جنــون الحريريــة وعقلانيــة حــزب الله

جنــون الحريريــة وعقلانيــة حــزب الله

Wednesday , 19 November 2014 - Me Panorama

أحمد الشرقاوي

الفرق بين المقاومة الشريفة والحريرية الداعشية في لبنان، هو كالفرق بين الثريا والثرى.. ذلك، أن المقاومة وُجدت بحكم الضرورة لتحرير الأرض من الإحتلال، والمقدسات من التدنيس، والإنسان من الجهل والتدجين، وليس من أهدافها إلغاء خصومها في السياسة لسرقة الوطن طمعا في إحتكار السلطة والإستفراد بالثروة، بالرغم من قدرتها على قلب الطاولة وأخذ البلد بين عشية وضحاها..
في حين أن الحريرية الداعشية تقف في المقلب الآخر المناهض جملة وتفصيلا لخيار المقاومة، ويقتصر دورها المشبوهة على محاصرة المقاومة بالسياسة وإجتثاتها بالإرهاب الصهيوني حينا والتكفيري أحيانا كثيرة، وتوظف في سبيل ذلك عامل الخوف من سلاح حزب الله خدمة لأهداف أسيادها في أمريكا و”إسرائيل” و “السعودية”، وتستعمل المال الحرام لإستقطاب الأتباع والمناصرين بالخديعة والوعود الكاذبة، وتستثمر في الإديولوجا الوهابية لتحفيزهم على الدفاع عن متاريسهم الطائفية ومعتقلاتهم المذهبية، وتحرضهم على إستهداف الجيش الذي رفض التحول إلى أداة رخيصة لمواجهة حزب الله..
وبلغت بالداعشية الحريرية الندالة حدأ غير مسبوق، حين إستثمرت في دم الرئيس الراحل رفيق الحريري من أجل مكاسب سياسية رخيصة، فاتهمت ضباط شرفاء بالمؤامرة، ثم حولت بوصلة الإتهام نحو سورية والرئيس بشار الأسد شخصيا، وحين لم تستطع إثبات إدعائها الباطل برغم تورط المراهق سعد الحريري شخصيا بملف تزوير الشهود، حولت الإتهام إلى حزب الله، ثم قايضته في السياسة مقابل سحب إسمه من التداول في محكمة لبنان “الدولية”، بشهادة موثقة من حليفها السابق كمال جنبلاط، وهو ما رفقضه الحزب، وفضل أن يُتّهم بالإرهاب على أن يُساوم على المبادىء والأخلاق.
ومن المعلوم، أن دخول المقاومة معترك السياسة كان لحماية ظهرها مما حيك ولا يزال ضدها من مؤامرات دنيئة، لعل أبرزها مؤامرة إستهداف سلاح الإشارة في 5 أيار الذي رد عليه الحزب في 7 أيار، ليتبيّن أن الداعشية الحريرية بدأت مبكرا في لبنان من خلال توظيف المرتزقة القتلة تحت غطاء الشركات الأمنية.
وبسبب خطورة ما كان يحضر للمنطقة من مخططات تخريبية لم تعد خافية على أحد، دخلت المقاومة الحرب ضد التكفيريين في سورية لحماية لبنان واللبنانيين من المصير الذي لاقاه إخوانهم في سورية والعراق، من سنة وشيعة ومسيحيين وإيزيديين وأكراد وغيرهم، فحفط الله لبنان وفشلت مشاريع أمريكا وإسرائيل بفضل وعي المقاومة، وصبرها على الظلم، وثباتها على الموقف، وتضحياتها الجسام، ودم الشهداء الأطهار الذي قدمته على مذبح العروبية والإسلام.
