داعش ومرج دابق

موضوع: داعش ومرج دابق الأحد أغسطس 17, 2014 2:05 am

[rtl]داعش ومرج دابق[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl] عمر معربوني

هل هو الحلم العثماني الراغب في إطلاق الخلافة من مرج دابق؟ أم أنّ ما تفعله داعش في حلب هذه الأيام هو مجرد معارك صغيرة وتصفية حسابات مع جماعات مسلحة كانت داعش جزءاً منها يوماً ما؟
صار واضحاً وجليّاً أنّ ما يقوم به هذا التنظيم ليس مجرد مزحة أو شطحة بقدر ما هو خطر حقيقي يجب أن نعطيه حقّه في التوصيف، فلا هو الوحش الذي لا يهزم، ولا هو مجرد عدو يمكن التغلّب عليه بالتمني.

ما يحصل في ريف حلب الشمالي مرتبطٌ بمسارٍ طويلٍ انتهجه تنظيم داعش، وظهرت ملامحه بعد السيطرة على الموصل عبر إعلان دولة الخلافة.
أمّا ما دخل مرج دابق بموضوعنا، فكلنا نعرف أنّ معركة دخول الخلافة الى الوطن العربي حصلت في مرج بلدة دابق، هذه المعركة التي خاضها السلطان سليم الأول وانتصر فيها على المماليك التي بدأت دولتهم بالإنهيار أمام ما يشبه التمدّد نفسه الذي تقوم به داعش.

من مدينة الباب في الريف الشرقي لحلب، التي تُعتبر المعقل الأكبر لهم، بدأت داعش بالتمدّد باتجاه الريف الشمالي الشرقي والهدف الحالي هو أعزاز على الحدود السورية التركية.

داعش التي طردت من ريف إدلب وريف حلب على يد الجماعات المسلحة ووحدات حماية الشعب الكردي، عادت لتبسط نفوذها على المنطقة وبطريقتها.
هذه العودة ما كان يمكن أن تتمّ لولا أنّ داعش استطاعت أن تحصل على الكثير من المعدات والآليات والذخائر من مخازن الجيش العراقي.
خمس قرى، إضافةً الى أخترين، استطاعت داعش أن تستعيدها من جبهة النصرة والجماعات المسلحة المختلفة وهي: المسعودية والعزيزية ودويبق والغوز وتركمان بارح.

وتكتسب أخترين أهمية استراتيجية حيث يمكن منها الإنطلاق الى مارع وأعزاز، وهي من المعاقل المهمة استراتيجياً ومعنوياً للجماعات المسلحة للجبهة إلإسلامية التي تقاتلها داعش.
والدليل على خطورة ما يجري بالنسبة لهجمات داعش أنّ بعض الجماعات المسلحة يعمل على سحب مسلحين من غلاف مدينة حلب المباشر، ومن المدينة نفسها ومن ريف حلب الغربي وريف إدلب لزجّهم في مواجهة داعش.

وبحسب بعض المعلومات فإنّ تنظيم داعش بات يعتمد على الخداع، حيث روّج استخباراتياً عبر بعض مخبريه في صفوف الجبهة الإسلامية منذ فترة أنّ وجهته الحقيقية هي إسقاط مطار كويرس في الريف الشرقي الجنوبي لمدينة حلب، فيما قام بحشد قواته بشكلٍ سري ومتتابع لينقضّ على القرى المذكورة أعلاه في سياق عملية مفاجئة وسريعة.
وهذا ما يجعلنا نسجّل أنّ ما فعله داعش هو أسلوب جديد يعتمد على الإستخبارات عبر العديد من مخبريه، الذي بات بإمكانه تجنيدهم لتوفر الإمكانيات المالية الضخمة إضافةً الى أساليب أخرى.

العمليات الحالية لتنظيم داعش من العراق الى ريف حلب الشمالي تتركز على الشريط الحدودي بين العراق وسورية من جهة وتركيا من جهة أخرى، وهو أمر مرتبط بعوامل الجغرافيا التي ستمكّن داعش من الحصول على نطاق حدودي طويل، ويجبر من يواجهها على نشر قواته على مساحات كبيرة لتشتيت الجهد.

