رسائل أمنية سورية أربكت «إسرائيل».. مفاجآت يحضّرها الأسد - اقتباس :
ماجدة الحاج – صحيفة الثبات
لم تكد تنتهِ ارتدادات خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير على الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية”، التي تداعت إلى تشفير تهديداته حيال عزم المقاومة جعل كل مناطق الكيان “الإسرائيلي” هدفاً لصواريخها في أي حرب قادمة، حتى أُلحقت برزمة معلومات أمنية “من العيار الثقيل” – حسب توصيف مسؤول دبلوماسي أوروبي – وصلت من ميدان سورية إلى دوائر القرار في تل أبيب، ومفادها أن شحنات من صواريخ “S-300″ الروسية باتت فعلاً في حوزة دمشق، برفقة خبراء عسكريين روس أنجزوا عملياً “تموضع” بعضها في نقاط استراتيجية سورية، ما زاد من القلق والإرباك “الإسرائيليَيْن”، لما لهذا النوع من الصواريخ من ميزات عسكرية قادرة على شل حركة الطيران المدني والعسكري فوق غالبية مناطق فلسطين المحتلة، كما قدرتها على إقصاء سلاح الجو “الإسرائيلي” من أي دور مرتقَب في سورية، وبالتالي من معادلة الصراع، لتُرفَق هذه المعلومات بمُلحق لا يقل خطورة، وفيه أن دمشق حصلت أيضاً على شحنات من “الصواريخ الشريرة”، ويُقصد بها “اسكندر”، وخطورته أنه يزن ثلاثة أطنان، ويحمل رأساً يزن 400 كلغ شديدة التفجير، وميزاته أنه قادر على الوصول إلى المنشآت العسكرية “الإسرائيلية” بمداه الذي يبلغ 300 كلم وتدميرها تدميراً تاماً، كما قدرته الفائقة على المناورة والتشويش واستحالة اعتراضه.. معلومات أدرجها محللون وخبراء عسكريون في خانة جهوزية القيادة السورية – بالتنسيق مع حلفائها – للردّ على أي محاولة “إسرائيلية” لإقامة حزامها الأمني في الجنوب السوري، وربطاً بمعلومات ميدانية تؤشر إلى اقتراب بدء الجيش السوري تنفيذ عمليات عسكرية هامة في القنيطرة ودرعا – حيث أمّنت “إسرائيل” تمدُّد عناصر “جبهة النصرة” في نقاط استراتيجية – أُردفت بكلام “أمني” ألماني وصل إلى مسامع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مفاده “في حوزة الرئيس بشار الأسد حزمة مفاجآت”!
وفي وقت توقّف محللون عسكريون أمام سرعة ونجاح العمليات العسكرية التي ينفّذها الجيش السوري في غالبية الجبهات السورية مؤخراً، عزت مصادر أمنية لبنانية مقرّبة من فريق 8 آذار، التطور الميداني اللافت إلى خطط عسكرية وُصفت بالاستراتيجية أشرف عليها شخصياً الرئيس بشار الأسد وقادة من حلفاء سورية، بينهم مسؤولون أمنيون من روسيا وإيران، أعقبها نزول الأسد ببزّته العسكرية إلى الميدان، بالتزامن مع جولة ميدانية لافتة في توقيتها ومكانها للسيد حسن نصرالله على أحد مواقع مقاتلي حزب الله في البقاع الشمالي، وفي ذلك – وفق المصادر – أكثر من دلالة، لما ينتظر المرحلة المقبلة من مفاجآت ميدانية في سورية، كما في لبنان.
وفي السياق، أكّد موقع “نيوزويك” الأميركي أن كل التقارير الأمنية الواردة من سورية تكاد تُجمع على حتمية انتصار “الأسد”، مُقرّاً بقدرة الاستخبارات السورية – كما العراقية -على اختراق أبرز التنظيمات المسلحة المتشددة على الأرض، وفي مقدمها “داعش”.
وبالموازاة، يشير خبراء عسكريون إلى خطورة ما يجري في عين العرب السورية، لناحية ارتباطه بمخطط أميركي يُفضي إلى قيام إقليم كردي يبدأ في كردستان العراق، ويصل إلى الشمال السوري، ضمن تعويل إدارة الرئيس باراك أوباما في مشروعها التقسيمي على مسعود البرازاني (زعيم إقليم كردستان، والموالي لها ولإسرائيل) ولنيتها تنصيبه زعيماً للأكراد على طول الإقليم “الموعود”. وربطا بالأمر، شككت صحيفة “اوبزرفر” البريطانية في قدرة واشنطن وتل أبيب وأنقرة على تنفيذ مخططاتهم في سورية – شمالاً أو جنوباً – جراء جهوزية عسكرية سورية “وصلت إلى حدها الأقصى”، عبر رفدها بمضادات جوية وبحرية روسية، إضافة إلى أسلحة متطورة ستدخل للمرة الأولى شريكاً في عمليات الجيش السوري، من دون إغفال تواجد الأساطيل الروسية في بعض الموانئ السورية، ومن ضمنها السفينة “سموم” الأسرع في العالم، التي رست منذ قرابة الشهر ونيف في مرفأ طرطوس، والمزوَّدة بأنظمة صاروخية وصواريخ طوربيد، كما بنظام دفاع جوي صاروخي مضاد للطائرات والصواريخ المجنَّحة، من طراز كروز وتوماهوك.
في المحصلة، وعلى وقع الكباش القطري – السعودي الذي تُرجم معارك دامية على الأرض بين جبهتي “النصرة” و”ثوار سورية” في ريف إدلب، في ظل معلومات تشير إلى “تعميم” تلك المعارك على تنظيمات مسلحة أخرى فيما بينها، عصبها “النصرة” أيضاً، خصوصاً في الجنوب السوري، يُكمل الجيش السوري عملياته العسكرية باتجاه حسم أكثر من جبهة استراتيجية في المدى القريب المنظور، مُرفقاً بكلام واثق بالنصر نقله مسؤول لبناني التقى الرئيس بشار الأسد مؤخراً، متوّجاً بعبارة “سورية لا تنكسر، فلينتظروا مفاجآتنا”.