ومن الواضح أيضا، أن رؤية الداعشية الحريرية للدولة اللبنانية تختلف جملة وتفصيلا عن رؤية المقاومة الشريفة، لأنه في الوقت الذي كانت المقاومة تطالب بالوحدة الوطنية والشراكة لبناء دولة قوية مستقلة وعادلة، وكانت تعضّ على جراحها وتتجاوز ما أصبها من ضيم وأدى، وتمد يدها للحوار مع خصومها في السياسة إنقاذا للبنان الدور والكيان.. كانت الداعشية الحريرية ترفع شعار أن لا حوار مع السلاح، وتزعم أن قوة لبنان في ضعفه، وأنه يمكن إنجاز التحرير وبناء الدولة المستقلة والسيدة بالسياسة فقط من دون الأخذ بأسباب القوة، وهذا وهم لم يخطر ببال حتى أفلاطون صاحب الجمهورية الفاضلة.
وحيث أن من لا رؤية له يضطر لتبني رؤية الآخرين وتطبيق إستراتيجيتهم وتنفيذ سياساتهم التي تخدم مصالحهم على حساب مصالح لبنان واللبنانيين، فإن قوى الدواعش الحريرية التي أوجدتها مهلكة الشر والظلام الوهابية لإجتثات قوى المقاومة، لا مشروع لها سوى تطبيق سياسات القوى التي تمولها وتدعمها بهدف القبول بالإحتلال والتطبيع معه، مقابل السماح لها بسرقة الوطن، وممارسة الجهل والإستعباد، حتى يصبح الإستبداد شريعة، والفساد عرف مقدس يسمو فوق شرائع السماء وقوانين الأرض.. وهذه هي أبشع ميكيافيلية سياسية لم يعرف علم الإجتماع السياسي نظيرا لها سوى في لبنان.
والطائفية بهذا المعنى هي حالة سياسية أوجدها الخوف من الآخر الذي هو العلة الأولى التي تؤدي إلى إنهيار الدولة، وتفكك المؤسسات، وتعطيل القانون، فيسود الفراغ، وتغيب العدالة الإجتماعية، فيضطر الكائن الإجتماعي الذي يفقد إحساسه بالمواطنة إلى البحث له عن ملاذ آمن يحميه، فلا يجد أمامه من خيار غير الطائفة ليتمترس فيها.. وهذا هو معنى أن يقفز الإنسان نحو المجهول حين يُبتلى الوطن بالداعشية الطائفية.
والحرب الطائفية التي عرفها لبنان لم يكن سببها الحقيقي سوى غياب الدولة القوية، والمؤسسات الفاعلة، والأحزاب المسؤولة التي تمتلك رؤية وطنية جامعة يصطف الجميع ورائها من أجل مستقبل أفضل.. غير هذا مجرد تفاصيل لا قيمة لها.. وبالتالي، الحرب الأهلية كانت على أرض الواقع بين ملوك الطوائف الذين إستعملوا الناس الخائفين وقودا لنارها، تحت شعار “الدفاع عن الطائفة” لا الدولة التي هي الوعاء الوحيد الجامع لكل مكوناتها باختلاف مرجعياتهم الدينية ومشاربهم الثقافية وتوجهاتهم السياسية.
وإذا كان الإختلاف في السياسة مطلوب ومحمود بل وضرورة لا تستقيم اللعبة من دونها في عالم الثنائيات المتناضة، إلا أنه يتحول إلى خلاف منبوذ وخطير حين تغيب الرؤية الجامعة للدولة التي يريدها الناس، فتوظف الإديولوجيا التخريبية خصيصا لإجهاض هذا الحلم من خلال إسقاط الدولة ومؤسساتها، فيتفكك الوطن ويتفرق الناس، فيصبح حلم اللبناني هو الهجرة بدل الموت بلا هدف ولا قيمة.. وهذا ما يفسر تركيز الداعشية الحريرية على إستهداف الجيش العربي اللبناني، بإعتباره آخر مؤسسة نجت من الإغتيال السياسي بفضل عقيدة رجالها، وإيمانهم بلبنان الكيان والحلم والدور.
