سقوط المليحة يذكي نار الحرب بين «الإخوة» في الغوطة

[rtl]سقوط المليحة يذكي نار الحرب بين «الإخوة» في الغوطة[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl] حسين طليس

بدأت القصة مع الهجوم الإنتحاري الذي شنّه مقاتلو جبهة النصرة على المراكز المتقدمة للجيش السوري في الحي الشمالي الغربي من بلدة المليحة، والذي كان يشهد آخر الإشتباكات في تلك المعركة الطويلة. أعاد ذاك الهجوم رفع معنويات المقاتلين من مختلف الكتائب والتنظيمات، وبمواكبة إعلامية ضخمة، استفادت النصرة من الهجوم للإيحاء بأنها تقود عملية تحرير المليحة بعد انكفاء جميع التنظيمات المقاتلة.

إلا أنّ ذاك التقدم لم يحقّق للنصرة العمق المطلوب لإعادة خلط الأوراق في معركة المليحة، وسرعان ما ثبّت الجيش السوري جبهته الخلفية ليعود ويصدّ الهجوم، من ثمّ يقوم بالتفافة من الجهة الشمالية الغربية ليسيطر على أكثر من 11 كتلة من الأبنية في بلدة زبدين من ناحية المليحة، الأمر الذي فرض طوقاً على المسلحين وأمّن للجيش السوري إشرافاً على طرق إمدادات المسلحين فقطعها بالقنص والقصف، ما فرض حصاراً مطبقاً على مجاميع النصرة المتقدمة بالهجوم السابق.

هذا الواقع الذي فرضه الجيش السوري وحلفاؤه، أعاد تحطيم معنويات المقاتلين من جميع الفصائل أيضاً، وضرب الحلم المولود حديثاً بإعادة خلط الأوراق في معركة الغوطة، وتحديداً على جبهة المليحة التي تعتبر مدخلاً واسعاً للجيش السوري نحو باقي البلدات الخاضعة لسيطرة المسلحين.

من هنا بدأت الخلافات تضرب بين المسلحين والفصائل المقاتلة على جبهة المليحة، فبعد فرض الجيش لحصاره على المتقدمين من جبهة النصرة، طلبت الأخيرة من مقاتلي جيش الإسلام التابعين للجبهة الإسلامية بقيادة زهران علوش، أن تشنّ هجوماً على مراكز سيطرة الجيش في بلدة زبدين، وذلك من أجل فك الحصار وإنقاذ المقاتلين المحاصرين في البلدة. لكن الجبهة الإسلامية رفضت تنفيذ ذاك الهجوم بعد أن كانت النصرة قد تنكرت لأيّ فضلٍ للجبهة في هجومها الإنتحاري الأخير، وحاولت إخراج جيش الإسلام من الصورة من أجل التفرد بما وصف إنجازاً في حينها، إضافةً الى أنّ مقاتلي علوش قد عانوا من هبوط في المعنويات وشهد معسكرهم حالات فرار كثيرة دفعت بقيادة المجموعات المسلحة للتريث قبل خوض هجومٍ لفك الحصار غير مضمون النتائج.

بعد 48 ساعة من الحصار الذي فرضه الجيش السوري، الذي ترافق أيضاً مع نداءات إستغاثة متكررة وجهها المقاتلون المحاصرون في المليحة، إتخذ الجيش السوري قراره بتحرير المليحة، وعند الساعة السابعة من صباح أمس، كان آخر نداء إستغاثة وجهه مقاتلو النصرة من داخل البلدة الى المقاتلين المتواجدين في محيط المليحة من أجل إغاثتهم بعد بدء الجيش السوري بعملية التحرير.

كالعادة فإن النداء لم يلقَ صدىً إيجابيًا، ولم يتمّ نصرة النصرة، بل على العكس فقد سحبت الجبهة الإسلامية مقاتليها المتواجدين في محيط المليحة، كما سحب جيش الإسلام مقاتليه من داخل البلدة ليشكلوا أول حالة فرار، كرت من بعدها السبحة وتحررت المليحة.

