الجيش السوري يستعد لاسترجاع حقل الشاعر هل قتلت «النصرة» قادة «أحرار الشام»؟

الجيش السوري يستعد لاسترجاع حقل الشاعر هل قتلت «النصرة» قادة «أحرار الشام»؟

03 نوفمبر 2014

في الوقت الذي تستعد فيه قرى ريف ادلب لمعارك ضارية بين «جبهة النصرة» و«جبهة ثوار سوريا»، ظهرت معطيات جديدة قد تكشف حقيقة الانفجار الذي أودى بحياة كبار قادة «أحرار الشام» في بلدة رام حمدان في ريف إدلب في 9 أيلول الماضي. وجاء ذلك فيما يستعدّ الجيش السوري لاستعادة السيطرة على حقل الشاعر للغاز في ريف حمص، والذي احتلته عصابات «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» قبل ايام. وقالت مصادر مقربة من «أحرار الشام» إن زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني وبّخ قادة «أحرار الشام»، قبل أيام من مقتلهم، مصراً على استكمال مشروعه في السيطرة على ريف إدلب رغم معارضتهم له. وأشارت إلى أن كواليس الحركة شهدت، خلال الأسابيع التي سبقت مقتل قادتها، في انفجار لم يكشف عن سببه بعد، نشاطاً مكثفاً من قبل بعض مشايخها، وعلى رأسهم أبو يزن الشامي، هدف إلى إجراء مراجعات دينية وفقهية تتناول منهج الحركة وسلوكها، انتهت بتوصيات رفعت إلى قيادة الحركة بضرورة التخلي عن منهج السلفية «الجهادية» لأن «قعدنة» (أي ربطها بتنظيم «القاعدة») «الثورة السورية» لم يجرّ عليها سوى المفاسد والأضرار. وتحدث مصدر مطلع على كواليس «النصرة»، لـ«السفير»، عن توتر كبير بين «النصرة» وبين «أحرار الشام»، مشيراً إلى أن قادة «أحرار الشام» اجتمعوا، قبل مقتلهم بأيام، مع الجولاني لمناقشة العلاقة بينهما ومستقبل الصراع في سوريا ومشاريع كل طرف. ووصف الاجتماع بالعاصف، وشهدت المناقشات بين الطرفين مشاحنات عنيفة، حتى أن الجولاني خرج عن طوره أكثر من مرة ووبّخ قادة «الأحرار» على تراجعهم عن نهج «القاعدة»، ملمحاً إلى التخوين والخذلان. وأكد المصدر أن الجولاني أبلغ محاوريه في الاجتماع نيته استكمال مشروعه بالسيطرة على ريف إدلب وتطبيق «الشريعة الإسلامية» فيه، وعندما عارضوه في ذلك، هدد بأن الحرب ستكون بينه وبين كل من يقف بوجهه. وانتهى الاجتماع ليقتل «قادة الأحرار» بعده بأيام فقط. في هذا الوقت، داهم مقاتلو «جبهة النصرة» القرى والبلدات التي سيطروا عليها في ريف ادلب، وتفتيش معاقل «جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم»، فيما يقوم قائد «ثوار سوريا» جمال معروف بالاشتراك مع صديقيه قائد «ألوية الأنصار» مثقال العبدالله وقائد «جبهة حق» يوسف حسن بحشد المقاتلين، واستقدام تعزيزات إلى ريف حماه الشمالي وريف إدلب الجنوبي، تحضيراً لهجوم مضاد ينوي القيام به لرد الاعتبار لنفسه بعد الخسارة المهينة التي لحقت به مؤخراً. وفي ريف حمص، استطاعت القوات السورية، التي يقودها العقيد سهيل الحسن المعروف بـ«النمر»، وبعد معارك ضارية مع عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» من تطويق حقل الشاعر للغاز. وقال مصدر ميداني إن العملية العسكرية، التي بدأت فجر الأحد الماضي، جاءت بعد يومين من وصول «النمر»، وتوليه رئاسة غرفة عمليات استعادة الحقل، حيث قام بتثبيت مراكز انطلاق الجيش، ليخوض الجيش والفصائل المؤازرة له معارك عنيفة استمرت ساعات عدة دفعت مسلحي «داعش» للتراجع عن مواقع سيطرتهم، ويتمكن الجيش السوري من تطويق كامل حقل الشاعر، والسيطرة على التلال الاستراتيجية المحيطة به (أبرزها تلة زملة مهر المعروفة باسم «السيريتل»)، استعداداً لاقتحام النقاط التي سيطر عليها التنظيم (المحطة الأم ونحو سبعة آبار). وأشار مصدر عسكري، في حديث إلى «السفير»، إلى أن الجيش سيطر على طريق تدمر، وقام بتأمين محيط مطار «تي فور» والمنطقة الممتدة من الفرقلس إلى المطار، في حين كثف الطيران الحربي غاراته على مواقع وتحصينات «داعش»، ما دفع المسلحين للانسحاب من محيط حقل حجار، ومحيط حقل الشاعر والتراجع نحو خطوط خلفية.

السفير

» كيف تم اغتيال قادة “حركة أحرار الشام” وما تداعيات ذلك على الساحة السورية؟
» بالصورة: قيادي في أحرار الشام متنكراً بزي امرأة في قبضة الجيش السوري
» الجولاني يوبخ قادة “أحرار الشام” قبل مقتلهم
» الجولاني يوبخ قادة «أحرار الشام» قبل مقتلهم.. فهل هو القاتل ؟
» تصفية قادة أحرار الشام.. هل فعلتها الإستخبارات السورية؟