وبالتالي، في دولة كلبنان مثلا، والدولة هنا بالمعنى المجازي لا الحقيقي، تُعتبر ظاهرة التمترس الطائفي سياسية بامتياز، ولا علاقة لها بالإديولوجيا التي يمكن توظيفها لبناء معتقلات طائفية أو دولة وطنية قوية، لأنه بقدر ما تتعبر الإديولوجيا ضرورية في حياة الشعوب لأنها صمام أمان لوحدة المجتمع، بقدر ما يمكن توظيفها في الإتجاه المعاكس لتصبح شرا على المجتمع وخطرا على الدولة، فينفرط إجتماع الناس السياسي الذي من نتائجة الكارثية الفراغ المؤدي حتما إلى جحيم الحرب الأهلية..
من هنا نفهم سبب إصرار حزب الله وحركة أمل على تجنيب البلاد الفراغ حتى لو تم تجاوز الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الصورية.. لأنه من العبث الحديث عن عن إحترام الآليات الديمقراطية في غياب الدولة بالمفهوم السياسي الحقيقي، والتي لا وجود لها في لبنان إلا كشعار يُتاجرُ به في سوق النخاسة السياسية.
لأن إحترام اللعبة الديمقراطية في المرحلة الحساسة التي يمر منها لبنان اليوم معناه، إستدعاء الحرب الأهلية التي لم تحسم بعد برغم إتفاق الطائف الذي كان حلا ترقيعيا بإمتياز، على قاعدة حقن الدماء وإعطاء الوقت للوقت حتى يتفاهم اللبنانيون فيما بينهم.. وهذا كان الخيار الأقل سوءا من بين الخيارات السيئة القائمة، ولم يكن من الممكن التأسيس لبناء وطن للمواطنين في مملكة الطوائف.
وحيث أن لا شيىء تبدل في المشهد اللبناني منذ الطائف وإلى اليوم، فمن الطبيعي أن يستمر الصراع على حاله، ولو بطريقة مُقنّعة، تحت عناوين خادعة ومسميات كاذبة، وفي غياب مجتمع مدني واعي بهذه الحقيقة وغير قادر على فرض إرادته لإسترداد شرعيته المسروقة التي تتيح له تغيير المشهد برمته، على اللبنانيين الإنتظار إلى أن يفعل الله أمرا كان مقدورا..
لأنه ومن وجهة نظري المتواضعة، لا حل للبنان إلا بخيارين لا ثالث لهما، الأول، أن ينتظم لبنان بإرادة مواطنيه في كونفدرالية مع الوطن الأم سورية بإعتباره جزءا قُـدّ من بلاد الشام، في إنتظار إلتحاق بقية المكونات كفلسطين والأردن، ليتحقق حلم الشعوب في الوحدة ولو على مراحل، إلى أن يكتمل مشروع إتحاد بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين كقوة إقليمية عربية قوية، غنية، متجانسة، ومتكاملة مع بقية القوى الإقليمية في المنطقة كالخليج بعد التحرير، وإيران المدافعة عن مشروع الأمة، والمغرب العربي الذي يجب أن يضم دول شمال إفريقيا من مصر والسودان إلى المغرب الأقصى وموريتانيا، لتلتئم هذه المجموعات الكبيرة في إتحاد إقتصادي وأمني على شاكلة دول البريكس الصاعدة، لأنه في عصر العولمة، لا مكان للكيانات الصغيرة والضعيفة في معادلة العيش الكريم والمنافسة الشريفة وبناء الحضارة..
وهذا هو عصر الشعوب الآتي الذي بدأت إرهاصاته تطل في الأفق بديلا عن عصر الإقطاع والديكتاتوريات العميلة الفاسدة، قبل أن تملأ “داعش” الفراغ باسم “الخلافة” الوهمية التي تتوسع بسرعة الضوء على إمتداد جغرافية العالم العربي من العراق إلى المغرب الأقصى بدعم صهيوأمريكي لتفجير المنطقة وتفكيكها، وتستقطب عديد الشباب المقهور والمحروم من أبسط حقوقه في العيش بحرية وكرامة، وتجد لها مناصرين من دول غربية، لما تمثله من مشروع إسلاموي ظلامي يعد بالعدالة الإجتماعية في الدنيا ونعيم الجنة في الآخرة، وهذه هي النتيجة الطبيعية للفساد والإستبداد وسرقة ثورات الشعوب المقهورة التي انتفضت عفويا في ما سمي بالربيع العربي، فحولته أمريكا وعملائها في المنطقة إلى شتاء دامي.
