سعودية وعشقي سوريا
مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420
تاريخ التسجيل : 17/05/2012
 |  موضوع: الهجوم المعاكس الروسي ... بدأ  الأحد أغسطس 10, 2014 4:01 am | |
|  [rtl] الهجوم المعاكس الروسي ... بدأ[/rtl] [rtl] وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl] [rtl] خاص
د.م. فهد اندراوس سعد
المقدمة
" ان روسيا معنية بالحفاظ على وحدة العراق ولن تقبل بإقامة أشباه دول مبنية على أسس الفكر الارهابي " لسان حال السياسة الروسية معبرا عنها من خلال رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني الروسية إيغور كورتشينكو.
إن الحرب المعلنة على عدة جبهات التي تخوضها أمريكا وحلفاؤها متجاوزة كل قواعد القانون الدولي ومنتهكة سيادة الدول واستقرارها قد غيرت من أولويات السياسة الخارجية الروسية ويدور الحديث الآن عن هجوم معاكس تشنه روسيا لإسقاط الاندفاع الهمجي للغرب الشرس وحلفائه ضد سيادة روسيا وحلفائها إيران وسوريا والعراق وعن ضرورة استخدام آليات أخرى أكثر حدة و قساوة !.
المقال يلقي الضوء على خلفيات وتداعيات الرسائل التي وجهها الرئيس بوتين الى الغرب وحلفائه في اجتماع مجلس الأمن القومي لروسيا الاتحادية في 22 حزيران – يونيو من هذا العام .
1-*** القطبة الخفية في زيارة أوباما الى السعودية !
لعل العقوبات التي أخذ يفرضها الغرب واليابان على روسيا في قطاعات المصارف والطاقة والدفاع والتي استهجنتها الخارجية الروسية معبرة عن خجلها من الدول الغربية التي وبعد بحثها الطويل عن " الرأي الواحد" الخاص بها أصبحت تتكلم بصوت واشنطن ! هذه العقوبات ربما ستكون باقة ورد قياسا بما يتوقع ان يأتي لاحقا على إثر زيارة أوباما الى السعودية !.
إن البرود الذي كان ظاهرا في العلاقات الأمريكية – السعودية قبل الزيارة بسبب الاختلاف في مسائل استراتيجية أهمها تطور العلاقات الأمريكية – الإيرانية وعدم مهاجمة سوريا عسكريا رغم الحاح السعودية . لم يؤثر إطلاقا على التعاون العسكري و الاستخباراتي الهادف الى إبعاد روسيا عن الشرق الأوسط وعزل إيران وتغيير النظام في سوريا .
تشير الدلائل الى أن الموضوع الخفي الذي تداوله الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي كان حول تخفيض أسعار النفط الى مستوى90-80 دولار للبرميل بدلا من سعره الحالي المقارب الى 105 دولار وهذه الخطوة بحسب رأيهم ستكون حاسمة في الضغط على روسيا وتملك السعودية كل مقومات تحقيق هذا الهدف بزيادة إنتاجها من النفط , وهناك سابقة في استخدام هذا السلاح عندما قامت السعودية خلال أعوام 1985-1980 بزيادة انتاجها من 2 مليون برميل الى 6 مليون ومن ثم الى 10 مليون مخفضة أسعار النفط على اثرها من 32 الى 10 دولار ومسببة بذلك أزمة اقتصادية خانقة للاتحاد السوفيتي السابق وكانت إحدى الأسباب الأساسية في انهياره !.
ولكن ما هو الثمن الذي طلبته السعودية مقابل هكذا خطوة تخدم أمريكا وأوروبا ولكنها تضر باقتصادها ؟.
2- *** الثمن الدموي في سوريا !
