فاتح جاموس.. لا ثورة في سورية والرافضون للحوار أقلية

فاتح جاموس.. لا ثورة في سورية والرافضون للحوار أقلية
القيادي في حزب العمل الشيوعي وتيار طريق التغيير السلمي وإئتلاف قوى التغيير السلمي

عديدة اليوم الأسماء والصفات لتيارات وقوى وتجمعات المعارضة السورية، فما ان تنتهي من التعرف على قوة ما حتى تسمع بأن اخرى، أو أخريات جديدة قد أعلنت عن حالها.

هي حالة حراك عامة لقوى المجتمع السوري، يرى الجميع بأنها حالة صحية، وان كثرة الاسماء والمسميات أمر طبيعي في مرحلة مهم فيها اطلاق العنان للأصوات لتبوح للجميع عن مكنوناتها عسى تلامس طموحات السوريين فيعتمدوها جزئيا أو كليا، ولكل حسب جهده المبذول.

فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي، وصاحب ما يقارب الـ 20 عاما من المعتقل وهو يدافع عن فكره وسياسة حزبه، أعلن بعد أشهر من الأزمة تمايز مواقفه عن مواقف تنظيمه المنضوي تحت لواء هيئة التنسيق، والتي يصفها جاموس بالأقرب في سلوكها إلى السلطة عندما يتعلق الأمر باحتكار مركز المعارضة مثلا.

التقى مؤخرا هذا المناضل الذي يؤمن بالفكر والسياسة والحل السلمي، التقى بالمبعوث الأممي والعربي إلى سورية الإبراهيمي في زيارته الاولى إلى دمشق كمعارض يسعى ليقدم لبلاده مساهمته التي عساها بإعتقاده، تفضي إلى خروج آمن من الأزمة التي تعصف بالبلاد. وعلى خلفية ذلك كان حوارنا..

الاستاذ فاتح جاموس..

ما الذي طرحته على الإبراهيمي ؟ .. هل من افكار ملموسة قدمتموها ؟

ولأترك له الحديث من بعد ذلك .. ولأترك القارئ معه عسى أن يتعرفوا عليه اكثر.. فالإضاءة على الأفكار والمعلومات ونشرها قيمة كبرى للجميع ..

طلبت من الإبراهيمي استخدام طاقته التعبوية ..

يقول جاموس: في اللقاء مع الاخضر الإبراهيمي أثناء زيارته دمشق منذ أيام، ركزت على ان أوضح له فكرة أساسية وهي ان المعارضة في سورية هي مجموعة خطوط ونفوذ و وسائل مختلفة يجب أن تظهر في أي حالة حوار لاحقة في سورية، حتى لو كانوا من هؤلاء المسلحين على الارض.

وطلبت من الإبراهيمي أن يستخدم طاقته التعبوية من أجل تقريب وجهات النظر وتدوير الزوايا بين مختلف أطراف المعارضة, وأقصد بالتحديد تقريب وجهات النظر بين ائتلاف قوى التغيير السلمي الذي أنضوي تحت لوائه، وهيئة التنسيق الوطنية وخاصة تلك الاطراف الأكثر عقلانية منها والتي تراجع مواقفها الآن.

وعلى هذا الإساس استطيع التوضيح اكثر بان ما طلبته من الإبراهيمي يتألف من خطوتين، تتضمن الاولى العمل على تقريب وجهات النظر بين أطراف المعارضة السورية، أما الخطوة الثانية فهي العمل على تدوير الزوايا بين المعارضة والسلطة من اجل البدء بالحوار.

ويقول جاموس: يجب أن نعلم ونركز على ان الإبراهيمي يعتقد انه ليس كل أطراف مجلس استنبول بنفس الموقف من مسألة التدخل الخارجي وكذلك الموقف من العنف.

بروفا للحوار..

طلبت من الإبراهيمي أن يبدأ عملية "بروفا" للحوار المفترض، وذلك بان يبذل جهودا تفضي إلى جمع قوى المعارضة على طاولة واحدة ولتتحاور أمام الشعب السوري وأمام وسائل الإعلام.

إذا الفكرة التي اقترحتها هي اطلاق دينامية جديدة، وطريقة تفكير جديدة تستند على إطلاق حوار بمن يحضر حتى لو أتى طرف واحد فقط، فالعملية مهمة جداً بالنسبة للكتلة الشعبية الواسعة من السوريين الذين بإعتقادي تدرك تماماً ان البعض من نخبها السياسية خانتها في ظروف الأزمة الدائرة.

لا توجد ثورة في سورية ..

ان اطلاق الحوار بين أطراف المعارضة التي هي مختلفة حول بعض المفاهيم خطوة أولى مهمة، حيث يجب ان نعلم أن الخلاف ما يزال قائما بيننا مثلا، وبين هيئة التنسيق في تفسير الحدث وتشخيصه، فهيئة التنسيق لاتزال تعتبر ان الحدث عبارة عن ثورة، وتعتقد أن الثورة والشعب بصف والنظام بصف آخر، بينما نحن في إئتلاف قوى التغيير السلمي منطلقون بالأساس من أن الحدث لم يكن ثورة، وإن افترضنا ذلك جدلا فقد تحول الأمر إلى وضعية أزمة وطنية شاملة.

هيئة التنسيق تعاني صعوبة في المراجعة ..