أما الخيار الثاني، فهو إنتظار عودة الزعيم “غودو” من قطار التاريخ ليقيم في لبنان “المستقل” ديكتاتورية “عادلة” يلغي من خلالها الطائفية ويفرض على الناس المواطنة، ليتعيشوا على الريع والسمسرة والمساعدات الإنسانية المثيرة للشفقة..
وفي إنتظار ذلك، دعونا نعود للحديث عن المقاومة في لبنان، والتي بفضل إنجازاتها وإنتصاراتها المدهشة أصبحت اليوم قوة إقليمية تتحالف مع دول عظمى كروسيا، التي أعلنت الإثنين عن عزمها العمل مع حزب الله من أجل الأمن والإستقرار في المنطقة، في تطور مفاجأ وغير مسبوق، سيكون له أبعاد جيوسياسية وإستراتيجية مؤثرة في مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة.
المقاومة الشريفة في لبنان لا تحتاج لشهادة من أحد، فقد أثبتت نجاعتها في أكثر من محطة ومناسبة، من التحرير سنة 2000 إلى حرب تموز 2006 التي أعطت للعزة والكرامة معنى وإحساس افتقدتهما الأمة العربية والإسلامية منذ زمن بعيد، فبدأ عصر الإنتصارات وولى عصر الهزائم والإنكسارات.. ومخافة أن يتحول هذا النموذج الجميل الراقي إلى قطب عربي وإسلامي جامع للأمة فتتجول البوصلة نحو فلسطين والإحتلال الأمريكي المقنع للمنطقة، قررت أمريكا وأدواتها مواجهته بمشروع الإسلام الداعشي، لتفجير حرب دينية بين السنة والشيعة تحرق نارها الأخضر واليابس لثلاثين سنة قادمة.
خطورة المقاومة الشريفة في لبنان لا تكمن في أنها حطمت أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر فحسب، بل حطمت أيضا أسوار الإسمنت التي أقامتها الخيانة العربية في النفوس على مدى سنوات النكبة والهزيمة والنكسة، وبفضل الفكر المقاوم الذي يسمو على الإنتمائات الطائفية والمذهبية ويخترق جدران الهويات ومعتقلات القوميات وسجون الإنتماءات.. نجحت في كسر كل مفاهيم الضعف والعجز والقهر، ففهم المواطن العربي المستضعف أن الهزيمة ليست قدرا، وأن النصر هو إرادة وعزيمة وقرار، يُحوُّل المستحيل إلى مُمكن، وهذا هو معنى المعجزة في زمن لم تعد فيه السماء تجري المعجزات على أيدي الأنبياء، بعد أن أصبح المقاوم هو من يصنع المعجزات ببركات السماء.
تاريخ المقاومة الشريفة في لبنان لا يكتبه اليوم أبناء عبد شمس وأبو جهل وعبيد هبل في ليالي الأنس الحمراء بمخادع النساء، بل يكتبه شرفاء الأمة في ميادين القتال باللحم والدم والأشلاء، فيزهر نصرا ومجدا ومروءات.. وكلما أحصوا عدد شهدائنا للشماتة فينا نُحصي ما تبقى من أيامهم السوداء، ليحلوا عن صدورنا ويرحلوا عن سمائنا بالموت أو بالهروب الكبير إلى حضن الأخ الأكبر راعي الديكتاتوريات العربية وحامي المفسدين الفاشلين إلى حيـن.
