مسلحو حلب يفتعلون الحرائق بالمباني السكنية والحكومية .. واشتباكات عنيفة في الغوطة الشرقية

في مواجهاتهم مع الجيش العربي السوري الذي سدد ضربات موجعة لهم، ما يدل على عجزهم عن تحقيق أي نتائج جراء عملياتهم العسكرية وإفلاسهم من تحقيق مكاسب على الأرض بعدما راحوا يخسرون مناطق نفوذهم الواحدة تلو الأخرى.

وعمد المسلحون إلى إشعال حرائق في ممتلكات خاصة في المنطقة الواقعة خلف سوق الهال في بستان القصر أمس الأول قبل انسحابهم منها إثر صد وحدات الجيش لمحاولتهم الإغارة على منطقة القصر البلدي في مركز المدينة واستخدموا قذائف الهاون لإشعال الحرائق في حيي الفيض والمشارقة ما خلق حال من الذعر بين السكان المدنيين الآمنين وإحراق محطة وقود خاصة.
وشوهدت سحب الدخان المتصاعدة من حريق شب في معمل للبلاستيك والذي أتى أيضاً على محل لصناعة الحلويات قرب جامع بدر في حي الكلاسة الذي يخضع لسيطرة المسلحين في الوقت الذي تصاعدت فيه النيران من مبان سكنية في حي الشيخ مقصود جانب جامع معروف بفعل قذائف هاون أطلقها المسلحون للانتقام من الأهالي الرافضين التعاون معهم والذين دفعوا ضريبة قاسية لمواقفهم أزهقت حياة 17 منهم بقذائف هاون مطلع الشهر الجاري.
وشهد أمس الأول أيضاً افتعال حريق كبير من المسلحين في مبان سكنية بساحة الحطب في حي الجديدة قبل هزيمة المسلحين فيه على يد القوات المسلحة التي تخيب آمالهم بالاقتراب من مركز المدينة.
ويتكل المسلحون على قناصتهم الذين ينتشرون على مقربة من أماكن إشعالهم للحرائق لمنع وصول سيارات الإطفاء لإلحاق أضرار بالغة بالممتلكات العامة والخاصة حيث حاول القناصون المنتشرون في حي البندرة في الجهة الشرقية من مباني السجل العقاري والمدني والكاتب بالعدل والسجل المؤقت ودوائر أخرى الحؤول دون وصول سيارات الإطفاء والإسعاف إلى تلك المباني التي شب فيها حريق ضخم الأحد الماضي في شارع عبد المنعم رياض بمنطقة السبع بحرات. وعلى مدى يومين قبل ذلك نشب حريقان في سوق المدينة القديمة الأثري والمسقوف والذي يعود عمره إلى نحو 800 عام ويصعب وصول سيارات الإطفاء إليه، ما أدى إلى احتراق العديد من المحال التجارية فيه.
ولا يأبه المسلحون لإتلاف وثائق الملكية وإلحاق أذى بمعاملات ومصالح المواطنين من حرائقهم المفتعلة في السجل العقاري ومؤسسة التأمينات الاجتماعية والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش.
وقضت وحدة من الجيش على عشرات المسلحين في عملية نوعية بقرية كفر عمة جنوب بلدة الأتارب والتي شهد محيطها مصرع العشرات في مواجهات الأيام الماضية. وكانت الاشتباكات التي دارت في حي بستان القصر بحلب بين الجيش العربي السوري والمسلحين أودت بحياة 50 منهم.
وأعلن مصدر رسمي في حلب انتهاء وحدات الجيش العربي السوري من تطهير منطقة العرقوب بالكامل والقضاء على الإرهابيين والقتلة الذين كانوا يستخدمون كل أنواع الأسلحة لإرهاب الأهالي والمدنيين في المنطقة، ونوه المصدر إلى الاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي من الإرهابيين.
وقال المصدر لوكالة الأنباء «سانا»: أن العملية كانت نوعية وتمت بنجاح وبأقل الخسائر في صفوف قواتنا المسلحة التي تمكنت من القضاء على عدد كبير من هؤلاء الإرهابيين المجرمين وتدمير تجمعاتهم.
وأضاف: إن أهالي المنطقة كان لهم دور كبير في إبلاغ قواتنا المسلحة عن أماكن الإرهابيين وتحركاتهم مؤكداً أن «تعقيد جغرافية منطقة العرقوب لم يمنع أبطال جيشنا الباسل الذين يطاردون هؤلاء الإرهابيين المرتزقة، من تنفيذ مهمتهم في تطهير المنطقة بشكل كامل ضمن الخطط الموضوعة».
وتابع المصدر: إن حقد الإرهابيين على منطقة العرقوب الملأى بالمعامل والمصانع التي تشغل آلاف العمال دفعهم إلى القيام بتدمير وإحراق عدد من الأبنية التي كانوا يتحصنون فيها.
وعثرت وحدة من القوات المسلحة خلال تطهيرها أمس منطقة معامل العرقوب من الإرهابيين على سيارة نوع شام مسروقة وبداخلها أسلحة وذخائر مختلفة شملت رشاش (بي كي سي) وبارودة بومبكشن مع ذخيرة كاملة وعتاد حربي وثلاث قذائف (آر بي جي) مع ثلاث حشوات دافعة وأجهزة اتصالات حديثة متطورة وبندقية روسية ورشاش (بي كي سي) معدل. وبدأت آليات مجلس مدينة حلب بتنظيف وتأهيل منطقة العرقوب بعد تطهيرها من المسلحين.
وفي عملية نوعية تمكنت القوات المسلحة من قتل وإصابة أعداد كبيرة من الإرهابيين غرب دوار الصاخور ودمرت سيارتين مزودتين برشاشي دوشكا قرب مشفى الحكيم بمنطقة الشعار.
وأسفرت عمليتان نوعيتان للقوات المسلحة عن تدمير مقر للإرهابيين و15 سيارة مزودة برشاشات دوشكا في مدينة الباب وقرية تل رحال بريف حلب.

