هل يُسقط إقتتال المسلحين في الغوطة ما تبقى لهم في المليحة؟

[rtl]هل يُسقط إقتتال المسلحين في الغوطة ما تبقى لهم في المليحة؟[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]عبدالله قمح
تشهد البلدات العليا في الغوطة الشرقية إرتفاعاً في منسوب الإقتتال بين فصائل ميليشيات المعارضة السورية، بين “داعش” ومن يدور في فلكها، وبين “جيش الاسلام” ومن لفّ لفيفه بمعزل عن “جبهة النصرة” التي إتخذت صفة المراقب لمجرى الأمور.

الإقتتال في البلدات العليا “مسرابا، ميدعا (سقطت بيد علوش)، دوما، سقبا، كفر بطنا، جسرين”.. وغيرها يأخذ من الفصائل ضعف قوتهم في الغوطة، حيث يسعى الجميع للحشد حفاظاً على المواقع أو من أجل تعزيز السيطرة والتمدد وطرد الغريم، وهو النهج الذي يعمل عليه “جيش الاسلام” وحلفاؤه الذين يعتبرون من أقوى المجموعات في ميدان الغوطة.

“المليحة” التي تعتبر بوابة المنطقة وخط الدفاع الأول عن بلدات المسلحين بوجه الجيش السوري تترقب المشهد بحذر، هنا يسعى الجيش السوري لاستغلال عامل الإقتتال بين الفصائل تعزيزاً لمواقعه، هو يرى الإقتتال بينهم أمراً جيداً ينعكس إيجاباً على تطورات الأوضاع الميدانية في البلدة التي يسيطر على نحو 70% منها، ويحكم الطوق عليها إلا من من منفذ وحيد يقع على محور “معمل الكبريت” الذي يعتبر خط الإمداد الوحيد للمسلحين.

هؤلاء، يسعون إلى الدفاع عن بلداتهم من خط المليحة تحديداً في الجبهة الشمالية الوحيدة الباقية في قبضتهم، والتي يحاولون عبرها الدفاع حتى الرمق الاخير. تطورات الأمور في الغوطة من إقتتال ذوي الصف الواحد تنعكس سلباً عليهم، هم باتوا يضعون الاهتمام على جبهتين: جبهة بوجه “داعش”، وأخرى بوجه “الجيش السوري” والقتال في هكذا مكان على جبهتين منهك وثقل التفكير بما يجري حولهم عامل منهك نفسياً، وهذا أمر بديهي.

من يملك الجزء المتبقي من المليحة هو “جيش الاسلام” بقيادة زهران علوش، ومجاميع مسلحة من “الإتحاد الاسلامي لاجناد الشام” و “جبهة النصرة”. هذه الاخيرة تضع نفسها بمعزل عمّا يجري من إقتتال في الغوطة وينضم لها “أجناد الشام” في حماية ما بقي من سيطرة في “المليحة”. هذان يعتبران معركة “المليحة” معركة مصير، أم الموت أو الاستسلام، وعليه فهما سيصمدان في “المليحة” على الرغم من الرمال المتحركة أسفلهم، وعلى الرغم من تربص “جيش الاسلام” بهم، خصوصاً بعد موقفهم الاخير وإعتبار قيادات “زهران علوش” انّ “موقف جبهة النصرة هو نصرة للمظلومية والخوارج”، أي “داعش”.

يسعى المسلحون للحفاظ على ما تيسر من بقع سيطرة، بينما يحاول الجيش السوري التمدّد نحو طرد المسلحين وكسر دفاعاتهم وتهديد المناطق العليا. يرى مصدر ميداني انّ “الجيش يعوّل على إقتتال المسلحين من أجل إنهاكهم عسكرياً ومعنوياً تسهيلاً للانقضاض عليهم، هو لا يخفِ انّ الجيش ينتظر اللحظة المؤاتية لاستغلال الاقتتال لمصلحته.. ولا ينفي انّ الأمور جيدة بالنسبة له في الغوطة بشكل كامل”.

يرى المصدر انّ “الفرصة لتعزيز إدخال المسلحين في معركة الاستنزاف موجودة”. يرى إنعكاساً جيداً على جبهات الشمال في المليحة مما يجري في المناطق العليا التي تعتبر سنداً للمسلحين، وفي حال إرتفاع وتيرة القتال وإنجراره نحو مناطق سيطرة جيش الإسلام، لا يسع هذا الأخير إلا وان يدعّم جبهاته هناك، بحكم أنه لا يريد إخلاء الساحة وتركها لـ “داعش” فالمعركة مصيرية بين الطرفين، وهو سيلعب على سيناريو مرّ “خسارة الميلحة أفضل من خسارة سائر الجبهات”.

في كلتا الحالتين الجيش السوري مستفيد مما يجري، هو يتابع عمله الميداني – العسكري في المليحة على أكمل وجه وكما هو مخطط، لا تزال الغارات الجوية سمة المعارك فضلاً عن كمائن الجيش على محور “معمل الكبريت” الذي يعتبر خط الإمداد الوحيد، وبالتالي هو يعزز قبضته على المسلحين محاولاً خنقهم وفرض عليهم سيناريوهان:

الأول الإنسحاب نحو مناطق الاقتتال الداخلي في المناطق العليا وتعزيز الجبهات هناك، والبوادر تشير إلى ترك لمنفذ لهؤلاء للفرار عبره لكي يقتلوا في الجبهات العليا.

الثاني هو ترقب الجيش للحظة الحاسمة نحو الإنقضاض على ما تبقى من مسلحين منهكين في الاحياء الشمالية في حال عدم فرارهم، وبالتالي إنهاء وجودهم ووضع حد لمعركة المليحة المستمرة منذ 94 يوماً.

على العموم، فإن أفضلية المباردة سقطت نهائياً من يد المسلحين وباتت بيد الجيش بعد التطورات الاخيرة ومسألة الإقتتال، الذي سينهك فصائل الغوطة في إقتتال داخلي يعود بالفائدة العسكرية على الجيش بلا شك.

الحدث نيوز[/rtl]

» الغوطة الشرقية : بالأسماء أبرز قادة المسلحين الذين قتلوا في المليحة
» «حرب الطواحين».. الغوطة الشرقية على شفير إقتتال سائر الفصائل
» حرب الانفاق في المليحة.. انجازات و وقائع من بوابة الغوطة
» المليحة للجيش وخَريف مُبكر لمقاتلي الغوطة
» المسلحون يخوضون معركة «الغوطة الحاسمة» في المليحة