ومعلوم أن قطعان مرتزقة آل سعود اليهود في المنطقة، هم الوجه الآخر للصهيونية عقيدة وممارسة وأخلاق، يجمع العالم اليوم على أنهم ماركة “سعودية” معولمة ومسجلة في أمريكا، ويجمع المسلمون كما المسيحيين باختلاف أعراقهم وأوطانهم وعقائدهم ومشاربهم وتوجهاتهم أنهم خوارج العصر بامتياز، ولا يشك أحد من شعوب الأرض أن الخوارج لا يصلحهم ولا يردعهم إلا الحسم العسكري، لأنهم قمة الشر والفساد والظلام، ولذلك نسميهم زبالة البشر.
وهذا ما فهمه اللبنانيون سنة وشيعة ودروز ومسيحيين أيضا.. حتى البطريرك الراعي الذي كان ينادي بالحوار مع “داعش”، عندما استشعر الخطر على أبناء رعيته بعد الذي حصل في معلولة بسورية والموصل في العراق، سافر إلى الأم الحنون فرنسا ليستشيرها في مصير أتباع الكنيسة في لبنان، فقالوا له، لا حل لهم سوى الرحيل.. فحمل صدمته إلى الحبر الأعظم في روما، ليكتشف أن المؤامرة تجاوزت منطق السياسة وحدود الدين.
وكان واضحا أن ما لم تنجح في تحقيقه مؤامرة 5 أيار الأمنية في بيروت، ومحكمة الحريري الجنائية في لاهاي، وإسقاط معادلة “الشعب والجيش والمقاومة” بالسياسة من بيان الحكومة، قد تنجح فيه “داعش” وأخواتها بالقتل والذبح والتفجير المنهج، وفق ما كانوا يتوهمون، لأن الغاية هي إشاعة مزيد من الخوف والرعب.. وكان المخطط يقتضي محاصرة المقاومة من الشرق والشمال والجنوب، لضرب حزب الله وبيئته وجمهوره وداعميه ومناصريه، ليسهل على إسرائيل بعد ذلك الإنقضاض عليه وإجتثاته، وتقديم لبنان وطنا وهابيا نقيا تقيم عليه “السعودية” إمارة يحكمها الحريري ومرتزقته المنضوين تحت لواء 14 سمسار تحت الوصاية الإسرائيلية.
ويرغم أن هذا الوهم قد فشل بدخول حزب الله الحرب في سورية وقتال التكفيريين هناك، إلا أن عملاء إسرائيل لا يزالون من غبائهم يراهنون على الإرهاب، وينتظرون ما سيصنعه بفضل مال الزيت في سورية ليسرقوا لبنان من أبنائه الأحرار، ويحولوه إلى مزرعة للفساد، وماخور للعهر والبغاء يستمتع فيه أعراب الزيت بلحم الصبايا الملاح.
اليوم خسروا كل معاركهم بالوكالة مع حزب الله، ولم تفدهم الشعارات التي وضعتها لهم “إسرائيل” كشرط للعبور للدولة كما يزعمون، من نزع سلاح الحزب اللاشرعي كما يقولون، ووجوب إنسحابه من قتال التكفيريين في سورية، وفك إرتباط الجيش والشعب بالمقاومة، ليحولوه إلى كيان سياسي بلا رؤية، ولا دور، ولا أنياب ولا أسنان يدافع بها عن وجود لبنان ومصير أبنائه.. وكأن حزب الله حل ضيفا ثقيلا في وطن سعد الحريري السعودي، وليس ابن البلد أنبته الله من تراب أرضها الطيب، وجعله سدا منيعا في وجه عبدة مال الزيت وقتلة الأنبياء الذين حاربوا نبي الرحمة محمد (ص) فهزمهم وطهر من رجسهم الأرض، وحاولو صلب المسيح (ع) فرفعه الله ثم توفاه، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.