إن هيئة التنسيق الوطنية وعلى الرغم من أن قسماً هاماً منها يقوم ببعض المراجعات، إلا أنها لا تقوم باستثمار التقاطعات بيننا وبينها، وهذا يعود إلى الطبيعة التناقضية التي قامت عليها الهيئة، وليس من السهل عليها إجراء مراجعة ذاتية وتغيير المواقف من ناحية، ومن ناحية أخرى عليّ ان اقول بصراحة أنه حتى الآن قسم ليس بقليل من هيئة التنسيق هو بصف مجلس اسطنبول، والانشقاقات الأخيرة التي حصلت لديها إنما كانت مستندة على مواقف هذه الكتلة من مجلس اسطنبول بالأساس، ويمكنني أن أذكر من هؤلاء على سبيل المثال السيد منصور الأتاسي الأقرب إلى مجلس اسطنبول بتحركه، أما على المقلب الآخر فمن الذين يمكن ذكرهم وأجروا مراجعة جدية باتجاه طريق التغيير السلمي أستطيع ذكر أطراف هامة في حزب العمل الشيوعي والاتحاد الاشتراكي .

إن البروفا التي أقصدها تبدأ بدعوة كافة أطراف المعارضة السورية الداخلية والخارجية وبمن فيهم حتى أطراف بمجلس اسطنبول للجلوس إلى طاولة حوار شرط أن يكون الخطاب ومفرداته على الطاولة ضد التدخل الخارجي وضد استخدام العنف وتقبل بالحوار سبيلاً للوصول إلى حلٍّ سلمي.

طبعا ونحن نستهدف من هذه الخطوة الوصول إلى مؤتمر وطني شامل لكافة الأطراف والقوى في سورية، الامر الذي سندعو إليه في مؤتمرنا القادم واقصد مؤتمر قوى المعارضة.

على السلطة توفير مناخ مناسب حقيقي ..

وعلى الدولة في هذه الفترة(فترة بروفا الحوار بين أطراف المعارضة) ان تؤمن لقوى المعارضة مناخاً مناسبا حقيقياً تتحرك من خلاله لممارسة دورها الفاعل وخاصة في مجال الإعلام، حيث ليس من المقبول إلى الآن أنه ليس للمعارضة محطة فضائية تعبر من خلالها عن نشاطها الفاعل والذي من خلالها يمكن التحاور حتى مع هؤلاء المسلحين، ولا تكفي خطوة السيد وزير الإعلام بالدعوة للمعارضة الظهور على المحطات الوطنية رغم أهميتها.

أما من الخطوات الأخرى المطلوبة من الدولة في هذه المرحلة فهي القيام بواجبها في معالجة مسائل الخطف والقتل معالجة جدية، والعمل على ملف المعتقلين وإطلاق سراحهم بثبات وكثافة ووتائر أعلى، والإقدام على التعاطي الإيجابي مع ملفات جديدة وقديمة مثل ملف المعتقلين القدماء، وملفات الخطف والقتل حيث أن كثير من المعتقلين وبعد الإفراج عنهم لم تتم معالجة أمرهم ولم يتم إرجاعهم إلى أعمالهم أو تسوية اوضاعهم أو التعويض لهم عن اعمالهم وأعمارهم، وأنا واحد منهم. وفي كل الأحوال لا أعتبر هذا بمثابة شروط مسبقة للبدء بالحوار.

البروفا-الخطوة الثانية: حوار بين المعارضة والسلطة

بعد العمل على الخطوة الاولى من بروفا الحوار بين قوى المعارضة ذاتها، نصل إلى مرحلة الحوار بين المعارضة والسلطة، هذه المرحلة التي يجب على الإبراهيمي العمل عليها من خلال تقريب وجهات النظر وتدوير الزوايا بين كافة الاطراف.

ونحن في ائتلاف قوى التغيير السلمي سندعو إلى هكذا طاولة حوار، وإن سبقنا أحد آخر سواء أكانت السلطة او هيئة التنسيق فنحن مستعدون للحوار.

مع اهمية القول وبصراحة تامة، بأن هيئة التنسيق تطرح حتى الآن مبادرة مشروطة ولا تدعو إلى طاولة حوار. بل إلى تفاوض، والفرق كبير بينهما.

الرافضون للحوار يمثلون بحدود 15% من الكتلة الشعبية..

ويعتقد جاموس، ان حجم الكتلة الشعبية التي يمثلها مجلس اسطنبول ومن يمتثل لسلوكياتها من القوى الأخرى، والذين لن يأتوا لطاولة الحوار، لا يشكلون أكثر من 15 – 20 % من السوريين، تقابلها كتلة أخرى تمثل النظام القائم، وحجمها يتراوح بين الـ 20-25% من السوريين واللذين غالبيتهم تدعم الحوار، أما الكتلة الشعبية الواسعة والتي تفوق حجمها الــ 60% من السوريين، فهي التي ستدفع القوى باتجاه الحوار وبالتالي الحل السلمي للأزمة. وفي نهاية المطاف فإن حجم الكتلة الشعبية التي تدعم الحوار تشكل الغالبية العظمى، متضمنة قسماً من الكتلة الداعمة للنظام والتي تريد فعليا تجاوز النظام للوسائل القديمة في إدارة الأزمة، عدا عن أن طرف النظام بالكامل يقول بالحوار ولو شفهيا على الأقل.

» بدر جامبدر جاموس لمُعارضة سورية: إذهبي إلى الجربا فهو غير متزوج! ..
» ثورة البحرين ، “ثورة” سوريا ، نقطة نظام
» ثورة بالمقلوب من رسالة الغفران لمعاذ الخطيب .. بابا نويل سورية - ‏بقلم: نارام سرجون‏
» لمى الاتاسي تعترف: "ثورة سورية" مشروع غربي بتمويل خليجي
» الشهيد شكري بلعيد قبل ساعات من اغتياله: ما تشهده سورية مؤامرة وليس ثورة