وفي ريف دمشق انتهت وحدات من القوات المسلحة من تطهير منطقة السبينة من المسلحين وأعلنتها منطقة آمنة. على حين شهدت مناطق في الغوطة الشرقية اشتباكات عنيفة طوال نهار أمس وليل أول من أمس بين وحدات الجيش والمجموعات المسلحة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.
وقال أهالي في المنطقة لـ«الوطن» إنهم لاحظوا تحركات لافتة لعناصر من المجموعات المسلحة وميليشيا الجيش الحر على الطريق الرئيس للغوطة الشرقية وخصوصاً الممتد من مفرق قرية بيت نايم إلى مفرق قرية بالا.
وفي حمص قالت مصادر أمنية لـ«الوطن»: إن هيئة المصالحة الوطنية في المحافظة وعدداً من الوجهاء ورجال الدين بالتعاون مع المحافظ أحمد منير محمد، «تمكنوا من تحرير 25 مخطوفاً من عمال (شركة كهرباء حمص) اختطفهم مسلحون في حين كانوا يقومون بأعمال الصيانة والتصليح في قريتي دير الفول والزعفرانة بريف الرستن».
وعثرت الجهات المختصة على عشر جثث مجهولة الهوية مرمية على طريق عام حمص طرطوس بالقرب من مدينة تلكلخ، وبحسب المعلومات الأولية فإن تلك الجثث هي لعمال لبنانيي الجنسية.
وأكدت مصادر أمنية الإفراج عن 220 مواطناً سورياً ولبنانياً اختطفتهم مجموعة مسلحة أول من أمس من قرية الربلة بريف حمص الواقعة على الحدود اللبنانية السورية.
وقالت وكالة (فيدس) الفاتيكانية إن المختطفين مزارعون من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك.

سورية الان - الوطن