عملية الجيش السوري شمال حلب: هجوم برؤوس وأهداف متعددة

عملية الجيش السوري شمال حلب: هجوم برؤوس وأهداف متعددة

Wednesday , 22 October 2014 - بانوراما الشرق الأوسط

جمال شعيب

شاهد نيوز وشبكة منقول الاخبارية – تعمل وحدات الجيش السوري في شمال حلب على عدة خطوط، وتتحرك أرتاله بشكل يحير «الخصوم» والمراقبين العسكريين، فرأس الحربة الممتد من البريج حتى السجن المركزي بدأ يطول امتداده حتى بلغ المنطقة الحرة ومشارف مدرسة المشاة شمالاً، فيما السهم المتفرع عنه، والعامل على محور حندرات بدأ ينفلش طولاً وعرضاً في مساحات مفتوحة تبدأ بالمقالع ولا تنتهي بالمزارع والأراضي الزراعية، وما بينهما وحدات عسكرية وقوات خاصة تتقدم حيث يلزم، لتضرب العدو في أماكن لم يكن يتوقعها، حركة عسكرية مرنة وسلسلة قلما توفرت لقوات نظامية من قبل، لكنها بالتأكيد ثمرة جهد وتعاون مع حلفاء خبروا حروب المدن والأراضي المفتوحة على حد سواء.
«بدأ ضباط قيادة مدرسة المشاة في حلب استعداداتهم لاستلام مقر المدرسة فور تحريره من قبل الجيش السوري والحلفاء مع تقدم أرتال القوات المقتحمة للمنطقة من عدة جهات، القوات المدافعة عن نبل والزهراء على جهوزية عالية لملاقاة الرتل المتجه نحوهم، خاصة مع تحسن الوضع العسكري فيهما بعدما تم تأمين مخزون عال من الذخيرة والأسلحة ساهمت في دعم كافة محاور البلدتين المحاصرتين».
هكذا يصف مصدر ميداني باختصار، الوضع الميداني غير المنظور لجبهة شمال وشرق حلب، مؤكداً أن تقدم قوات الجيش السوري وحلفائه في المنطقة وعلى أكثر من محور كان مفاجئاً ومربكاً للمسلحين، الذين انهارت دفاعاتهم بشكل غير مسبوق، لدرجة وجدت معها القوات المتقدمة بعض الدشم والمتاريس بحالة جيدة ولم تكن قد وصلتها النيران التي انهمرت على مواقع المسلحين، ويشدد المصدر الميداني أن هروب المسلحين من بعض المواقع كان أسرع بكثير من وصولهم لإسناد رفاقهم على المحاور خاصة في جبهة جنوب شرق حندرات التي سيطرت خلالها الوحدات المتقدمة على تلال ومزارع ذات مساحات واسعة في وقت قصير نسبياً.
موقع الكتيبة ٦٠٢ دفاع جوي، ومزارع الحلبي وتلال اخرى (المضافة) محيطة ببلدتي سيفات وحندرات أصبحت تحت سيطرة الجيش السوري، وأصبحت المنطقة المحيطة بها والممتدة إلى أطراف شرق حريتان غرباً(منطقة الملاح)، والكاستيلو جنوباً في مرمى نيران الجيش.
فالسيطرة على مزرعة الحلبي ومحيطها المؤلف من بعض التلال والمقالع الحجرية الصغيرة، وضعت منطقة «أرض الملاح» في مرمى نيران قوات الجيش السوري وأهدافه، وسمحت للقوات بالإطلالة من مواقع مرتفعة ومتقدمة على غرب مخيم حندرات، والاقتراب مسافة إضافية من رحبتي الشقيف والجندول العسكريتين الواقعتين بجوار منطقة الشقيف الصناعية، وعلى مرمى النظر من دوار الجندول وطريق الكاستيلو الاستراتيجي الذي يعتبر خط وبوابة الامداد الوحيدة المتبقية للمسلحين المتواجدين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
ميدانياً، وفي الوقت الذي كان فيه سلاح الجو الحربي والمروحي يستهدف مواقع المسلحين في شرق حريتان من أرض الملاح وصولاً الى منطقة آسيا بالصواريخ الثقيلة والبراميل المتفجرة، كانت وحدات المدفعية والصواريخ تدك مواقعهم وطرق امداداتهم بقصف عنيف منعهم من التقاط انفاسهم وتدعيم دفاعاتهم في انتظار وصول القوات المتقدمة نحوها.
