عين أوباما على العمامة السوداء في طهرانعلي مخلوف – عربي برس
شكّلت الرسالة الأمريكية الأخيرة على إيران وإلى المرشد الأعلى بالتحديد جلبةً كبيرة في وسائل الإعلام، هذه الرسالة فتحت آفاق الأمل صوب مفاوضات الملف النووي، لم ترسل واشنطن رسالتها إلى الرئيس الإيراني بل وُجهت إلى المرشد الأعلى؟، ولم هذا الحديث المحموم عن المفاوضات النووية مع إيران في هذه الفترة بالتحديد التي تتزامن مع مبادرات بشأن سوريا، نقصد المبادرة الروسية ومبادرة المبعوث الأممي ديمستورا؟.
أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني قال أن بلاده ردت على الرسالة الأمريكية إلى المرشد وهي لم تكن الأولى، مضيفاً أنهم متفائلون بالتوصل إلى اتفاق نووي، لكن أكثر ا كان لافتاً فيما جاء على لسان شمخاني هو أن رسائل من عدة دول عربية وصلته تقول انها تريد التقارب مع إيران وأن سياساتها كانت خاطئة، قائلاً: لن أسمي هذه الدول العربية لكنني قلت لهم صحيح تأخرتم فلا تكونوا بطيئين ولا تتوقفوا عند أمور بسيطة، فضلاً عن إشارته أنه لم يعد هناك أي مكان للتقدم لمن يعمل ضد الشعوب فصنعاء وبيروت ودمشق وبغداد مختلفة عن السابق .
بالنسبة لاختيار واشنطن توجيه الرسالة إلى المرشد الأعلى فإن ذلك يعني بأنها تريد الحصول على جواب نهائي من أعلى سلطة في الجمهورية الإسلامية، من المرشد الأعلى ذاته، بحيث يكون قراراً شرعياً وسياسياً في آن واحد، بمعنى آخر أن يكون الجواب الشافي من قبل إيران مضموناً وواضحاً بشكل نهائي، واللافت أن هذه الرسالة لم تكن الأولى التي تُوجه إلى المرشد الأعلى بالتالي فإن هناك محاولات أمريكية حثيثة من أجل حلف موضوع الملف الإيراني لأنه المفتاح للكثير من الملفات الهامة في المنطقة الأسخن في العالم.
بالعودة لما قاله شمخاني فلا بد من التوقف عند حديثه عن دول عربية اعترفت بخطأ سياستها في المرحلة السابقة و تريد التقرب مع إيران، من تكون تلك الدول؟.
بالتأكيد فإن النظام في الرياض ليس من ضمنها لأن آل سعود يرون في أنفسهم نداً مواجهاً للعملاق الإيراني في المنطقة وهم يتبعون سياسة الاستفزاز تارةً والمهادنة تارةً أخرى، من الدول الخليجية سلطنة عمان وهي لم تخطأ في سياساتها كما غيرها وتجمعها علاقات طيبة مع الجمهورية الإسلامية أساساً عُمان علمت كيف تكون السياسة ولم تعادي أحداً منذ البداية ما جعلها المرشحة الخليجية الأوفر حظاً للعب دور إقليمي هام أكثر من غيرها، تبقى كل من البحرين والكويت والإمارات، الأخيرة هي من ضمن الدول التي بعثت برسائلها للإيراني، لا سيما بعد محاولة تحييد نفسها عن الكيدية الخليجية الموحدة تجاه كل من سوريا وإيران، أما البحرين والكويت فإن إقدامهما على إرسال أية رسائل لطهران من شأنه أن يعزز الشرخ في النادي الخليجي بعد وجود خلافات خليجية مع الشقيقة الصغرى قطر، الرياض ستشيط غضباً إن كان ذلك صحيحاً، وتبقى مصر التي من المؤكد بأنها على رأس الدول العربية التي قصدها شمخاني بقوله فهي قد أخطأت فعلاً بسياساتها الخارجية في المرحلة السابقة وتحاول أن تعيد حياكة علاقاتها الإقليمية والخارجية من جديد لتعود إلى دور ريادي في العالم العربي، ولن يمكنها ذلك دون وجود علاقة طيبة مع إيران في هذه المرحلة.
نختم بما قاله شمخاني بأن صنعاء وبيروت ودمشق وبغداد باتت مختلفة عن السابق، أولاً نلاحظ هنا ضم صنعاء اليمنية إلى محور المقاومة المتمثل بدمشق وبيروت ومؤخراً العراق بعد المواقف الشجاعة لحكومة المالكي في الفترة التي مضت، تصنيف اليمن بحسب المسؤول الإيراني مع دول موصوفة بأنها حلقات أساسية في سلسلة المقاومة أشبه بإعلان رسمي إيراني بأن اليمن باتت في محور المقاومة الذي قامت من أجله ما تُسمى بـ “ثورات الربيع العربي” لكسره.