إن كل ما قدمه أوباما للسعودية من إعادة تسليح قواتها المسلحة ونشر منظومة مضادة للصواريخ والسماح لها بتحجيم دور قطر مع الهيمنة على العالم الإسلامي من المغرب الى باكستان لابد أنه أعجبها ولكنه دون الطموحات ! فالمطلوب هو الانتصار على الأسد في سوريا بأي ثمن وعزل إيران في المنطقة , ودون تحقيق هذين الهدفين فإن السعودية تشعر بالزلزال القادم باتجاهها وهو زلزال لن ينهي حكم آل سعود فقط ولكن سيؤدي كما هو العادة في الشرق الى التصفية الجسدية لهم وعلى أيدي المقربين منهم الطامعين بالزعامة من أمير قطر وعائلته الى الاخوان المسلمين الى مختلف مشايخ الوهابية المعارضة ! ولهذا يطلب آل سعود نصرا سريعا وبالذات الحصول على دمشق بأي ثمن لتعزيز مواقعهم في العالم العربي والإسلامي كي يتابعوا تنفيذ مخطط الفيدرالية الأردنية – الفلسطينية كحل موافق لإسرائيل وإنشاء حلف سني معادي لإيران من الجزيرة العربية الى باكستان !!
لعل أطماع السعودية في سوريا لا تقتصر على الأهمية السياسية وإنما الاقتصادية أيضا حيث سيتم اسقاط الاتفاق الموقع في عام 2012 بين حلفاء روسيا ايران وسوريا والعراق لإنشاء خط الغاز العملاق من إيران عبر العراق الى سوريا ومنها الى اوروبا على أن يتم استبداله بالمشروع القطري المنافس الشيء الذي سيوجه ضربة قاسية الى روسيا في سوق الطاقة العالمية ويفقدها تنافسيتها نظرا لرخص اسعار الغاز القطري .
إن جزءا من ثمن الصفقة الأمريكية –السعودية أصبح مسددا فأمريكا لم تعد ترى أسلحتها النوعية تتسرب الى المسلحين في سوريا كما ولم تعد ترى التغيير النوعي في بنية هؤلاء المسلحين من حيث انصهار ما كانت تدعوهم ب" المعارضة المعتدلة " في بحر القاعدة وداعش لابل وتمدهم بنصف مليار دولار لتدريبهم وتسليحهم !.
3- ***الثمن الدموي في العراق !
عمل طرفا الصفقة الدموية على مبدأ : نضرب باتجاه العراق نصيب سوريا ونضرب باتجاه سوريا نصيب إيران ونضرب باتجاه إيران نصيب روسيا !
إن التطور الدرامي للأحداث في العراق على أيدي من حاربتهم أمريكا من قوات صدام المتحالفين مع مسلحي داعش دون ان تتحرك ساكنا لا بل وراوغت لإضعاف المالكي بمنع تزويده بالسلاح المدفوع الثمن منذ 2011 .هذا التطور كان الهدية الثمينة والثمن اللائق لمملكة آل سعود المتهالكة التي رأت في أحداث العراق مناسبة لتصفية الحساب مع المالكي الذي وصفه العاهل السعودي منذ عام 2009 بالعميل الإيراني وكذلك لإغراق إيران المنافس الاستراتيجي في أزمة طويلة لن تبخل السعودية عليها بالمليارات لتبقى نيرانها مشتعلة !. ولعل أمريكا في حروبها التي تنفذها بأيدي الوكلاء (حروب بالوكالة ) لم تترك حرية تصرف لوكيل كما تركته للسعودية ! والدافع مفهوم فالصفقة المعقودة ستوفر لأمريكا " لعبتي شطرنج قويتين " ضد روسيا : الأولى الضغط اقتصاديا بتخفيض أسعار النفط , والثانية زعزعة مواقعها في سوق الغاز العالمي بضرب مشروع خط الغاز الإيراني عبر سوريا على أيدي داعش !
4-*** الزهايمر السياسي السعودي !
إن السعودية وهي تسير عمياء في ركب أمريكا وفاقدة التقدير الموضوعي للأمور لم ترى مجمل التغيرات الحاصلة في المنطقة والمتمثلة في :
1- المحافظة على سوريا رغم كل ما تم زجه عالميا واقليميا ضدها وذلك كنتاج لعملية تنسيق عالية المستوى مشتركة روسية –ايرانية- صينية قائمة على اساس قوي هو متانة المنظومة السورية ككل !.
