنظيم صفوفه وتجنيد المقاتلين وتخزين الأسلحة.
ووصف المحلل حزب الله عام 2013 بالأكثر استقلالية والأكثر تسليحا والأكثر جرأة وشجاعة إضافة إلى تغييره لطرق القتال التي كان يتبعها حيث ادخل عليها تغييرات جوهرية وهامة، مضيفاً ان "حزب الله قادر على التعلم واستخلاص العبر، ودرس جيدا حرب 2006 وفهم ما يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقوم به لذلك اتبع سياسة ضبط النفس لأقصى درجة والامتناع قدر الأماكن عن استخدام القوة حيث اعتاد قبل الحرب الأخيرة تنفيذ العمليات ضد "إسرائيل" بمستوى منخفض لكن بوتيرة مرتفعة مثل عمليات الخطف ووضع العبوات الناسفة وإطلاق الصواريخ لكنه حافظ على صمت أسلحته خلال السنوات السبع الماضية ليس لأنهم لا يمتلكون أسبابا للعمل ضد "إسرائيل" حيث وقعت في الفترة المذكورة الكثير من الأحداث التي حمل حزب الله "إسرائيل" مسؤوليتها لكنه امتنع عن تنفيذ أية عملية ضدها" قال عاموس يدلي رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية "أمان".
وتعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بقدرة حزب الله على إطلاق 10 أضعاف الصواريخ التي كان قادرا على إطلاقها نحو تل أبيب ووسط "إسرائيل" خلال حرب 2006 معتمدين في مواجهتها على منظومة القبة الحديدية التي قيل بأنها غيرت قواعد اللعبة خلال العدوان الأخير على غزة والمعروف باسم " عامود السحاب".
لكن ليس فقط أعداد الصواريخ الكبيرة التي يمتلكها حزب الله هي من تؤرق القيادة الأمنية الإسرائيلية وتجعل النوم عليها مستحيلا لكن التحسن الكبير في مستويات الدقة التي تتمتع بها هذه الصواريخ.
واعتادت قيادة الجيش الإسرائيلي القول خلال السنوات الماضية بأن غالبية الصواريخ التي يمتلكها حزب الله هي صواريخ غير دقيقة وغير موجهة وذات مستوى دقة متدني جدا لكن الحزب تلقى خلال السنوات الماضية صواريخ دقيقة على سبيل المثال صواريخ M-600 التي تنتجها سوريا وهي نسخة اقل تأثيرا من الصاروخ الإيراني الفاتح 110 التي ادعت "إسرائيل" تدمير بعضها في غارة شنتها الأسبوع الماضي على مواقع قرب العاصمة السورية دمشق.
حين تسلم حزب الله صواريخ M-600 كما يبدو عام 2010 بحثت "إسرائيل" إمكانية مهاجمة القافلة التي نقلتها من سوريا إلى لبنان لكنها تراجعت عن خطتها لاعتبارات مختلفة.
وفقا لمصادر استخباريه غربية يمتلك حزب الله الان مجموعة من صواريخ سكود D الدقيقة نسبيا و"إسرائيل" تدرك تماما بان امتلاك حزب الله قدرة عالية على التصويب ستمكن الحزب من توجيه ضربات فعالة للبنية التحتية "الإسرائيلية" العسكرية منها والمدنية مثل المطارات ومنشآت التجنيد ومراكز القيادة والسيطرة التابعة للجيش "الإسرائيلي".
ويسود أوساط الأمن "الإسرائيلي" اعتقادا راسخا بأنه وفي حال عدم حدوث تغيير على نمط العمل ولم تنفذ عمليات وقائية فعالة سينجح حزب الله خلال السنوات الخمس القادمة بتحقيق غايته المتمثلة بامتلاك قدرات صاروخية تتكون من مئات الصواريخ عالية الدقة "لا مشكلة كبيرة في امتلاك حزب الله عشرات ألاف الصواريخ غير الدقيقة لكنه إذا امتلك مئات الصواريخ الدقيقة فهذا الأمر سيكون سيئا جدا مع التأكيد على عدم الاستهانة بالقدرات التي يمتلكها الحزب حاليا".
ويحاول حزب الله في سياق جهوده لإعادة تسليح نفسه وضع يده على منظومات أسلحة متطورة جدا موجودة في سوريا وإيران مثل منظومات مضادة للطائرات، صواريخ تطلق عن الكتف متطورة وصولا إلى امتلاك أسلحة كيماوية وتعتقد إسرائيل بان حزب الله لا يمتلك حتى اللحظة صواريخ بر- بحر من طراز "ياجونت" صينية الصنع مع ان صواريخ من هذا النوع موجود في سوريا وإذا نجح الحزب في الحصول على بعضها سيهدد السفن الحربية الإسرائيلية بشكل جدي كما سيهدد المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية القائمة في عرض البحر "أبار الغاز وغيرها".
كما تعتقد "إسرائيل" ومؤسستها الأمنية وفقا للمحلل العسكري المذكور بان حزب الله لم يمتلك حتى ألان منظومات دفاع جوي متطورة مثل SA-17 القادرة على الحد من حرية عمل الطائرات الحربية الإسرائيلية وسبق لـ"إسرائيل" وفقا لمصادر غربية ان هاجمت قافلة كانت تنقل مثل هذه الصواريخ من سوريا إلى لبنان وكان الهجوم في يناير من هذا العام.
قال رئيس الأركان الإسرائيلي بني غنتس خلال كلمة أمام مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي قبل أسبوعين إنه "يعتبر حزب الله الحزب شبه السياسي الوحيد الذي يمتلك قدرات هجومية بهذا الحجم قدرات لا تمتلكها حتى بعض الدول"، وأضاف " يعتبر هذا الأمر ذا مدى بعيد حزب الله يعيش حالة من الردع بعد حرب 2006 وكذلك بعد دراسته لعملية "الرصاص المصبوب" و"عامود السحاب"، ويشعر بالقلق لرؤية محور الدعم الاستراتيجي المتمثل بايران وسوريا اخذ بالتصدع وهناك فرصة لتحوله إلى حزب معزول مستقبلا، إضافة للضغوط اللبنانية الداخلية التي يتعرض لها ورغم كل ذلك يحاول الحزب مساعدة بشار الأسد قدر استطاعته ويحاول أن يضع يده على الأسلحة والوسائل القتالية وتجهز نفسه للأيام القادمة".
ويضم حزب الله وفقا للمعلومات الإسرائيلية ما بين 30-40 الف مقاتل وتتكون قيادته من مجلسين أساسيين مجلس الشورى المقررة حيث تتخذ القرارات الأساسية ومجلس الشورى التنفيذية المسؤولة عن إدارة العمليات الميدانية فيما تنقسم قواته النظامية إلى ثلاث قيادات مناطقية تقع القيادة الأولى في منطقة البقاع قرب الحدود السورية فيما تقع الثانية في بيروت العاصمة وبالثالثة في الجنوب اللبناني وتنقسم كل منطقة وقيادة حسب حاجتها وطريقة عملها.
ويحتفظ الحزب إضافة لقواته العسكرية النظامية بآلاف المدنيين بوصفهم قوات احتياطية ينتظرون لحظة الاستدعاء وهنا تتجلى بنيته الواسعة والفعالة حتى يستخدم الحزب بيوت المدنيين في القرى الجنوبية لإخفاء أسلحته بما في ذلك الصواريخ كما يخضع جزء من السكان لتدريبات تتعلق بتأهيلهم للعمل وقت الحاجة والضرورة.