فيما كانت وحدات خاصة تتقدم في المزارع والأراضي الزراعية المحيطة، تنصب الكمائن وتزرع العبوات على طرق امداد المسلحين التي تحولت إلى طرق انسحاب سريع، موقعة في صفوفهم خسائر كبيرة، من بينها قيادات عسكرية ميدانية وكوادر عسكرية هامة.
كذلك لم تستثن نيران الجيش وتمهيده المدفعي والصاروخي القرى المحيطة، فوصلت صلياته حتى بلدة ماير، فيما لم تسلم باشكوي ورتيان من سلسلة الغارات المتلاحقة على كافة محاور الجبهة الشمالية لمدينة حلب.
مع التموضع الجديد لوحدات الجيش السوري في جنوب شرق حندرات، تصبح تلك الوحدات على مسافة ١٥ كيلومتر من مدينتي نبل والزهراء الواقعتين شمال غرب المحاور الجديدة، كما أنها تصبح على مسافة أقل من ٤ كيلومترات من رحبتي الشقيف والجندول وطريق الكاستيلو، مما يطرح سؤالاً كبيراً، هل ستكمل القوات جنوباً باتجاه اكمال الطوق وإغلاق الطريق الأخير للمسلحين في الأحياء الشرقية، أم ستكمل مسيرها باتجاه حريتان وعندان، لتعود الى نقطة المثلث الأكثر أهمية عسكرياً في تلك المنطقة (حريتان – عندان – حيان) وتعمل على تقطيع أوصال القرى والبلدات التي يتمترس فيها المسلحون بين مثلث عندان وكفرحمرة؟!
سؤال قد يجيب عنه التمهيد الكثيف لكافة وسائط النيران من سلاح الجو والمدفعية والصواريخ التي تستهدف شرق حريتان وجنوبها وصولاً إلى منطقة «آسيا» الواقعة على أطراف كفرحمرة!.
شمالاً، لم يكن تقدم وحدات الجيش السوري أقل سرعة ولا أضيق مساحة جغرافية، فالوحدات المتقدمة سيطرت بعد معارك عنيفة على كتيبة حفظ النظام المجاورة للسجن المركزي، وواصلت تقدمها مسيطرة على بلدة المسلمية والجبيلة وصولاً إلى معمل الإسمنت وليس انتهاء بالمنطقة الحرة الممتدة على مساحة شاسعة، توازي بامتدادها اهمية المسلمية والجبيلة في حماية ظهر القوات المتقدمة، وتأمين خط أمان عرضي وطولي للأرتال المندفعة شمالاً وغرباً وتبعد في نفس الوقت أي احتمال لحدوث خرق من جهة مدرسة المشاة أو معرة المسلمية شمالاً.
هذا التقدم الجديد، الذي سبقه بوقت قصير، سيطرة هامة لوحدات الدفاع المحلي على تل صغير ومزارع بابنيس، وضع مدرسة المشاة بين مطرقة الدفاع المحلي وسندان وحدات الجيش السوري، وسمح باحكام الطوق عليها من ٣ جهات، الأمر الذي يسمح مستقبلاً بالسيطرة عليها واستعادة منشآتها بأقل قدر من الخسائر، ويضع حاميتها والمدافعين عنها من المسلحين أمام خيارات صعبة، أقلها الإنسحاب التكتيكي نحو مواقع خلفية بعيدة عن متناول نيران وحدات الجيش وقوات الدفاع الوطني والمحلي.
وسواء كانت خطة الجيش السوري وحلفاؤه، التقدم والسيطرة على طريق الكاستيلو لقطع آخر خطوط امداد المسلحين داخل المدينة، أو استكمال العملية في الشمال والسيطرة على مدرسة المشاة، أم مواصلة التقدم حتى فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، يبدو من الواضح من حركة وسرعة تقدم وحدات الجيش السوري، أنه قد وضع نصب عينيه تحقيق أهداف عدة في وقت واحد، وحصاد كل الجوائز دفعة واحدة، بعد مسيرة طويلة امتدت من خناصر حتى السجن المركزي، ويبدو أنها لن تتوقف عند نبل والزهراء.

» الجيش رد هجوم مسلحي حلب على نحورهم..وأطلق عملية واسعة في شمال دمشق
» الجيش رد هجوم مسلحي حلب على نحورهم..وأطلق عملية واسعة في شمال دمشق
» الجيش السوري قد ينفذ عملية عسكرية في شمال لبنان و روسيا ليست ضد بل تؤيد ضرب المسلحين
» الجيش السوري يفشل أكبر هجوم للمسلحين على درعا
» السيد نصر الله : عملية اللبونة الأخيرة عملية متقنة والرئيس الأسد فتح مخازن الجيش السوري لنا في حرب تموز وعرض دخول الحرب