2-خروج إيران من العزلة السياسية المفروضة عليها بدبلوماسية متقنة الى درجة البراعة كبراعتها في حياكة سجادها العجمي لتستعيد دورها الفعال الاقليمي والعالمي والذي تعتبره السعودية دائما الخطر الأعظم لسياستها الزهايمرية!. 3- أن ضرب العراق يمس مصالح لاعبين عالميين روسيا والصين الى جانب إيران اللاعب الاقليمي .
أن السياسة المفرطة في قصر نظرها التي اتبعتها السعودية بدعمها التطرف الديني بأبشع مظاهره لدفع المنطقة الى حرب طائفية سنية – شيعية يحترق في أتونها أيضا أتباع الديانات الأخرى ويدفع ثمنها الشعب البسيط أظهر للعالم الوجه الحقيقي لهذا الكيان ك" قيح مكثف" حان وقت تجريفه !.
إن الرسالة التي وجهتها روسيا على إثر زيارة وزيرها لافروف للسعودية في 21-20 حزيران – يونيو وادراكها ان الجانب السعودي كدراكولا موغل في خياراته الدموية لم تتأخر كثيرا فخلال أيام بعد الزيارة كانت القاذفات الروسية سوخوي -25 تحط في العراق لتكون القوة الضاربة الرئيسية ضد مسلحي داعش الممولة سعوديا ,وكان ايعاز الرئيس بوتين على إثر لقائه بوزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي في 2014-7-24 بتزويد العراق بكل ما يلزمه من سلاح ولو كان من مخزون الجيش الروسي, مؤكدا أن ذلك ليس لمصلحة اقتصادية فحسب وإنما انطلاقا من العقيدة العسكرية الجديدة للكرملين !. وأقيم على إثر ذلك جسر جوي روسي - عراقي لتزويد العراق بالأسلحة التي أثبتت كفاءتها العالية وشملت قاذفات لهب من طراز "الشمس الحارقة " ومدافع هاون متطورة وراجمات قنابل يدوية ومدافع ذاتية الحركة من العيار الثقيل وراجمات صواريخ من طراز " غراد". مؤكدة بذلك أن روسيا معنية بالحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وأنها تدعم جهود العراق في حربه ضد قوات داعش ومن يساندهم !!.
5-*** ما هي رسائل بوتين للغرب ؟
لقد كان اجتماع مجلس الأمن القومي لروسيا الاتحادية في 21-20 حزيران – يونيو ( لنلاحظ أن تاريخ الإجتماع في اليوم التالي لانتهاء زيارة لافروف للسعودية !) كان نقطة انعطاف في السياسة الخارجية والدفاعية لروسيا ويفهم من رسائل الرئيس بوتين في الاجتماع أن موسكو تتحضر لمواجهة حادة مع الغرب كحد أدنى ولصد اعتداء مسلح لحلف الناتو وأوكرانيا كحد أعظمي !. وبحسب الرئيس بوتين فإن أزمة العلاقات الروسية الغربية تفاقمت الى مستوى جديد كليا وما جريمة اسقاط الطائرة الماليزية واتهام حلفاء موسكو بإسقاطها إلا واحد من تلك المشاهد .
***الرسالة الأولى : التذكير بأن روسيا قوة نووية وهذا يعني أن على حلف الناتو ان يحذر من قعقعة السلاح الفارغة على الحدود الروسية .
***الرسالة الثانية : إن روسيا ترى في خطوات الغرب للضغط على روسيا من خلال العقوبات على أنها جزء من سياسة الحرب الباردة وأن لغة الإنذارات والعقوبات التي يرتفع صوتها في العالم أكثر وأكثر إنما تستهدف سيادة الدول والأنظمة التي تتبع سياسة مستقلة أو تقف عائقا على طريق مصالح ما , وإن هذه الثورات الملونة ماهي إلا انقلابات عسكرية.
***الرسالة الثالثة : ستعيد روسيا مقاربتها للحوار مع الغرب وستكون السياسة الجديدة الرفض النهائي لكل محاولات الاتفاق مع الغرب وبالدرجة الأولى ما يخص منظومة الأمن والدفاع المشتركة , و هذا يعني عمليا أن روسيا لن تتحمل أية مسؤولية جماعية مع الدول الغربية الشيء الذي يعتبر تغيرا جذريا في السياسة العسكرية ويهدف الى إنشاء تحالفات جديدة كجواب على سياسة التمدد المنظم لجيوش حلف الناتو على أراضي دول أوروبا الشرقية .
