مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية على موقعها الإلكتروني: هل قتل الكونغرس فرصة إبرام اتفاق إيران؟نشرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية في موقعها على الإنترنت اليوم الأحد، مقالاً للباحث السياسي نافيد حسيبي، وافق فيه التقارير التي تفيد بأن الغرب فشل في التوصل لاتفاق مع إيران لشكوك طهران في عدم قدرة البيت الأبيض على إقناع الكونغرس برفع العقوبات المفروضة عليها.
ورأى الكاتب أن هذه المخاوف مشروعة مطالباً إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببذل كل جهد ممكن لطمأنه طهران من خلال التفاوض مع الكونغرس أولاً، ثم توجيه اللوم إليه، ثم الاستعداد لاتخاذ “إجراءات منفردة” في حال عدم النجاح في إقناع الكونغرس.
وأكد الكاتب أن هناك طرق مبتكرة تسمح للإدارة بالالتفاف على العقوبات دون موافقة الكونغرس، فقبل تفادي الكونغرس القادم الذي يغلب عليه الجمهوريون، يجب على إدارة أوباما التفاوض مع الكابيتول هيل بشكل جاد بحيث تستخدم القضايا السياسية كورقة مساومة للحصول على موافقة الكونغرس على رفع العقوبات عن ايران بما في ذلك إبداء المرونة حول المسائل المتعلقة بالميزانية، والموافقة على خط أنابيب كيستون، وإعادة النظر في الحد من انبعاثات مصانع الفحم، والمساومة على إصلاح قوانين الهجرة في المستقبل.
وأوضح الكاتب أن هناك عقبة قد تحول دون التفاوض بين البيت الأبيض والكونغرس، تتمثل في الرئيس نفسه الذي ليس لديه حماس كاف على ما يبدو للدخول في مناورات سياسية مع زعماء الكونغرس، مؤكداً ضرورة أن تراعي الإدارة الأمريكية الجمهوريين وتضعهم في الاعتبار إذا كانت تريد إلغاء العقوبات على إيران.
وفي حال فشل التفاوض الهادئ لأوباما على الكونغرس، يمكنه توجيه اللوم للمشرِّعين كما فعل العام الماضي عندما حاول الكونغرس تمرير عقوبات إضافية على إيران بعد توقيع الاتفاق المؤقت عندما دفع الرئيس أوباما بنائبه جو بايدن ووزير خارجيته جون كيري للضغط على الكونغرس مع دعوة المشرِّعين والعاملين في كابيتول هيل إلى البيت الأبيض في لقاءات خاصة.
عواقب وخيمة
في الوقت نفسه، أطلق الرئيس وغيره من كبار المسؤولين حملة علاقات عامة رئيسية تصف العواقب الوخيمة لفرض مزيد من العقوبات على الأمن القومي الأمريكي.ورجح الكاتب أن قيام البيت الأبيض ببذل جهد مماثل سيسهم في إقناع الكونغرس لرفع العقوبات ضد إيران، فبعد حصولهم على الأغلبية في مجلسي الكونغرس، وتركيز اهتمامهم على الانتخابات الرئاسية عام 2016، يصور الجمهوريون أنفسهم كحزب قادر على الحكم، وقد يحدث هذا إذا استجاب الجزب الجمهوري لمطالب الشعب الأمريكي الذي يميل حسب استطلاعات الرأي إلى التوصل لاتفاق مع ايران على هذا النحو، يمكن أن يؤدي توبيخ الجمهوريين علناً إلى إجبارهم على تقديم تنازلات حول العقوبات على ايران.
أما في حال فشل المفاوضات مع الكونغرس وفضح الجمهوريين أمام الرأي العام، فيرى الكاتب أن هناك طريقة مبتكرة لضمان تخفيف العقوبات في فترة ما بعد أوباما من خلال تقنينها بقرار من مجلس الأمن للأمم المتحدة، وهذا يعني أن تؤكد أمريكا لإيران أنها ستحترم التزامها بتخفيف العقوبات عنها، وهذا سيكلف الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء ما يسمى “مجموعة الخمسة زائد واحد” وأعضاء الأمم المتحدة إلغاء العقوبات ضد ايران والامتناع عن اتخاذ تدابير مقيدة بأنشطتها النووية ما دامت طهران تحترم من جانبها الاتفاق النووي النهائي.
وأفاد الكاتب أن أي قرار من جانب مجلس الأمن سيوفر لرؤساء الولايات المتحدة في المستقبل الزخم القانوني والسلطة لمواصلة التنازل عن العقوبات، ويستطيع الكونغرس بطبيعة الحال تمرير مشروع قانون يمنع الرئيس من تقديم التنازلات وتجاوز الفيتو الرئاسي الذي من المرجح أن يأتي بأغلبية الثلثين من مجلسي الكونغرس، ولكن مثل هذا السيناريو غير مرجح، برأي الكاتب، إذ سيتطلب من الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ حشد العديد من الديمقراطيين تجاه قضيتهم.