لماذا سأل الوزير وليد المعلم عن الطقس؟

لماذا سأل الوزير وليد المعلم عن الطقس؟

بولا أسطيح – النشرة

تنهمك دمشق في ملفها الداخلي خاصة بعد دخول الروس وبقوة للدفع باتجاه حل سلمي للأزمة التي تتخبط فيها البلاد منذ العام 2011، ما ينعكس حركة غير معهودة بهذه الوتيرة على الخط الروسي–السوري ببركة غير معلنة وغير نهائية فرنسية– أميركية–خليجية.
الملف اللبناني حاليا آخر اهتمامات المسؤولين السوريين، فهم وكّلوه إلى “حزب الله” ووضعوه بالتحديد بين يدي أمينه العام السيد حسن نصرالله، حيث يثقون أنه قادر على إدارة الملف بإتقان، ولعل جواب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي عرّج على بيروت نهاية الشهر الماضي خلال رحلته الى روسيا، لسائليه عن جديد الملف الرئاسي اللبناني بالسؤال بدوره عن أحوال الطقس، أبلغ تعبير عن كون الملف الداخلي ثانويا في زحمة الملفات الخارجية وابرزها المبادرة الروسية المستجدة والتي وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعلم بأجوائها، فتحدث الأخير عن أفكار روسية بشأن حوار سوري–سوري، لافتا الى أن لا مشكلة لدى النظام في اجتماع حوار تمهيدي بين السوريين يقود لحوار آخر في دمشق.
تعتمد موسكو بحركتها الحالية على المثل اللبناني القائل “اضرب الحديد هو وحامي”، متكئة على الانهيار العسكري للمعارضة السورية، بحسب مصادر في قوى “8 آذار” مقربة من النظام السوري، لافتة الى أن الروس دخلوا على الملف رسميا وعلنا “بعدما تأكدوا من أنّه نضج وبعدما التقطوا اشارات ايجابية من الدول الداعمة للمعارضة توحي بتغيير بمواقفها”.
ولعل الاستياء الذي أبلغته واشنطن لعدد من قياديي المعارضة الذين التقتهم مؤخرا من طريقة ادارتهم للملفات واخفاقاتهم السياسية والميدانية، شكّل عنصر دفع أساسي للروس للدخول في غمار الحل السياسي السوري. وقد ذكرت المعلومات أن الفرنسيين أيضا بدأوا بحث المعارضين السوريين على التعاطي بجدية مع الطرح الروسي.
وتحاول موسكو حصر محادثاتها حاليا بعدد محدد من القيادات السورية المعارضة، وهو ما ظهر جليا في صفوف المعارضين الذين بدوا غير مطلعين على حقيقة ما يجري، ففضّلوا عدم اطلاق النيران مباشرة باتجاه المبادرة والاكتفاء باطلاق النار حولها.
وتؤكد مصادر “8 آذار” المقربة من النظام السوري، أنّ ما يطرحه الروس بعيد كل البعد عن حلول أشبه بجنيف 3 أو 4، لافتة إلى أنّ لا خطة حل متكاملة بين يدي موسكو بعد، بل عناوين كبرى قد تؤمن موافقة الطرفين السوريين للجلوس حول الطاولة ما يؤدي لانضاج الحل بعد ذلك.
وكان من المتوقع أن يزور عدد من الشخصيات اللبنانية المقربة من النظام السوري الاسبوع الحالي العاصمة السورية للاطلاع على المستجدات وخاصة ما تحضر له روسيا، الا أن انشغال المسؤولين السوريين بالتواصل مع الروس أجّل الاجتماعات السورية-اللبنانية للأسبوع المقبل.
وقد حاول المسؤولون اللبنانيون الذين التقاهم المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف الاستفسار منه عن فحوى ما تعدّه موسكو، الا أن الدبلوماسي الروسي الحذق ارتأى ابقاءهم بالعموميات كي لا تتشتت الطروحات الروسية وتشغل الرأي العام من خلال الصحف ومحطّات التلفزة اللبنانية!

» إشكال بين “مرافقي الوزير” و حرّاس الوزير وليد المعلم في بيروت!
» لقاء الوزير وليد المعلم على قناة الميادين
» ماذا قال الوزير وليد المعلم للغلوبال تايمز عن الوضع السوري والمواقف الدولية ؟
» سياسة شرب الويسكي وثلاجات وليد المعلم / نارام سرجون
» ما لم يقله وليد المعلم..