اليوم مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة ودروز، باستثناء الزعيم المهبول كمال جنبلاط ناصر “جبهة النصرة”، بالإضافة للجيش العربي اللبناني الأبي، يقفون في خندق واحد مع حزب الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف في وجه الداعشية السياسية الحريرية، ودواعش آل سعود وعملاء الصهاينة.. كل شرفاء لبنان أدركوا أبعاد المؤامرة، وفهموا أن لا عاصم لهم اليوم من الداعشية الحريرية والوهابية والصهيونية غير تكتلهم ووقوفهم صفا واحدا على قلب رجل واحد خلف حزب الله الجبار، فقرروا التكتل تحت لواء “سرايا المقاومة”، لأن المخاطر كبيرة، والزلزال القادم يهدد وجود لبنان الوطن ومصير أبنائه الشرفاء جميعا، فطالبوا حزب الله بتدريب وتسليح شبابهم، لأن المصير واحد وعلى الجميع التصدي له.
وعندما اكتشفت السعودية وعملائها هذه الحقيقة، تبين لهم أن معادلة “الشعب والجيش والمقاومة” التي سقطت من بيان الحكومة بالسياسة، كانت قد أينعت بذور ثقافتها واقعا جديدا مزهرا على الأرض، فكانت الصدمة بحجم الكارثة.. فاتهموا حزب الله بالجنون، وبدأوا يُنظّرون بقرب نهايته وانقلاب ما أسموه بـ”مليشيات المرتزقة” ضده، وأن من شأن ما قام به الحزب من حماقة أن يساعد “إسرائيل” على إختراقه، وأن من سلحهم اليوم ودربهم سينقلبون عليه غدا..
ونحن نقول لهم بالمناسبة، لا تقلقوا أيها العملاء على حزب الله، لأن المقاومة لم تكن شيعية كما كنتم تزعمون، وهي لا تحتاج لإعتراف منكم، ولا لبيان وزاري، ومحاولتكم اللعب على الوثر الطائفي والمذهبي لم تنجح ولن تنجح أبدا في تأليب الرأي العام ضدها لأن الناس هم المقاومة أيها أغبياء، والمال قد يشتري النفوس الضعيفة لكنه يستحيل أن يحول الكرامة إلى سلعة رخيصة، وإستهدافكم للجيش العربي اللبناني لن يدفعه للإنشقاق والإلتحاق بدواعشكم أيها الجبناء، لأن حزب الله سد عليكم الأبواب والنوافذ، وأغلق كل الشقوق التي كنتم تتسربون منها كالعفن إلى عقول الأبرياء، وأقام معادلة “الشعب والجيش والمقاومة” على الأرض لتكون حصنا حصينا يحمي الوطن والمواطنين، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة ودروز…
لقد فاجأكم حزب الله أليس كذلك؟.. نحن نفهم عظيم وجعكم وكبير مصابكم، فعظم الله أجركم في مشروع وهمك.. لأنه ليس سهلا أن تضيع منكم إمارة لبنان برغم دعم أمريكا والسعودية وإسرائيل لمشروعكم بالسياسة وبكلاب الدواعش وزبالة العملاء، فماذا أنهم فاعلون أيها المتآمرون؟..
والمقاومة كما وعدت جمهورها وشعبها وأنصارها بالإنتصار الكبير، فمن موقعنا المتواضع كمراقبين ومحللين وكتاب مهتمين بإستشراف المستقبل، وكمقاومين كل بطريقته، نقول لكم.. قريبا سينتهي عصر الدواعش ويطل عصر الشعوب بفضل المقاومة وثقافة المقاومة.. هذا وعد الله الذي قال عنه في قرآنه المجيد: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون).. فأين تذهبون من قضاء الله وقدره الذي لا راد له أحب من أحب وكره من كره؟..
وكـل معركــة وأنتــم مهزومــون يـا أشبــاه الرجــال…

» العــدوان على سوريــة و الهــدف حــزب الله
» حــزب الله تحــوّل إلـى تهديــد للمنطقــة
» «أنصار الله» في اليمن على خطّ حزب الله، وانشقاقات داخل البيت السعوديّ
» ماجاء في خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله 30/4/2013 السيد نصر الله: دمشق لن تسقط عسكرياً
» حزب الله ينفي وجود ابن شفيقة "نصر الله" مع المخطوفين ويندد بمجزرة الحولة