سقوط المليحة من أيدي المسلحين، والخذلان الذي عانى منه مقاتلو النصرة دفع بهم لخوض مناوشات وإشتباكات إنتقامية مع مقاتلي الجبهة الإسلامية حيث أفادت مصادر ميدانية خاصة لـ"سلاب نيوز"، في وقتٍ سابق، عن إندلاع إشتباكات متقطعة في بعض بلدات الغوطة الشرقية التي ما تزال واقعة تحت سيطرة المسلحين، بعد أن أقدمت المجموعات الهاربة من المليحة على إطلاق النار بإتجاه مراكز جيش الإسلام في بلدة دير العصافير وعربين، الأمر الذي أدى الى إندلاع اشتباكات بين المجموعات الفارة ومقاتلي الجبهة الإسلامية سقط نتيجتها عدد كبير من الإصابات من الطرفين، واستمرت تلك الإشتباكات حتى ما بعد ظهر نهار الأمس لتنخفض وتيرتها من ثم تهدأ مع أولى ساعات الليل، الذي قد يشهد بحسب مصادر ميدانية عمليات الفرار الأكبر للمسلحين المختبئين في البساتين والجيوب المحيطة بالمليحة، ومن البلدات القريبة نحو دوما.

الإشتباكات التي هدأت على أرض المعركة، عادت لتندلع بشكلٍ أعنفٍ على مواقع التواصل الإجتماعي، بين مناصري علوش ومناصري جبهة النصرة، فيما دخلت الحسابات التابعة لداعش والموالية لها على خط الإشتباك تحمّل المسؤولية للطرفين وتستغل ذاك الشرخ من أجل التسويق "للخلافة".

وعنف الإشتباك الإلكتروني الذي وصل الى حد التكفير والإتهام بالخيانة والعمالة، ليصبح إسم زهران علوش، "زهران الأسد" كما وصفته حسابات موالية للنصرة وداعش تتهمه بخيانة "المجاهدين" والتخاذل عن نصرتهم، وبيع المليحة "للنظام السوري". فيما ردّ مناصرو علوش على الإتهامات بعرض الوقائع الميدانية التي منعتهم من خوض معركة خاسرة، إضافةً الى اتهام النصرة بالتفرغ في قرار المعركة بالمليحة، واتهام داعش بالمسؤولية عن "إشغال المجاهدين" عبر عملياتها الإنتحارية في دوما وغيرها من البلدات التي استهدفت تجمعات ومقرات جيش الإسلام والجبهة الإسلامية، بينما غرّد أحد أقرباء علوش المدعو "محمد علوش"، قائلاً:" لم تتأثر جبهة المليحة إلا بعد أن إغتالت داعش القائد أبو محمد هارون غدراً، وهو الذي صمد 100 يوم بوجه النظام.. فطعنوا المجاهدين في الغوطة وأشغلوهم".

ولا تزال الحملات الإلكترونية مستمرة بين الأطراف المتنازعة، وعلى ما يبدو فإنّ تلك الحملات باتت تؤثر على معنويات المقاتلين والقادة في منطق الغوطة الشرقية، إذ أطلق بين التغريدات تغريدة تحثّ "المجاهدين والقادة الميدانيين على الصمود في مناطق جوبر وزبدين وعبرين، وعدم التأثر بما يحصل في بلدة المليحة، ليتناقل النشطاء تلك التغريدات ويؤكدون أنّ هناك حالات فرار كبيرة بين المقاتلين على تلك الجبهات من بينهم قادة، فيما نقل البعض أخباراً تفيد عن تهديدات يوجهها القادة الميدانيون تحذّر المقاتلين من الإعدام في حال فرارهم من تلك الجبهات.[/rtl]
[rtl]سلاب نيوز[/rtl]

» مواجهات عنيفة في الغوطة الشرقية: معركة المليحة «طويلة»
» هل يُسقط إقتتال المسلحين في الغوطة ما تبقى لهم في المليحة؟
» المليحة للجيش وخَريف مُبكر لمقاتلي الغوطة
» المسلحون يخوضون معركة «الغوطة الحاسمة» في المليحة
» حرب الانفاق في المليحة.. انجازات و وقائع من بوابة الغوطة