أمام هذا الشكل من الأعمال القتالية التي صارت تعتمد على الإستخبارات والمناورة، نحن بلا شك أمام تنظيم تتمّ وضع خططه ويشرف على تنفيذها ضباط كبار يمتلكون الخبرة والتجربة، ينفذ خططهم مقاتلون لا يملكون في قلوبهم حداً أدنى من الرحمة ويمارسون القتل والبطش والترويع بأبشع أشكاله.

ولم يعد خفيّاً الدور التركي المباشر والغطاء الأميركي لهذا الدور الميداني، فها هي الإمدادات والعتاد والذخائر والمقاتلون يصلون عبر الحدود مع تركيا في سياق تسهيلات كبيرة، وها هو نفط العراق وسوريا المسروق يتم شحنه عبر المرافئ التركية تحت نظر المجتمع الدولي.
أمام هذه العمليات التي تنفذها داعش، أعتقد أنه على الجيش العربي السوري أن يضع تصورات ميدانية جديدة لشكل الميدان المستقبلي في ريف حلب الشمالي، خصوصاً أنّ داعش على ما يبدو لن تتوقف عند الحدّ الذي وصلت اليه.

قد يبدو الصحيح في هذه المرحلة هو أن يكون الجيش العربي السوري في موقع المراقب والمترقب للمعارك الدائرة بين داعش والجبهة الإسلامية وباقي الجماعات المسلّحة، إلاّ أنّ الأمر قد يتحوّل الى سيفٍ ذو حدّين.

فممّا لا شكّ فيه أنّ هذه المعارك الدائرة ستُضعف وتنهك داعش والجماعات المسلحة الأخرى، إلا أنّ الحذر يجب أن يكون سيد الموقف من خلال تنفيذ بعض الإجراءات في ساحة المعركة وأهمهّا:
1- تثبيت مواقع ارتكاز جديدة في محيط مدينة حلب، كما حصل منذ ساعات بعد أن تقدمّت مجموعات من وحدة المهام الخاصة للسيطرة على مستشفى الكندي من خلال عملية خاصّة، وهو الأمر الذي يجب أن يُستكمل في عمليات متتالية.
2- تكثيف الضغط على مدينة الباب والاقتراب منها قدر الإمكان وبما تمليه الضرورة للتقدم وتحريرها مستقبلاً في حال سيطرت داعش على ريف حلب الشمالي، وهذا ما يحقق عزل قوات داعش عن ريف الرقّة ودير الزور، وهذا أمر لن يتم إلاّ بتعزيز التنسيق والتعاون بين الجيش العربي السوري ووحدات حماية الشعب الكردية في عين عرب ومحيطها.

بالتأكيد سنكون أمام العديد من التطورات الميدانية التكتيكية وربما عمليات كرّ وفرّ بين الجهات المتقاتلة، ولكننا يجب أن لا نغفل أنّ إمكانيات كبيرة وضعها المخطّطون لمعركة ريف حلب الشمالي التي تبدو في قسم منها تصفية حسابات بين تركيا وقطر من جهة والسعودية من جهة أخرى، ويبقى أنّ العنوان الرئيسي للطرفين هو ما يواجهه الجيش العربي السوري منذ سنوات وتمثّل بهذه الهجمة الشرسة التي يبدو أننا أمام متغيرات في طبيعتها وتفاصيلها مع الإبقاء على عناوينها.

دابق جديدة هو حلمٌ تركي لم يفارق إخوان تركيا، ولكن تحقيقه من عدمه مرتبطٌ بمن يواجه، وأعني الدولة السورية التي اتخذّت قرارها في المضي قدماً لكسر الهجمة وهزم أدواتها.

ضابط سابق (خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية).
سلاب نيوز[/rtl]

» «جهاديون» سوريون يريدون الأندلس.. و«دابق» أول مجلة لـ«داعش»
» ما هي الأولويات الأميركية للقضاء على ’داعش’؟.. واشنطن و’داعش’ والخطوط الحمراء العراقية
» هل قتل زعيم داعش؟ – اسماء قتلى الغارة الجوية للتحالف على مركز اجتماع قادة داعش
» اشتباكات بين الجيش الحر وجبهة النصرة على خلفية محاولة الاخيرة تدمير ضريح لخليفة اموي في مرج دابق
» ننشر لكم النص الكامل لأول حوار أجرته صحيفة «دابق» الداعشية مع الطيار الأسير معاذ الكساسبة