«أنصار الله» في اليمن على خطّ حزب الله، وانشقاقات داخل البيت السعوديّالخبر برس (خـــــــــاص)
دخل العدوان السعوديّ ضدّ الشعب اليمنيّ، أو ما أطلق عليه «عاصفة الحزم»، يومه الخامس دون نتائج إيجابيّة تذكر لصالح التحالف، باستثناء استعراض للطائرات بضرباتها الجويّة التي استهدفت المدنيّين وبعض المنشآت الحيويّة داخل اليمن.
هي انتصارات إذن تسجلّها القنوات السعوديّة للضربات الجويّة، مع غضّ طرفها عن الخسائر الفادحة بصفوف المدنيّين والأطفال. وفي المقابل تنشغل وسائل إعلام عربيّة أخرى بإظهار وحشيّة العدوان، مسلّطة الضوء على المجازر التي ترتكبها مملكة آل سعود وحلفاؤها ضدّ الشعب اليمنيّ.
ومن جانب آخر يدور الحديث عن «بنك الأهداف» الذي يعمل التحالف الخليجيّ على ضربه، إذ تتوارد أنباء مؤكّدة أنّ خارطة الأهداف قدّمتها المخابرات الأميركيّة إلى مملكة الرمال، حيث تمّ تزويد الطائرات الحربيّة بها، لتبدأ الغارات منذ اليوم الأوّل على تلك الأهداف التي من المفترض أن تكون «عسكريّة»، لكنّ التسجيلات ومقاطع الفيديو أظهرت عكس ذلك، فجميع الأهداف التي استهدفها طيران التحالف تعود إلى منشآت حيويّة من: محطّات كهرباء، ومستشفيات، وبعض المنازل والمساجد.
«الطعم الأميركيّ» أدخل المملكة العربيّة السعوديّة في مستنقع الوحل، ليرسم نهاية المملكة على شاكلة نهاية «صدّام حسين»، فبعد إعطائه الإذن باحتلال الكويت- تحت الطاولة- تتمّ إدانته على هذا الفعل فيما بعد، وتشنّ الحرب عليه.
واليوم، الزمن يعيد نفسه، فقد استطاعت أميركا إدخال السعوديّة في المستنقع نفسه للتخلّص منها فيما بعد.
كما أنّ ما يجري داخل السعوديّة يثير التساؤل حول مدى حقيقة هذه الانتصارات التي حققتها المملكة: فهل ما يعيشه المواطنون السعوديّون من قلق وحيرة، تحت ذريعة أمن المملكة، خصوصًا مع التدريبات على إخلاء المطارات التي قامت بها القوّات السعوديّة، وشملت مطار جدّة، بالإضافة إلى نشر دبابات وبطاريّات صواريخ على الحدود الجنوبيّة، هو من مظاهر الاحتفاء بالنصر؟!
إنّ «تأخّر الردّ» من قبل أنصار الله، جعل المملكة تعيش حالة من التخبّط، وهذا تكتيك أخذه أنصار الله عن المقاومة الإسلامية في لبنان: بعدم الردّ المباشر على العدوّ الإسرائيليّ لجعله يتحسب ليل نهار، ثمّ تأتي الضربات مباغتة له من حيث الزمان والمكان، وحال المملكة العربيّة السعوديّة يشبه إلى حدّ كبير حال الحدود الشماليّة لفلسطين المحتلّة، لكنّ الفارق هو أنّ الحدود الجنوبيّة للمملكة بدت شبه خالية من السكّان مع إقفال المدارس بكافّة محافظات الجنوب، إضافة إلى نزوح جماعيّ من كلّ من «جازان ونجران وعسير» باتّجاه الطائف ومكّة وجدّة.
هذا «التخبّط» دفع بيت الحكم السعوديّ للإقدام على عدّة خيارات منها إطلاق سراح عدد كبير من الموقوفين بقضايا إرهابيّة، واستقدامهم إلى أماكن الجنوب للمشاركة بحماية الحدود البريّة. كما أنّ الشرخ بين أفراد العائلة الحاكمة دفعها لدرس خيار حلّ الحرس الوطنيّ، مع تزايد الخلاف بين محمد بن سلمان ومتعب بن عبدالله.
هذا وقد ذكرت مصادر صحافيّة أنّ الطائرات الأباتشي استهدفت الأراضي السعوديّة في الجنوب عن طريق الخطأ، في وقت أكّدت فيه وسائل إعلام أخرى أن الاستهداف سببه رصد تقدّم للحوثيّين باتجاه الجنوب. وما بين هذا الخبر وذاك، يبقى صمت جماعة أنصار الله، وعدم ردّها بشكل مباشر على المملكة، ما يعكس توقّعات المشاركين بالعدوان السعوديّ بأنّ المعركة ستأخذ وقتًا طويلًا، ولا تكهنّات حول المنتصر!.
(كلمة الخبر برس)