مجلس الأمن يؤيد الأسد … إرهاب وليست ثورة!د.نسيب حطيط – صحيفة البناء
أصدر مجلس الأمن الدولي القرار الرقم 2170 ضد «داعش» و«النصرة» باعتبارهما حركتين إرهابيتين تلقتا الدعم والمؤازرة من أميركا وحلفائها الأوروبيين والعرب حتى اعترفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السابقة بأن «داعش» صناعة أميركية.
قالت سورية بلسان الرئيس بشار الأسد أن ما يجري في سورية ليس ثورة شعبية بل حرب إرهابية عالمية على سورية لبست قناع المطالبة بالإصلاح والديمقراطية… وإلا كيف يمكن أن توصف ثورة شعبية بقيادة المسلحين الأجانب من فئة التكفيريين … وكيف يمكن العالم أن يفرض الديمقراطية بالذبح والاغتصاب وتدمير المقدسات والرموز الحضارية.
قال السوريون ولم يصدقهم العالم … وكذب محور الشر الأميركي طوال ما يقارب السنوات الأربع حتى اعترف بالحقيقة عندما ذُبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، وعندما تجاوز «داعش» الخطوط الأميركية الحمر واعتدى على كيانها بالتبني كردستان البرزاني وخافت السعودية والكويت فتلاقى القرار الأميركي الدولي مع فتاوى السعودية بلسان المفتي السعودي.
دان مجلس الأمن بحبر «بريطاني» وطلب أميركي وموافقة روسية «داعش والنصرة وجميع الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات الأخرى المرتبطة بالقاعدة…»، ولاقاه مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ بفتواه «داعش والقاعدة من الخوارج يستحلان الدماء ولا نحسبهما على المسلمين»، أي اتهمهم بالردة والكفر.
مجلس الأمن يدين «داعش» و«النصرة» بالإرهاب والتكفير السياسي والسعودية بلسان المفتي تكفر «داعش» و«النصرة»…
والسؤال ماذا تغير منذ ثلاث سنوات حتى غيرت أميركا وحلفاؤها مواقفهم.. الجواب كتبته دماء الضحايا والشهداء والصمود في سورية ووفاء الحلفاء.
لقد انهزم المشروع الأميركي – التكفيري نتيجة صمود محور المقاومة الذي أدى الى إطالة زمن المعارك، فأرهق واستنزف المحور التكفيري وأصابه بمرض التفسخ والإنشقاقات وتعدد التنظيمات والقتل المتبادل منذ حوالى عام تقريباً بالتلازم مع التهديد للكيانات الراعية له في السعودية والخليج والأردن وصولاً إلى تركيا وأوروبا بعدما شعر قادة «النصرة» و«داعش» بالإكتفاء الذاتي مالياً وعسكرياً وعدم الحاجة الى الدعم الخارجي فانقلبوا على رعاتهم كما انقلبت الإنكشارية على السلطان العثماني.
اعترف مجلس الأمن بضرورة وحدة الأراضي في سورية والعراق، وأنهى كل الأحلام لما يسمى المعارضة السورية بأسمائها المتعددة الحالمة بتقسيم سورية والعراق والتي أصبحت خارج المعادلة فلا هي تمسك بالميدان وهي غير موجودة في السياسة بعدما تركها أصدقاء سورية على أرصفة «داعش» و«النصرة» و«الجبهة الإسلامية».
صمدت سورية، وها هو العالم يشاركها الحرب ضد الإرهاب ولو ظاهراً لأن النفاق الدولي يظهر في القرار وفي الممارسة، فالقرار الدولي لا يعتبر «أبو بكر البغدادي» من الإرهابيين سواء كان شبحاً أو حقيقة ولذا لم يضعه على لائحة المطلوبين!!
ما زالت تركيا تشتري النفط الذي يسرقه «داعش» و«النصرة» من سورية والعراق وما زالت تعالج جرحاهم وتستقبل الوافدين من المسلحين لمؤازرتهم وهي عضو في «الناتو»!
ما زالت وسائل التواصل الإجتماعي «الفايسبوك» و«تويتر» وغيرهما، تنشر دعايات وبيانات «داعش» و«النصرة» وأخواتهما وتؤمن التواصل بين أعضائها وتجنيد المقاتلين ولم تغلق صفحاتها بينما تغلق أي صفحة تؤذي العدو «الإسرائيلي» أو الأميركي أو تنصر المقاومة، وآخر مثال أن فيديو ذبح الصحافي الأميركي قد حذف من هذه الشبكات بينما المجازر الوحشية بحق المدنيين في سورية والعراق لم تحذف!
النفاق الدولي لا يزال يميز بين التكفيريين المرتبطين بـ«القاعدة» وغير المرتبطين أي أنه لا يزل يدعم بقية التنظيمات التكفيرية وكيف يمكن التمييز بين المرتبط بـ«القاعدة» أو غير المرتبط فهل هناك فحص دم للعناصر والشعارات.
راهنت أميركا وحلفاؤها على بقاء النار في سورية وجوارها وأن لا يصيبها شيء من نارها، فدعمت وسلحت ووفرت الغطاء السياسي والديني، لكن صمود سورية وحلفائها عكس الإتجاه التكفيري وجعل الأمواج والهزات الإرتدادية تهدد الدول الراعية، فتحرك هؤلاء على عجالة من أمرهم فدعوا إيران للتحالف ضد الإرهاب لاستدراجها وإغراقها في الرمال العراقية والفتنة المذهبية لتوسعة رقعة القتال المذهبي الى ايران وباكستان وكل المنطقة لعلهم يستطيعون الإمساك بزمام الأمور من جديد.
«داعش» و«النصرة» و«القاعدة» إرهابيون… لكن من صنعهم ودعمهم أليس إرهابياً أيضاً؟
القرضاوي والعرعور والعريفي واللحيدان وبقية مشايخ التكفير… أليسوا ارهابيين؟
العراقيون الذين اجتمعوا في الأردن تأييداً لـ«داعش» وسموا غزوة الموصل ثورة سنية لإستعادة الحقوق… أليسوا إرهابيين؟
اللبنانيون الذين يدعمون «داعش» و«النصرة» سراً وعلانية ويقولون أنها كذبة ويعادون حزب الله الذي يقاتل في سورية ضد الإرهاب… أليسوا إرهابيين؟