مرشد «الإخوان» الجديد: عين على اللاذقية

مرشد «الإخوان» الجديد: عين على اللاذقية

تشرين الثاني 8, 2014
عامر نعيم الياس

انتخب مجلس شورى جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة في سورية، محمد حكمت وليد، مرشداً عامّاً للجماعة لمدة أربع سنوات، خلفاً للشيخ محمد الشقفة. وعُيِّن حسام الغضبان نائباً له، وذلك خلال اجتماع عقد في اسطنبول التركية معقل الإخوان الجديد.

طبيب العيون البالغ من العمر 70 سنة، ولد في مدينة اللاذقية السورية، ودرس في بريطانيا، وقام بالتدريس في بعض الدول الغربية كإيرلندا، بحسب «لوفيغارو» الفرنسية، وما لبث أن استقر في السعودية منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث عمل في مستشفى الملك عبد العزيز حتى عام 1988، ثم استشارياً لأمراض العيون في جدّة.

أما نائب المرشد والذي حلّ في المركز الثاني في «الانتخابات» التي جرت في تركيا، فهو من الجيل الجديد في الإخوان، وشغل منصب رئيس مكتب الشباب في الجماعة، وهو من ريف دمشق. فما سرّ هذا التغيير في التقسيم التاريخي لقيادات الجماعة وفي مقدّمها منصبا المرشد ونائبه؟ إذ جرت العادة أن تُدوَّر المناصب بين حماه وحلب، كونهما شكلتا القاعدة الأساس في بلورة الفكر المسلّح لدى الإخوان في سورية، ومنها إلى مختلف الأقطار العربية، فالطليعة المقاتلة التي ارتكبت المجازر في الثمانينات في سورية، تشكل النواة الفكرية والتنظيمية والهيكلية لكافة التنظيمات التي تتبنى فكر «القاعدة»، سواء في سورية أو خارجها، على امتداد الدول التي تدين بالإسلام.

الواضح أن الجماعة التي تعتبر الأكثر تنظيماً بين أطياف ما يسمّى «المعارضة السورية»، وتتلقى دعمها المالي من قطر واللوجستي السياسي من تركيا وبعض الدول الغربية، تحاول التكيّف مع الواقع الجديد على مستوى بنى الحركة أولاً. فالجيل الجديد فيها يحاول إبعاد الجيل القديم وذلك لخصوصية الوضع الذي تتمتع به الجماعة في المعادلات الدولية والإقليمية. لكن هنا لا بدّ من التشديد على رفض الفكرة التي يحاول البعض ترويجها عن وجود حمائم وصقور في الصف الأول للإخوان. الواضح أن عمليات التناوب في تداول المناصب الرئيسة في الجماعة تعود إلى ما تمليه مصلحة الجماعة في الظرف الراهن، والصراع لا يعدو عن كونه صراع أجيال لا صراعاً بين جناح متشدّد وآخر أقل تشدّداً. وثانياً، لا بدّ من الإشارة إلى أن الخروج عن قاعدة التدوير، وبهذا الشكل الصارخ، إذ أُبعدت حماة وحلب عن منصبي المرشد ونائبه، واستعيض عنهما باللاذقية وريف دمشق.

هذا الخروج يشير إلى التالي: من جهة، يحاول الإخوان الإيحاء ببداية عهد جديد في نهج الجماعة، يساعد في استقطاب المزيد من القواعد عبر الخروج من النمطية التي كانت سائدة، وذلك في ظل المنافسة الشديدة بين المنظمات الإسلامية المتطرّفة على اجتذاب الكمّ الأكبر من الشباب في معركة قذرة أثبتت أن للعدد دوراً فاعلاً فيها.

ومن جهة أخرى، فإن الإخوان ربما يضمرون من خلال توجيه نشاطهم باتجاه اللاذقية، إلى إحداث بلبلة وفوضى تساهمان في ضرب حالة الاستقرار التي تعيشها المدينة الساحلية منذ القضاء على كامل بؤر التوتر التي ظهرت داخلها في بداية الأحداث في سورية عام 2011، بما يساهم في إرباك الدولة السورية وزيادة الضغط على القوات المقاتلة في الساحل، والتي توجّه جهودها نحو بعض مناطق ريف اللاذقية، خصوصاً الشمالية منه.

كاتب سوري

» محكمة مصرية تقضي بثالث حكم مؤبد بحق مرشد الإخوان بمصر
» كتب خليل قانصو: الإخوان المسلمون وسط مشروع الشرق الأوسط الجديد !
» الحكم بالاعدام على مرشد جماعة الاخوان في مصر في قضية جديدة
» محافظ اللاذقية يقدم عرضا شاملا عن واقع المحافة: معلمو الحسكة والرقة في طريقهم الى اللاذقية، و 90% من قتلى معارك ريف اللاذقية ليسوا سوريين
» شارلي إبدو تطبع 5 ملايين نسخة من عددها الجديد ورسم النبي محمد على غلافه – صحيفة تركية تعيد نشر رسوم من عدد شارلي إبدو الجديد