«الجيش الحر» يشهد انقسامات عنيفة بعد الاعلان عن ارسال 1300 منه للقتال في عين العربنفى العميد زاهر الساكت قائد المجلس العسكري الثوري في حلب التابع للجيش الحر، اليوم الجمعة، إرسال مقاتلين من فصائل تابعة للمجلس لقتال “داعش” في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، وقال “هل نحن ضعاف العقول لنقاتل في عين العرب؟”.
وكتب الساكت، على صفحته الرسمية على “فيسبوك” اليوم الجمعة، “تنفي قيادة المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب ما تداولته بعض وسائل الاعلام حول نية المجلس إرسال مقاتلين الى عين العرب”، مشيراً إلى أنهم “ملتزمون بجبهات حلب التي تشهد معارك عنيفة في هذه الأيام ضد ميليشيات النظام الطائفية”.
وأضاف بالقول “نحن بالمجلس العسكري لا ندري بما جاء به العكيدي (العقيد عبد الجبار العكيدي القائد البارز في الجيش الحر)، ولا يوجد اي تنسيق بين المجلس والعكيدي”، وتساءل “هل نحن ضعاف العقول لنقاتل في عين العرب وهناك ألف دولة تساعدها ونترك حلب للكلاب”، في إشارة إلى قوات النظام السوري التي تحاول استعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وتبرأ العميد الذي استلم قيادة المجلس العسكري في حلب منذ حوالي شهرين، ممن يروج لارسال المقاتلين الى عين العرب، قائلاً إن هؤلاء، دون أن يسمي أحداً منهم، “ليس لهم أي صلة بالمجلس العسكري الثوري في مدينة حلب”.
وكان العقيد عبد الجبار العكيدي، القائد البارز في الجيش الحر والقائد السابق للمجلس العسكري في حلب أعلن، أمس الخميس، عن نية الجيش الحر إرسال حوالي 1300 مقاتل من ريف حلب إلى عين العرب لمؤازرة المقاتلين الأكراد في تصديهم لـ”داعش” على اعتبار أنها المدينة تتبع لمحافظة حلب.
وخلال عدد من المقابلات المتلفزة التي أجراها مع عدد من القنوات الفضائية من مدينة غازي عينتاب جنوبي تركيا، أوضح العكيدي أن التوجه إلى عين العرب لنجدتها “أمر أجبروا عليه وهو ليس اختيارياً خاصة مع الخوف من قيام داعش بارتكاب مجازر فيها في حال السيطرة عليها”.
وحول ماهية القوات المرسلة إلى عين العرب قال القائد العسكري إن تلك القوات تضم كبرى التشكيلات في الجيش الحر وفي الشمال السوري، على حد قوله.
وكانت عدد من الفصائل المقاتلة مثل جيش الإسلام، وفيلق الشام، وجبهة ثوار سوريا، والفيلق الخامس، وحركة حزم، وجيش المجاهدين، وبعضها يتبع لغرفة عمليات حلب التابعة للمجلس العسكري، وقعت على بيان تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، لإرسال قوة مؤازرة إلى عين العرب، طالبة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية دعم القوة المتوجهة إلى المدينة.
وتباينت آراء معارضين على وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص إرسال قوات من الجيش الحر إلى عين العرب، ففي حين رأى بعضهم أن الأولى بتلك القوات المرابطة على الجبهات مع قوات النظام وصد الهجمات التي تشنها الأخيرة خاصة في ريف حلب، رأى آخرون أن هذه الخطوة مهمة في طريق القضاء على ما وصفوه بـ”إرهاب داعش”.
ويأتي الحديث عن إرسال مقاتلين من الجيش الحر إلى عين العرب، بالتزامن مع إعلان النظام استعادة سيطرة قواته على مدينة مورك الاستراتيجية في محافظة حماة (وسط)، ومناطق بريف محافظة حلب وسط حديث لمعارضين عن قرب إحكام تلك القوات حصارها على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب.
وتقع عين العرب (كوباني)، التي يحاصرها “داعش” منذ أكثر من شهر، في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، على بعد 140 كيلو مترًا شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها في الأساس غالبية كردية، إلا أن عشرات الآلاف من النازحين، وصلوا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة من مناطق ريف حلب الشرقي، خصوصاً مناطق الرقة والسفيرة ومنبج وجرابلس بحلب.
ومنذ أكثر من شهر تستمر الاشتباكات بين مسلحي تنظيم “داعش” ومجموعات كردية في مدينة عين العرب، التي تقول تقارير إعلامية إن التنظيم سيطر على مساحات واسعها منها، وتسكنها في الأساس غالبية كردية؛ ما اضطر نحو 200 ألف من سكان المدينة والمناطق المحيطة بها، للفرار إلى تركيا، خلال الأيام الأخيرة.
ويشن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية غارات جوية على مواقع لتنظيم “داعش” في المدينة وفي محيطها لوقف تقدم المزيد من عناصر التنظيم نحو المدينة، ومنع إحكام سيطرته عليها.
الأناضول