حالة طوارئ في مختلف الأجهزة الأمنية بعد توجه شبان من لبنان الى سوريا للقتال مع «داعش»افادت المعلومات ان ثمة حالة طوارئ غير معلنة من قبل مختلف الأجهزة الأمنية في طرابلس والشمال من أجل التصدي لظاهرة انتقال الشبان الى سوريا للقتال الى جانب تنظيم “الدولة الاسلامية” وتعطيل سفر الذين يشتبه بامكانية التحاقهم بالتنظيمات المتطرفة.
واكدت المعلومات لصحيفة “السفير” أنه جرى خلال الفترة الماضية توقيف عدد من الشبان خلال انتقالهم الى تركيا سواء عبر مطار بيروت الدولي أو عبر المرافئ اللبنانية للاشتباه بهم، وأن بعضهم اعترف بأنه كان ينوي الالتحاق بتلك التنظيمات للقتال الى جانبها، وقد تم التحقيق معهم ومن ثم الافراج عنهم.
الى ذلك كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع عن قيام مجموعة تضم نحو عشرين شخصا من طرابلس وبعض الأقضية الشمالية بمغادرة لبنان خلال الأشهر الماضية الى تركيا وعبرها الى سوريا للقتال الى جانب “داعش”، وأن أعمار هؤلاء تتراوح ما بين 19 الى 22 عاما، لافتة الانتباه الى أن عملية رصدهم وملاحقتهم معقدة وصعبة للغاية خصوصا أنهم أشخاص غير مشبوهين ومعظمهم من طلاب المدارس والجامعات، ويغادرون لبنان بشكل رسمي وبجوازات سفر شرعية بحجة السياحة.
واستبعدت المصادر أن يكون هناك جهات في طرابلس تعمل على تجنيد الشبان للقتال الى جانب “داعش”، مشيرة الى أن ترتيب عملية الانتقال تحصل عبر التواصل على شبكة الانترنت، لافتة الانتباه الى أن التحقيقات التي جرت مع بعض الذين أوقفوا مؤخرا أكدت وجود شخص من طرابلس يشغل منصب مساعد قاضي مدينة الرقة في “الدولة الاسلامية”، وهو الذي يتواصل مع الشبان ويؤمن انتقالهم من تركيا الى سوريا ومن ثم يقوم بتوزيعهم على المعسكرات.
وبحسب المصادر فان كثيرا من الشبان لا يعلمون أصول القتال في تلك المناطق، وأن هذه التنظيمات تخضعهم لتدريبات عسكرية سريعة، قبل انتقالهم الى الجبهات المتقدمة ما يؤدي الى مقتلهم.
وفي السياق علمت “السفير” بأن والد أحد الشبان ممن غادروا مؤخرا للالتحاق بـ”داعش”، أبلغ الأجهزة الأمنية بأن ولده أقنعه بأنه ذاهب الى بيروت لقضاء أيام عدة لدى أصدقائه، ومن ثم انقطعت أخباره، الى أن اتصل به بعد نحو عشرة أيام وأبلغه بأنه “على الجبهة في عين العرب الى جانب المجاهدين”، طالبا منه “الدعاء له ومسامحته في حال سقط شهيداً”.