6-***آفاق غير محدودة للتعاون .
اتخذت القيادة الروسية قرارا بتعزيز قدرات تحالف دول البريكس وكذلك إعطاء الاهتمام الخاص بتطوير العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية الى درجة الشراكة كما وأعطت أهمية كبيرة للعلاقات مع سوريا التي تقاوم لأكثر من ثلاث سنوات التدخل الخارجي من دول تحالف الناتو – الخليجي .وكذلك تقديم كل ما تحتاجه العراق للمحافظة على وحدته بعد أن باعه الأمريكان وكان من الممكن ان تسقط بغداد لو لم تقدم المساعدات الفورية من روسيا وإيران .
لعل تطوير العلاقات الروسية الإيرانية ستبدأ بخطوة اعادة النظر بمشاركة روسيا في العقوبات المفروضة على إيران من قبل أمريكا ,وتليها خطوة تدعيم القدرات الدفاعية الإيرانية وبالدرجة الأولى تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي س-300 وكذلك س-400 التي ستجعل الطيران الأمريكي أو أي طيران معادي في المنطقة وجوده كعدمه !,كما ان تزويد إيران بأعداد كافية من المقاتلات الحديثة ميغ 29 س م ت والمقاتلات بعيدة المدى ميغ-31 والمقاتلات القاذفة سوخوي 30 ستوفر التفوق الجوي المطلق و ستجعل أية محاولة للتسلل عبر الحدود الإيرانية شبه مستحيلة!.
ومع وجود الاسطول الأمريكي الخامس وقاعدته في البحرين فإن تزويد إيران بالمنظومة الصاروخية فائقة التطور ك-300 (باستيون ) ستشل الأسطول الخامس بكامله وأساطيل أية دولة تفكر بالاعتداء .
ان التعاون الاقتصادي الممكن غير محدود وخاصة في مجال الطاقة فروسيا وايران بالاشتراك مع العراق وسوريا يملكون القدرة على التأثير على أسعار النفط والغاز , فالطاقة الإنتاجية لإيران والعراق يمكن ان تصل الى عشرين مليون برميل في اليوم حتى 2020 متفوقين على انتاج السعودية مرتين ومع الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لسوريا ووجود الاحتياطيات الغازية الضخمة غير المستثمرة بعد سيشكل وضعا مميزا لهذا التحالف .ويضاف الى ذلك أن الوضع أصبح مناسبا للعب ورقة إضعاف دور الدولار في تعاملات هذه البلدان باستخدام العملات الوطنية في تبادلاتهم التجارية أو الإسراع بإصدار العملة المشتركة لدول البريكس كبديل عن الدولار .
*** الخاتمة
ان تمدد ذراع الناتو والآلة العسكرية الأمريكية وما يجلبه من دمار وانتهاك لسيادة الدول ولأبسط مبادئ القانون الدولي يتطلب نشوء تحالفات مضادة وظهور أقطاب تنهي مرحلة هيمنة القطب الأمريكي الأوحد وطموحه بأن يجعل القرن الواحد والعشرين أمريكيا بالنار والدم وما نراه اليوم من نشاط تحالف دول البريكس ومنظمة شنغهاي انما يعكس مؤشرا قويا على قرب انتهاء مرحلة القطب الواحد.
*** المراجع
1- МИД РФ: Москве стыдно за Евросоюз, заговоривший голосом Вашингтона | http://ria.ru/politics
2-Москва и Эр-Рияд: Слухи о перезагрузке сильно преувеличены
3- Москва, Тегеран и ближневосточная «жара»]http://iran.ru/news
4-По России готовят удар, уничтоживший СССР ] http://www.utro.ru/articles/
5-России пора выйти из режима антииранских санкций ] http://iran.ru/news/analytics
6-США и СА готовят крупнейшую сделку против России и Ирана http://iran.ru/news/analytics][/rtl] | |
|
